قائمة الموقع

لا تلوموا على أحد وأنتظروا القادم 

2021-09-19T16:43:00+03:00
ارشيفية
مصطفى الصواف

لا لوم على الأسرى الستة الأبطال الذين إنتزعوا حريتهم على مدي ثلاثة عشر يوما أربكوا خلالها إجهزة الاحتلال الأمنية والعسكرية والتي نزلت إلى الشارع بحثا عنهم في عملية معقدة جدا على ما يسمى أعتى كيان أمني وتكنولوجي ومخابراتي في المنطقة ،والذي هزمه ستة من الأبطال بأيد فارغة وصدور عارية، وتمكنوا من تسجيل موقف العز والشرف، والغزي والعار على أجهزة المحتل بجبروتها ، وأكدت عملية نفق الحرية أنها منظومة أمنية أوهن من بين العنكبوت، وأن اختراقها أمرا ليس صعبا إذا توفرت إرادة صلبة وحقيقية كما توفرت لدي الأسرى الستة.
نعم أبطال عملية جلبوع نجحوا نجاحا كبيرا في تحريك الأسرى داخل معتقلات الاحتلال، وتحريك المواطنين في الضفة الغربية وقطاع غزة،وأضف إلى ذلك أنهم حركوا العالم وأبهروهم عندما تمكنوا من إختراق كل تحصينات الاحتلال التي كانت تحيط بمعتقل جلبوع الأقوى والأكثر تعقيدا، إلا أنهم تمكنوا من الخروج منه وإذلال عدوهم وإن أعيد اعتقالهم مرة أخرى بعملية معقدة من قبل قوات الاحتلال ومعاونيه مورس فيها كل أنواع الدهاء والمكر والخداع عندما قاموا بإعتقال من تبقى منهم في مدينة جنين.
البطلان الأسيران اليوم في يد الاحتلال لم يكونا جبانين بل كانا بطلين ولديهم حسن وطني وإنساني وخوف على أطفال العائلة التي إحتضنتهم وسلما نفسيهما بعدما أكتشف أمرهما خوفا على الأطفال والنساء في البيت لعلمهما أن الاحتلال جبان وقاتل للاخضر واليابس ولا يتورع عن قتل كل من كان في البيت وعلى رأسهم الأطفال والنساء مالم يسلم الأسيرين نفسيهما للمحتل بعد أن فقدوا  الحاضنة إلا من بيت في جنين شكل لهما هذه الحاضنة والأمان ، فكل الشكر للبيت وأهله والذي شكل أمنا وحضنا حماهما على مدى الأيام التي مكثوا فيهما داخله.
كانوا أبطالا رغم إعتقالهم ،وكانوا رحماء بأبناء شعبهم وأطفاله وهم يسلمون أنفسهم ،ولكن بكل أسف لم يجدوا الحاضنة من من يحمل السلاح وتمكن الاحتلال من خداع الشرفاء منهم.
على العموم لم ولن تكون عملية التحرر من جلبوع الأخيرة، بل سيتبعها عمليات وسينجح بعضها إن لم يكن كلها وستجل نقاط الخيبة على أجهزة العدو وأعوانه، وستتحول الضفة لمقبرة للمحتل وأعوانه بمقاومتها والتي تلقت درسا قاسيا عندما خدعت من العدو ولم تشكل حاضنة تحمى الأسرى وتشكل لهم أمنا واجبا عليهم .
أن عملية الاعتقال وإعادة الأسرى الذين رأوا الحرية بأعينهم ولو ساعات وأيام لن تشكل إنتكاسة لا للأسرى والذين سيحاولون في مرات قادمة وسينجحون ، ولن تشكل إحباطا للمقاومة وستكون أشد وأقوى على العدو وأعوانه.

اخبار ذات صلة