قائد الطوفان قائد الطوفان

"اتفاق الإطار" يفرض الوصاية الأمريكية على الأونروا!

ارشيفية
ارشيفية

الرسالة نت- محمد عطا الله

من الواضح أن اتفاق الإطار الذي وقعته وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" مع الولايات المتحدة الأمريكية مؤخرا، يحولها إلى أداة خاضعة لشروط وإملاءات الأخيرة، ما من شأنه أن يؤثر على الخدمات التي تقدمها الأونروا للاجئين.

وقبل شهرين جرى توقيع الاتفاق المشروط بعودة الدعم المالي من أمريكا وزيادته لصالح الوكالة. وبحسب الاتفاق فإن "أونروا" تشكل "التزامات سياسية للسنتين التقويميتين 2021 و2022، وتستخدم إطاراً لحياد مرافقها وموظفيها، ولن تقدم أميركا أي إسهامات إلى "أونروا" إلا إذا اتخذت جميع التدابير الممكنة "لضمان عدم وصول أي جزء من هذه المساهمة إلى أي لاجئ يمارس أعمالاً عدائية".

ويتضمن الاتفاق "التزام أونروا بالإبلاغ عن أية انتهاكات جسيمة للحياد مع الولايات المتحدة في الوقت المناسب، ومعالجة أي انتهاكات من هذا القبيل بما يتماشى مع متطلبات إطار الحياد الخاص بها، وتحسين قدرة الوكالة على مراجعة الكتب المدرسية المحلية والمواد التعليمية لضمان الجودة التي تستخدمها لتحديد واتخاذ التدابير لمعالجة أي محتوى يتعارض مع مبادئ الأمم المتحدة في المواد التعليمية".

تقييد نفسها

ويرى رئيس دائرة شؤون اللاجئين في حركة حماس عصام عدوان، أن الأونروا لأول مرة توقع اتفاقية ثنائية مع إحدى الدول، تقيد نفسها في الخدمات التي تقدمها للاجئين، وخاصة فيما يتعلق في حرية الرأي والعمل السياسي.

ويوضح عدوان في حديثه لـ "الرسالة نت" أن القضية الفلسطينية سياسية بامتياز، والاتفاقية ستمنع الموظفين واللاجئين من ممارسة أي نشاط سياسي والقيام بدورهم الوطني وتحاسبهم ويصل الأمر لدفعهم للاستقالة مما يخدم الاحتلال.

ويبين أن الوكالة منظمة دولية تابعة للأمم المتحدة وتأخذ تكاليفها وتوصياتها منها وليس من الدول الأعضاء، ولا يوجد أي مبرر لها لعقد هكذا اتفاق بذريعة التمويل، كون أن السنة التي توقف فيها الدعم المالي من أمريكا للأونروا لم يحدث أي عجز مالي وعوضت نفسها بدعم من أطراف دولية أخرى.

ويشدد رئيس دائرة اللاجئين بأن الاتفاقية مرفوضة وستدفع الأونروا إلى التمادي في محاسبة اللاجئين والموظفين واتخاذ قرارات تعسفية بحقهم تحت ذريعة الحيادية؛ لخدمة أهداف وأجندات أمريكية إسرائيلية خبيثة.

ويشير إلى ضرورة فضح هذه الممارسات وفرض الإرادة الفلسطينية على قيادة الأونروا، بالإضافة إلى ممارسة قيادة السلطة ضغوطها وتقديم احتجاجها كونها عضواً في الأمم المتحدة وتمثل الشعب الفلسطيني.

التحول لأداة

ويعتبر عضو مكتب العلاقات الدولية في حركة المقاومة الإسلامية حماس د. باسم نعيم أن الاتفاق خطوة كبيرة على طريق تقويض المؤسسة الأممية "أونروا" والتي عملت على مدار 70 عاما لتحقيق الأهداف التي أُنشئت من أجلها والمتمثلة في حماية اللاجئين وتشغيلهم لحين العودة لديارهم.

ويضيف نعيم في حديثه لـ "الرسالة نت" أن الاتفاق يؤسس لتفريغ المؤسسة من مضمونها وقدرتها على تنفيذ الخدمات المكلفة بها لصالح الأجندة الأمريكية والرواية الصهيونية، مبيناً أن ما عجزت أمريكا والإسرائيليون عن تمريره عبر صفقة القرن يريدون تنفيذه بالمال المسيس.

ويبين أن الهدف من الشروط الأمريكية تعزيز القدرة على إعادة صياغة الرواية لصالح الصهيونية وفرض تغيير المناهج بحجة الحيادية، وهو يتنافى مع القانون الدولي والتفويض الذي مُنح للوكالة.

ويشدد نعيم على أن حركته تنظر بقلق كبير لهذا الاتفاق، وتطالب أونروا بالتحلل الفوري منه وعدم تقييد نفسها باتفاقيات يمكن أن تحول دورها لأداة، داعياً المجتمع الدولي للمساهمة في حل مشكلة العجز المالي وتوفير تمويل مستدام للأونروا حتى حل قضية اللاجئين.

البث المباشر