إن صورة اشتيه على الحواجز العسكرية الصهيونية داخل قفص التفتيش تؤكد أن السلطة بلا سلطة وتعبر عن ارتهانها للاحتلال وأنهم يعيشون تحت بساطير الاحتلال بلا كرامة كما وصف ذلك زعيمهم محمود عباس، وأن دورها الحقيقي هو حماية أمن الاحتلال وتعزيز وجوده من خلال نهج التنسيق الأمني حتي أصبحت بلا أي مبادئ لا سياسياً ولا وطنياً وبالتالي فهذه دلائل أن السلطة ومنظومتها وأجهزتها الأمنية على وشك الانهيار.
يدرك العدو الصهيوني أن التنسيق الأمني هو الكنز النسبة للمؤسسة الأمنية خاصة بعد تعاظم المقاومة في قطاع غزة والتي أصبحت تحدي حقيقي بعد اخراج المجاهدين لأدوات التنسيق الأمني وأجهزتها من قطاع غزة مما أثر سلبا على كمية المعلومات الأمنية الواردة للاحتلال من القطاع، وعلى النقيض تماما نجد رموز السلطة يتشدقون بالتنسيق الأمني ويجاهرون به ونتذكر قول الشهيد القائد صلاح خلف رحمه الله أخشي ما أخشاه ان تصبح الخيانة وجهة نظر".
ان الوصول الى شهداء جنين والقدس وأسرى سجن جلبوع الهاربين من جرائم الاحتلال لم يكن ليحدث لولا التنسيق الأمني من أجهزة السلطة التي وفرت المعلومات والاستخبارات داخل مناطق السلطة وأمدت قوات الاحتلال بها مما جعلها شريكا في استشهاد الشهداء وإعادة اعتقال الأسرى فأصبحت وكيلا للاحتلال تشارك في اعتقال المجاهدين.
ففي الخليل وجنين نشهد تراجع لدور سلطة عباس وزيادة شعبية المقاومة وحالة عدم الرضا عن أدائها وتعاونها الأمني مع المحتل في الوقت الذي تسعى قيادات السلطة الى محاولات الاستحواذ على الولاءات من أجل مرحلة ما بعد محمود عباس مستقوين بالاحتلال والتحالفات الأمنية مع المخابرات الإقليمية والدولية ومن جهة أخري تشظى والولاءات داخل الأجهزة الأمنية لحساب فلان وفلان وخلوها من البعد الوطني والعقيدة العسكرية الوطنية بعد أن سلخت عقيدة دايتون ونهج التنسيق الأمني معاني الوطنية من قلوب هؤلاء فقتلوا المجاهدين واعتقلوا الوطنيين و اغتالوا المعارضين وما اغتيال الشهيد نزار بنات بطريقة وحشية الا دليل واضح على المنحدر الأخلاقي الذي وصلت اليه.
لقد كان خطاب محمود عباس بالأمم المتحدة ضعيفاً ولا يعبر عن آمال شعبنا وتضحياته و نضاله في وجه الاحتلال فلم يكن فيه كلمات فاضحة لجرائم الاحتلال بل كان خطاب اليائس من المجتمع الدولي ومشاريع التسوية، وهو ما لم ينجح في كسب التعاطف الرسمي الدولي ضد الاحتلال ومنظومته الاجرامية.
وفي طريق صراع رجالات السلطة ينتشر الفلتان الأمني الذي كان ضحيته أن سقط عشرات الضحايا في سبيل اثبات قوة تيار من تيارات السلطة على آخر بالتزامن مع حملات شراء السلاح وتكديسه ليس من أجل الاحتلال بين من أجل معركة خلافة عباس وهو ما رصده الاعلام الصهيوني وأشار اليه الخبير المختص بالشؤون العربية آفي يسسخاروف "وضع عباس السياسي أضعف من أي وقت مضى، فظروفه الصحية ليست كما كانت سابقا، ومع دولة الاحتلال لا يوجد حلول في الأفق، ورجاله مشغولون في معركة وراثته" ، وفي السياق أكد الكاتب الصهيوني أليئور ليفي في مقال نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن هناك قائمة طويلة من القيادات الفتحاوية التي تستغل الفراغ المتبقي، وتغيير الواقع لتحسين مواقفها، ومنهم رئيس الوزراء محمد اشتية الذي يدير أزمة كورونا، ويكسب مزيدا من مواقع النفوذ"
وهذا يجعلنا نؤكد أن سلطة أوسلو في طريقها للزوال وأن من يعطيهم جرعة البقاء هو الاحتلال وليس أي بعد وطني فبعد عشرات السنين لم ينتج نهج التسوية العبثية الا مزيدا من الشهداء والجرحى والأسرى وهدم ومصادرة الاف الدونمات على عكس سبيل الجهاد الذي أثبت صوابية بوصلته في غزة ولبنان وأفغانستان وان الجهاد وانتزاع الحقوق هو الطريق لتحقيق سلام حقيقي دائم وعادل وشامل بزوال الاحتلال واستعادة حقوقنا المسلوبة.