قائمة الموقع

الضفة الغربية.. ملامح مرحلة جديدة من المقاومة

2021-09-28T13:12:00+03:00
الضفة احداث.jpg
غزة- شيماء مرزوق

تظهر ملامح مرحلة جديدة في مدن وقرى الضفة الغربية، عنوانها جيل شاب جريء لا يخشى تحدي المحتل والمتعاونين معه، حالة الثورة والمقاومة المتصاعدة في شوارع الضفة تثبت أنها مخزون لا ينضب من الفعل المقاوم.

بعد الاشتباكات التي جرت في جنين والقدس الأحد وأسفرت عن استشهاد أربعة مقاومين وإصابة جندي وضابط من الوحدات الخاصة في جيش الاحتلال، شهد فجر اليوم التالي مواجهات واشتباكات مع فلسطينيين تصدوا لاقتحام جيش الاحتلال ومستوطنيه، ما أدى لإصابة جنديين من جيش الاحتلال وإخلاء 12 حافلة لمستوطنين حاولوا اقتحام قبر يوسف بنابلس.

القناة 12 العبرية قالت إن جيش الاحتلال نفذ حملات اعتقال واسعة في الضفة الغربية خلال السنة الأخيرة، وضمنها حملات اعتقال كبيرة لأفراد خلايا مسلحة "بفضل معلومات نوعية للشاباك".

وخلال هذه الفترة، تحدث الجيش عن "ارتفاع ملموس في أحداث إطلاق النار باتجاه القوات الإسرائيلية التي نفذت اعتقالات".

وكانت وسائل إعلام الاحتلال أشارت في الأيام الأخيرة إلى أنَّ جيش الاحتلال يُحَضِّرُ لعملية عسكرية بجنين على خلفية تنامي الاشتباكات المسلحة مع مقاومين، فيما وصفت المواجهة المسلحة التي اندلعت قبل ثلاثة أسابيع بجنين بأنها كانت أشبه بساحة حرب غير متوقعة من حيث كثافتها.

وتنامت ظاهرة الاشتباكات المسلحة مجدداً في جنين ومخيمها منذ عملية سيف القدس، حيث بادر شبان إلى استخدام السلاح في المواجهات، وتطورت بعد ذلك بانضمام ومشاركة أوسع من شبان آخرين يتصرفون عفويًّا وارتجاليًّا.

ويمكن القول إن أهم أسباب الحالة الثورية في الضفة تتلخص في الآتي:

أولاً: جيل أكثر جرأة: تحدث الاحتلال أن ما جرى في جنين والقدس مختلف وهو أمر لم تعتد عليه قوات الاحتلال منذ سنوات في الضفة، فقد واجهت القوات مقاومين أشداء ومدربين، واستطاعوا أن يصيبوا جنديا وضابطا من مسافة قريبة جداً وهو نهج مختلف، لجيل يبدو أكثر جرأة.

وقد نشأ هذا الجيل في ظل ذروة التنسيق الأمني الذي قضى على بنية المقاومة وعزز استباحة الاحتلال للضفة، ما جعله يسأم من الحالة القائمة، ويبحث عن استنهاض المقاومة في الضفة.

ثانياً: ما يجري في الضفة خاصة مدن جنين ونابلس مرتبط بشكل وثيق بالحالة الثورية والمقاومة في قطاع غزة، خاصة بعد معركة سيف القدس، والتي حققت المقاومة فيها تقدما وانتصارا واضحا على الاحتلال.

ورغم حالة الانقسام السياسي والجغرافي ما بين الضفة وغزة إلا أن تأثيرات كل ساحة تنعكس على الأخرى، فخلال عدوان 2014 ضد غزة، لم تتحرك الضفة الغربية في حينه، ولكن ظهرت تبعات هذه الأحداث في العام 2015 حينما تحرك الشباب الفلسطيني بانتفاضة السكاكين والتي كانت انعكاسا ونتاجا لحالة المقاومة التي جسدتها غزة في حينه.

وامتدادا لتلك الحالة، تركت معركة سيف القدس أثرا كبيرا في نفوس الفلسطينيين في كل أماكن تواجدهم ورفع الروح المعنوية لديهم، وتعزيز الثقة بقدرة الفلسطينيين على هزيمة الاحتلال، وكسر هيبته.

ثالثاً: غياب فرص التغيير السياسي فلا مصالحة ولا انتخابات بعد أن قضت السلطة على أي أمل للتغيير لدى الجيل الشاب الذي يرى رئيسا عجوزا يقدس التنسيق الأمني وينتقل من فشل إلى آخر، ويجثم على صدر الشعب الفلسطيني دون أفق أو حل سياسي.

وضع السلطة وفشل المشروع السياسي إضافة إلى ما خلفه التنسيق الأمني من تداعيات خطيرة على المجتمع أدى لحالة من التململ في الضفة نتيجة استمرار الفشل.

رابعاً: إجراءات الاحتلال وتغوله الكبير على أهالي الضفة الذين يزج بهم في السجون بشكل يومي ويصادر أراضيهم ويهدم بيوتهم، وهي حالة تخلق لدى الجيل رغبة في الانتقام والتصدي للاحتلال.

ولا يمكن فصل الأحداث المفصلية التي شهدتها الأراضي الفلسطينية مؤخراً، خاصة عملية نفق الحرية وهروب الأسرى الستة من سجن جلبوع ما ساهم في خلق أجواء من الإضرابات شمال الضفة الغربية تحديداً، كما أن إعادة اعتقال اثنين منهم في جنين أثار غضبا كبيرا ضد السلطة.

 

 

اخبار ذات صلة