تتواصل استفزازات الاحتلال ومستوطنيه في الذكرى السادسة والعشرين لهبة النفق التي أشعلت غضبًا فلسطينيًا في وجه الحكومة (الإسرائيلية).
وأقدم الاحتلال خلال هبة النفق على فتح بوابة النفق الممتد أسفل المسجد الأقصى والعقارات الإسلامية المحيطة به بطول 450 مترا، خرج الفلسطينيون عن بكرة أبيهم في وجه إجراءات الاحتلال تجاه المدينة المقدسة.
وأثناء الهبة التي حدثت عام 1996، استشهد 63 فلسطينيًا، فيما أصيب أكثر من 1600 آخرين، لتُجبر الاحتلال عن التراجع في تنفيذ مخططاته التهويدية وقتها.
قيادة واعية
الكاتب والمختص في الشأن السياسي مصطفى الصواف، أكد أن انتفاضة النفق عبّرت عن قيادة فلسطينية واعية وقتها، "عكس القيادة الموجودة اليوم والتي لا تحرك ساكنا فيما يجري في القدس".
وقال الصواف في حديث لـ "الرسالة نت": " من المؤسف أن نجد من القيادة الحالية أن تعمل يدا بيد مع الاحتلال لملاحقة مقاومة وتحرك الفلسطينيين حيثما انتفضوا في وجه الاحتلال".
وأوضح أن ما يجري من مقاومة اليوم في الضفة الغربية هو تعبير حقيقي عن مشاعر الفلسطينيين الذين يرون أن الاحتلال يتمادى في سعيه لتهويد القدس وطرد أهلها.
وشدد على أن الفلسطينيين اليوم بحاجة لانتفاضة أكبر وأعظم من انتفاضة هبة النفق لأن الاحتلال تجاوز كل الخطوط الحمر، "وعلى المواطنين أن ينهضوا ويفعلوا ما لديهم من امكانيات للتصدي للمحتل".
ودعا الصواف لعدم اعارة أي اهتمام للسلطة والاحتلال وليعلنوها ثورة عارمة، "لأن ما تتعرض له القدس وما يخطط له الاحتلال علينا جميعا أن نوقفه ونتصدى له لأن نجاح الاحتلال في تحقيق ما يخطط له سيكون كارثة علينا وعلى مقدساتنا ولو حدث عندها لا ينفع ندم وسنلقى كل هوان أشد".
وكان الاحتلال فشل مرتين في فتح النفق، الذي يرمي إلى تحقيق عدة مكاسب سياسية وأمنية واستيطانية، أبرزها: توسيع حائط البراق، وتهديد الأحياء العربية الاسلامية المحيطة به، كما حدث لحي باب المغاربة في عام 1967، الذي هدمه الاحتلال لتوسعة استيطانه في محيط الأقصى، وقلب البلدة القديمة.
كما هدف الاحتلال من خلال النفق إلى تأكيد سيادته على مدينة القدس، وتزوير ومحو أي أثر اسلامي وعربي، وتهديد المقدسات، وتحويلها إلى أماكن دينية وسياحية تابعة له، وتخريب العملية السلمية، والتنصل من تبعات اتفاق "أوسلو"، رغم أن هذه الاتفاقية لا تمنح الحد الأدنى من الحقوق الفلسطينية، والتملص من اتفاق الانسحاب من الخليل.
بدوره، أكد المختص في الشأن السياسي، سليمان أبو سنة، أن ذكرى هبة النفق السادسة والعشرين تثبت أن المسجد الأقصى هو قلب الصراع بين الفلسطينيين والعدو الصهيوني.
وقال أبو ستة في حديث لـ "الرسالة نت": "منذ تلك اللحظة والأقصى يثير عزيمة جماهير الشعب الفلسطيني وغضبها لتشتبك مع الاحتلال مرة بعد مرة سواء في انتفاضة الأقصى عام 2000 عندما اقتحم شارون الأقصى أو فيما بعد كما حدث أكثر من مرة آخرها سيف القدس عام 2021".
وأوضح أن هذه الذكرى تدلل على أننا نتعامل مع عدو لديه هدف محدد فيما يتعلق بالأقصى وهو لم يكل أو يمل بل يسير بخطة استراتيجية واضحة، "وهو ما يعني بشكل واضح أن المقاومة هي الخيار الوحيد للتعامل معه وأنه لابد من الرباط الدائم في الأقصى وشد الرحال إليه وإعلان النفير التام".
ولفت أبو ستة إلى أن صمود الفلسطينيين في معركة الدفاع عن الأقصى يمثل عرقلة واضحة للاحتلال في مشاريعه الأخرى سواء ضد الأرض أو الإنسان الفلسطيني في الضفة والداخل.