قائد الطوفان قائد الطوفان

الاحتلال ينتزع القواسمي "العنيد" من عائلته ومرض ابنه    

القواسمي يودع ابنه قبل أن يسجنه الاحتلال
القواسمي يودع ابنه قبل أن يسجنه الاحتلال

الرسالة نت – مها شهوان

بعدما فرغ حجازي القواسي من صلاة الفجر، وبدأ يراقب صغيره "أحمد" الذي خضع لعملية جراحية في تركيا لإزالة ورم في الرأس قبل أقل من شهر، اقتحم قوات الاحتلال منزله وخلعوا الباب بطريقة افزعت الصغار، واعتقلوه من وسط ابناءه.

صورة انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي هزت المشاعر الإنسانية والقواسمي يحاول أن يطبع قبلة الوداع على جبين ابنه المريض، والذي سرعان ما غابت صورة الاب عن ابنه حتى نشر الأخير عبر صفحته على فيسبوك وبلغته البسيطة " حسبي الله ونعم الوكيل، جيش الاحتلال اعتقلوا بابا، ربنا يفك أسرك وترجعلنا بالسلامة".

وقبل أن يخرج الأب أوصى ابنه ألا يترك الكيماوي ويحتمل الوجع، ويراعي أمه وأشقاءه الصغار، وألا يبكي الألم فهو رجل البيت، والا يموت لأنه سيعود إليه.

وهو يبكي يعلق الصغير أحمد على اعتقال والده: زعلت كثير عشان راح، هو سندي وأكثر واحد بحبه، ونفسي يطلع معي على المستشفى".

ليست المرة الأولى التي يعتقل فيها حجازي، فهو من شارك بإضراب الأسرى الإداريين عام 2014 حوالي أكثر من شهرين متواصلين، فاعتاد وأشقائه على الاعتقال، فشقيقه محمود مبعد إلى غزة بعد خروجه بصفقة وفاء الاحرار، وله اثنين من أشقائه شهداء، واثنان آخران محكومان مدى الحياة في سجون الاحتلال.

وصفه أصدقاؤه بعد ساعات قليلة من اعتقاله عبر صفحاتهم الشخصية على الفيسبوك أنه رجل صلب وقوي وابن بلد، ظلم واعتقل كثيرا، وصورته المحفورة في أذهانهم أنه لا يهتز للاعتقال بل عنيد يواجه السجان.

اعتادت عائلة القواسمي على ملاحقة الاحتلال لها ما بين الاعتقال والشهادة وهدم البيت أكثر من مرة، فلم يلتم شمل العائلة لمرة واحدة منذ 35 عاما، ويتقابل بعضهم داخل الأسر كما يخبر محمود القواسمي "الرسالة".

ويقول القواسمي المبعد إلى غزة عن شقيقة حجازي الذي يبلغ من العمر -38 عاما-  إن ظروف شقيقة المعتقل صعبه فهو يعيل أبناءه الثلاثة حين تصطحب زوجته ابنها أحمد للعلاج الكيماوي في القدس وتمكث هناك أكثر من عشرة أيام، فيلعب المعتقل دور الأب والأم معا.

ورغم أن صورة وداع القواسمي لابنه المريض انتشرت بقوة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أن الأمر فيه خطورة على نفسية "أحمد" فهو لا يعرف مرضه، فما يعلمه أن لديه مشكلة صغيرة ويقومون بحلق شعره ليتمكن الأطباء من اجراء العملية الجراحية فقط، والقول لعمه المبعد في غزة.

ويضيف:" حرم أحمد من والده خلال رحلة مرضه مرتين الأولى حين منع مرافقته إلى تركيا لإجراء عملية جراحية، واليوم بعد العملية وفترة النقاهة انتزعه جنود الاحتلال وتركوا الصغار يبكون والدهم".

ومع أن عائلة القواسمي اعتادت على الاعتقال، إلا أنهم يعشقون الحرية، لكن نصيبهم التنقل ما بين سجون الاحتلال والسلطة، حيث أن الأخيرة تلاحقهم لانتمائهم السياسي كذلك.

 

 

 

 

 

البث المباشر