قائمة الموقع

مقال: فلسطين على أجندة الرئيس المصري القادم

2012-06-02T07:11:40+03:00
مصطفى الصواف

أكدت النتائج الأولية للجولة الأولى للانتخابات المصرية وبعد رد الطعون المقدمة من بعض المرشحين في سباق الرئاسة والتي أعلنت عنها لجنة الانتخابات المصرية الاثنين الماضي على صعود كل من مرشح حزب الحرية والعدالة (الذراع السياسي لحركة الإخوان المسلمين) واحمد شفيق ،آخر رئيس وزراء في عهد حسني مبارك ووزير الطيران في حكومات مصرية متعددة،  لجولة الإعادة المقررة منتصف الشهر القادم.

الانتخابات مرت بشكل حضاري بكل المقاييس رغم وجود بعض الأخطاء الإجرائية أو الشكلية؛ ولكنها في مجملها لا تفسد دمقرطة العملية الانتخابية، والنتائج التي أظهرتها صناديق الاقتراع كانت معلنة على الملأ قبل أن تعلن رسميا عبر لجنة الانتخابات وهي المرة الأولى التي سمح فيها لكل لجنة انتخابية أن تعلن نتائج الفرز،  وهذا فيه من الشفافية والنزاهة ما يحسب للنظام الانتخابي في ظل ثورة يناير.

صعود مرسي وشفيق لن يرضي البعض وهذا أمر متوقع لأن رضا الناس غاية لا تدرك، وهناك رفض لهذه النتيجة من قبل من كان يريد مرشحا وفق مزاجه ورأيه، وهناك دعوات صدرت للتنازل أحد المرشحين لصالح مرشح لم ينل الدرجة الأولى أو الثانية،  وهي دعوة تدعو للسخرية لأنه لو فعلها أي من المرشحين سيكون  فيها نوع من الاستهتار بالشعب الذي منح الثقة لمرشحه لا من أجل التنازل عنها ولكن للمضي قدما نحو إرادة ناخبيه، وهو اختيار حر بغض النظر عن الاختيار وافق البعض أو تعارض مع رغباته، وطالما أننا لعبنا في ساحة الديمقراطية وارتضينا أن نحتكم لما تفرزه صناديق الاقتراع علينا أن نحترم النتائج، لأن احترام النتائج يعني احترام إرادة شعب، كما من العيب أن نشكك في قدرة الشعب على الاختيار؛ لأن ثورة يناير كانت ضد تزوير الإرادات وتكميم الأفواه، وأن حرية الاختيار متروكة للقاعدة الجماهيرية التي ستختار بإرادة حرة من تعتقد أنه الأنسب لقيادة المرحلة القادمة، وما علينا إلا التسليم بها لا أن نصدر أحكاما مسبقة نابعة من تخوفات كانت وهمية أو حقيقية.

التغيير في مصر قادم وجولة الإعادة ستنهي حالة الجدل القائمة وعندها تتضح الخارطة السياسية المصرية القادمة وتوجهات الرئاسة، والذي أود التأكيد عليه أن مصر ما بعد يناير والانتخابات لن تكون مصر ما قبل هذا التاريخ أيا كان الفائز في جولة الإعادة ، ونحن لنا أمنيات وهذه الأمنيات لن تؤثر كثيرا على حسن الاختيار من قبل الشعب المصري؛ لأنه من سيحصد ما يترتب على الاختيار،  وإن كنا نحن كفلسطينيين نتأثر بشكل كبير بهذه الخارطة السياسية القادمة بالسلب أو الإيجاب؛ لأن الترابط الجغرافي والتاريخي والسياسي فيما بين مصر وفلسطين هو ترابط أزلي يؤثر ويتأثر ومن هنا كان هذا الاهتمام الكبير في الشارع الفلسطيني بالانتخابات المصرية ونتائجها حتى أن جزءا من الشعب الفلسطيني لم ينم ليلة الفرز ، كما كان مشدودا قبل الانتخابات ومشدودا وهو يتابع جولة الإعادة،  وله أمنيات كما للشعب المصري وفريق منه مع وفريق ضد كما كل البشر، ولكن يجب علينا أن نحترم الإرادة المصرية ولا نكون أوصياء عليها لأن الشعب المصري شعب واع رغم ما يقال عنه على ألسنة بعض قادة الرأي فيه من أبناء مصر، فهو ليس بالساذج، وأنا على قناعة أنه يحسن الاختيار.

ما نريده من الرئيس المصري القادم هو ما يريده الشعب المصري، ونزيد أن يأخذ بيد مصر لتعود إلى القيادة والريادة للأمة العربية وقيادات المنطقة بما يحقق مصالح شعوبها وعلى رأسها القضية الفلسطينية والتي هي قضية العرب والمسلمين.

نحن على ثقة أن فلسطين ستكون حاضرة على أجندة الرئيس المصري حتى لو جاء من يخالف أمنياتنا لأن فلسطين كانت حاضرة في ميادين التحرير وستكون حاضرة في أجندة الرئيس القادم لأنها مطلب مصري قبل أن تكون مطلب فلسطيني.

اخبار ذات صلة