يُوافق اليوم السبت الذكرى الـ 25 للهبّة الشعبية الفلسطينية التي أُطلق عليها "هبّة النفق" احتجاجًا على حفر وافتتاح قوات الاحتلال للنفق الغربي أسفل المسجد الأقصى المبارك في مدينة القدس. جاء افتتاح النفق، بعد سنوات من عمليات هدمٍ متواصلة لحارة المغاربة الواقعة جنوب غرب "الأقصى"، ثم أخذ بالحفر أسفل الرواق الغربي للمسجد حتى أحدث نفقاً كبيراً يبلغ طوله ما يقارب 330 مترا.
وتقرر افتتاح النفق بأمر من رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك بنيامين نتنياهو لرئيس بلدية الاحتلال (حينها) إيهود أولمرت، ما فجّر موجة غضب واسعة يوم الـ 25 من سبتبمر/ أيلول لعام 1996، حيث توحد الشعب الفلسطيني بكل فئاته وأطيافه من مختلف مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة، للتصدي لمخطط الاحتلال.
وصدحت مآذن القدس فور افتتاح باب النفق بالدعوة لمواجهة هذا الاعتداء، وانتشر أهالي المدينة في الشواراع، لكن قوات الاحتلال حالت دون وصولهم لموقع النفق. وكانت قوات الاحتلال تُوضع حينها اللمسات الأخيرة لتثبيت الباب الحديدي الذي يؤدي إلى مدخل يصل حائط البراق بباب الغوانمة أحد أبواب المسجد الأقصى. الاحتجاجات الفلسطينية التي أخذت طابعًا سلميًا، واجهتها قوات الاحتلال "الإسرائيلي" بإطلاق رصاص حيّ ومطاطي، كما استخدمت المروحيات والدبابات لقمع الفلسطينيين، كما شرطة الاحتلال ساحات المسجد الأقصى وأغلقت جميع أبوابه. وبلغ عدد الشهداء الذين ارتقوا في هذه الهبّة التي استمرت لثلاثة أيام، 63 شهيدًا، وأصيب نحو 1600 آخرين بجراحٍ متفاوتة في عموم الأراضي الفلسطينية.
ومنذ نكبة فلسطين، في أيار/ مايو 1948، يعمل الاحتلال "الإسرائيلي" على تهويد مدينة القدس بكل الوسائل والطرق، وفي الأشهر الأخيرة تصاعدت انتهاكات الاحتلال المدينة المقدسة ومسجدها. ومن أبرز هذه الانتهاكات تواصل الحفريات في كل الجهات المحيطة بالمسجد الأقصى فوق الأرض وتحتها، بهدف التدمير الممنهج لكثير من الآثار، وهدم طبقات أثرية من كل الفترات "العربية، ثم الإسلامية، فالأموية وحتى العثمانية".
كما أدت هذه الحفريات إلى إحداث تشققات وهدم في جدران وأرضيات ومباني "الأقصى" والقدس القديمة، وسلوان. والجدير ذكره أن كثير من الأنفاق التي حفرتها قوات الاحتلال الإسرائيلي أسفل "الأقصى" وفي محيطه، باتت تحتوي على كنس يهودية ومزارات توراتية تلمودية، ما يؤكد خدمة هذه الحفريات للمشاريع الاستيطانية التهويدية.