لا تزال (إسرائيل) تبحث عن طريق للتعامل مع قطاع غزة، في ظل حالة الصداع المستمرة، والاحراجات التي تمر بها الحكومات المتعاقبة في ظل غياب أي أفق دائم.
وكثيرا ما يطرح وزراء (إسرائيليون) خططاً سياسية واقتصادية في محاولة منهم لإمكانية إنجاحها، إلا أن جميعها فشلت مع تطبيق أولى مراحلها وانتهت للأبد.
وطرح وزير الخارجية (الإسرائيلي)، يائير لبيد، خطة للتعامل مع غزة، أثبتت مرة أخرى أنه لا توجد لدى (إسرائيل) إستراتيجية تجاه القطاع، باستثناء استمرار شن عدوان أو محاولة استخدام وسطاء إقليميين ودوليين.
استجداء للهدوء!
وبحسب خطة لبيد الاقتصادية فإن (إسرائيل) يجب أن تذهب في خطوة متعددة السنوات في غزة تحت عنوان "الاقتصاد مقابل الهدوء".
وتستند خطة لبيد على "تحسين الوضع الإنساني تدريجياً"، مثل تحلية مياه للشرب، وبعد ذلك "تحسين الوضع الاقتصادي"، بالتعاون مع أطراف إقليمية ودولية"، مقابل عدة شروط.
وفي حديثه مع صحيفة "يديعوت أحرونوت" في وقت سابق، قال إن خطته تهدف لممارسة ضغوط داخلية ودولية على حركة حماس.
المحاضر في كلية الاقتصاد بجامعة النجاح الدكتور بكر اشتية قال، إنه لا يمكن الحديث عن خطة "سلام اقتصادي" مع غزة في ظل تمسك المقاومة بالسلاح، "وبالتالي لا أرى في هذه الخطة إلا أنها استجداء للهدوء".
وأوضح اشتية في حديث لـ "الرسالة نت" أن (إسرائيل) مستمرة بسياسة "جز العشب" كل فترة مع فصائل المقاومة في غزة، "والحصول على هدوء دون تطوير السلاح، وهذا ما يُصعب أي اتفاقيات دولية".
وتوقع أن غزة في المرحلة المقبلة ستكون مقبلة على "بحبوحة" اقتصادية، ولكن دون رفع كامل للحصار، ولذلك قد نجد ممراً آمناً للتجارة بين غزة والضفة المحتلة وتسهيلات اقتصادية على المعابر، ولكن لا أتوقع أن يكون رفع كامل للحصار "لأنها سياسة باقية وضمن أساسيات العمل لدى الاحتلال".
بدوره، أكد المختص في الشأن (الإسرائيلي) أيمن الرفاتي، أن حديث لبيد عن غزة، "يدلل أن هناك قناعة لديه بأنه ليس باليد حيلة أمام الوضع في غزة".
وقال الرفاتي: "إسرائيل تدرك أن الحلول الأمنية لا تجدي نفعا ويجب اعطاء غزة ما تريد، لكنه يريد أن يظهر أنه أحدث شيئا مختلفا عن حقبة نتنياهو، حتى وإن كان بالشكل وليس المضمون".
وأوضح أن حديث لبيد يُلقي بقرار الحرب في أحضان المستوى الأمني والعسكري، "بحيث لا يتحمل المسئولية المباشرة".
وأضاف الرفاتي: "الاحتلال يستجدي الهدوء من غزة ويلقي بضمان الهدوء في القطاع ضمن مربع مصالح غزة مع مصر، ولذلك وضع ثلاثة أهداف له مع غزة ورتبها كالتالي: منع إطلاق الصواريخ والبالونات ومنع تعاظم قوة حماس وإعادة الجنود الأسرى".
وأوضح أن الهدف من الخطوة خلق الاستقرار والهدوء على جانبي الحدود بين (إسرائيل) وغزة، أمنياً وسياسياً ومدنياً واقتصادياً.
ويعاني سكان غزة، وهم أكثر من مليوني فلسطيني، أوضاعاً معيشية متردية للغاية جراء حصار (إسرائيلي) مستمر للقطاع، منذ أن فازت حماس بالانتخابات التشريعية عام 2006.
وبجانب هذا الحصار، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي من حين إلى آخر عمليات عسكرية على غزة، أحدثها عدوان استمر 11 يوما بين 10 و21 مايو الماضي، وانتهى بوساطة مصرية.