قائمة الموقع

بودكاست | سباق نحو الأقصى.. صلِّ وقتما شئت، المهم ألا تبتعد

2021-09-20T12:00:00+03:00
سباق نحو الأقصى.. صلِّ وقتما شئت، المهم ألا تبتعد
غزة - الرسالة نت

سباق نحو الأقصى.. صلِّ وقتما شئت، المهم ألا تبتعد

الرسالة- رشا فرحات

على الدرجات القليلة المؤدية إلى باحات قبة الأقصى تسابقت عائلات مقدسية تنشد ما بعد صلاة الفجر وهي تنتظر زرقة السماء بأن تصفو وتسطع شمسها فوق القبة الذهبية وتعاهد الله كما كانت كل مرة بأن تكون هي الحامي الأول للحفاظ على الحرم.

قبل حوالي الشهر أُعلن السباق، في مبادرة أطلقتها عائلة السلايمة، حيث استنفرت العائلات المقدسية الأخرى للرباط في المسجد كل يوم جمعة منذ الفجر حتى منتصف الليل لتوجيب الحضور في الأقصى وإعطائه حقه من التضامن والصمود أمام العالم.

وأقسمت العائلات المقدسية في عتمة الليل وهي تنتظر صلاة الفجر: "نقسم بالله العظيم أن نحمي الأقصى بأموالنا وأولادنا".

 ليس جديداً

"منذ عهد صلاح الدين الأيوبي والعائلات المقدسية تتسابق لخدمة الأقصى". هذا ما قاله الدكتور المقدسي جمال عمرو في مقابلة مع الرسالة، لافتاً إلى أن الشيخ رائد صلاح كان يدور على بيوت العائلات المقدسية ويأخذ منهم عهداً بالدفاع عن الأقصى وبقسم هؤلاء قسماً سرياً: "أقسم بالله العظيم أن أظل مدافعاً عن الأقصى".

ويكمل الدكتور عمرو: "ظل هذا العمل سريا من عشر سنوات ثم بدأ الدخول في مرحلة العلن لأن كل الأقنعة سقطت وأفلست المفاوضات والسياسات الرسمية وبدأ الحس الوطني يظهر".

للبيت رب يحميه من قبل ومن بعد، فمنذ سبعين عاما ومحاولات تهويد القدس والأقصى على قدم وساق، وما زاد ذلك من عزيمة المقدسيين سوى قوة وثباتا وحضورا، يتناوبون على الحضور حسبما أتيح لهم الوقت ويستلمون رايات الرباط واحدا تلو الآخر، فلو اعتُقل أحدهم جلس مكانه آخر، المهم أن تظل موجوداً.

وتهدف العائلات المقدسية أن يظل المسجد عامرا، وغاية عائلات السلايمة والرجبي والشويكي أن تقام الصلاة فيه قبل أن تمتد الحملة لتشمل عائلات أخرى كثيرة، وقد تتزايد الأسماء جمعة بعد جمعة.

تجمعت عائلة الرجبي بشيوخها وأطفالها لتنشد وتأخذ صورا تذكارية ليعلنوا للعالم رسالة واضحة أن هناك درعاً يدافع عن الأقصى لن يكل مهما حاول الاحتلال إبعاد العائلات والمصلين عن الأقصى سواء بحبسهم أو مصادرة بيوتهم وهدمها.

وفجر الجمعة الماضية كان حضور عائلة الشويكي لافتا؛ إذ قدّر محمد الشويكي، أحد من بادروا لإطلاق الدعوة بين أبناء العائلة، أن عدد من تفاعلوا معها بلغ نحو ألفي شخص.

ومن عائلة الحرباوي المقدسية حضر 150 شخصا لتلبية نداء الأقصى لافتين إلى أن الاحتلال لم يقف متفرجا بل حاول التعبير عن قهره بمصادرة لافتات تضامنية واستجواب المارين عبر بوابات الأقصى وإيقافهم وتعطيلهم، ولكن ذلك لم يثن أحدا عن قرار الحضور.

 منافسة وطنية

منافسة حامية تخوضها العائلات المقدسية، شعارها الغيرة على المقدسات رغم أن الاحتلال صادر إفطارهم، بل منعهم من توزيع الطعام على المصلين ما جعلهم يتناولون افطارهم في ساحة باب الأسباط بعيدا عن الأقصى.

الحرباوي، والشويكي، وسنقرط، وعابدين، وصب لبن، والسلايمة، والقواسمي كلها عائلات تحدث عنها الدكتور جمال عمرو، فهي عائلات مقدسية عاشت في الأقصى وعاش الأقصى فيها، وهناك عائلات أخرى كانت من أوائل العائلات المبادرة والبارة في القسم حسب الدكتور عمرو ولكنها لا تريد الظهور إعلاميا لكنها تخدم وتحمي الأقصى منذ عشرات السنين.

لا يخطر ببال هذه العائلات أن تعيش حياة في المدينة المقدسة وهي تسمح لأي انتهاك أو مصادرة لحقوقهم بالصلاة والعبادة وحماية المقدسات، لذلك ما إن بزغ الفجر حتى عادوا لساعات يتحضرون لصلاة الجمعة قبل انضمام عائلات مقدسية أخرى لتبادل الأمكنة وتسجيل الحضور الدائم.

يذكر أن نحو 45 ألف مواطن أدوا صلاة الجمعة الماضية في رحاب المسجد الأقصى المبارك، وسط إجراءات الاحتلال المشددة على أبواب القدس القديمة المؤدية إلى الأقصى، ومحاولات التضييق على المصلين.

 

 

 

AL Resalah Podcasts الرسالة بودكاست · سباق نحو الأقصى.. صلِّ وقتما شئت، المهم ألا تبتعد
اخبار ذات صلة