قائمة الموقع

حد السيف.. ضربة موجعة لم يفُق منها جيش الاحتلال

2021-10-03T09:52:00+03:00
حد السيف.. ضربة موجعة لم يفُق منها جيش الاحتلال
الرسالة- محمد عطا الله

 بعد قرابة ثلاث سنوات؛ لازال الفشل الأمني وتداعيات عملية حد السيف يلاحق جيش الاحتلال الإسرائيلي، عقب الضربة القوية والموجعة التي سددتها المقاومة في قطاع غزة للوحدة الصهيونية الخاصة "سييرت متكال" التي تسللت شرق خانيونس وخرجت هاربةً تحمل جثة قائدها.

وأحبطت كتائب القسام في 11 نوفمبر 2018 عملية لقوة خاصة إسرائيلية تسللت للقطاع تهدف إلى زرع منظومة تجسس للتنصت على شبكة الاتصالات الخاصة بالمقاومة.

وكشف ضابط كبير في جيش الاحتلال النقاب الجمعة الماضية، عن استنكاف جزء من جنود الوحدة الخاصة المتسللة التي اكتشفتها كتائب القسام في نوفمبر 2018 عن العمل بعد تلك العملية.

وجاء على لسان قائد شعبة الاستخبارات في جيش الاحتلال "تامير هايمان" الذي سينهي مهام منصبه قريباً أن تلك العملية كادت تنتهي بمعضلة كانت ستشغل الكيان لسنوات قادمة.

وحول الصدمة التي تعرض لها جنود القوة الخاصة واستنكاف بعضهم عن العمل بعدها قال: "نتحدث عن عملية بالغة التعقيد، ولم يعد كل من اشترك فيها إلى العمليات لأسباب غير طبيعية، حيث تعرض بعضهم لصدمات شخصية بعدها، ومن احتاج إلى مساعدة منا قدمناها له، فقد خرجت القوة من وضع صعب للغاية ومنعت وقوع كارثة كانت ستشغلنا لسنين قادمة".

وتحدث "هايمان" عن العملية قائلاً "مررنا بـ 3 دقائق صعبة جداً انتهت ببلاغ وصلنا من الشاباك باجتياز عناصر القوة السياج الفاصل".

وحول طبيعة تلك العملية، قال "هايمان" إنها احتاجت إلى درجة مخاطرة كبيرة مع فرصة لتعقد الأمور، لافتاً إلى قيام الجيش بعدة عمليات في عدة أماكن بعد تلك العملية، وأن التحقيق في ظروف انكشاف القوة مكّن الجيش من استخلاص العبر".

  تبعات متواصلة

ويؤكد الخبير والمختص في الشأن العسكري رامي أبو زبيدة أن تبعات عملية حد السيف على المؤسسة الأمنية الاستخبارية ستتواصل، لا سيما وأن المقاومة أعلنت في حينه أنها حصلت على كنز استخباري ثمين.

ويوضح أبو زبيدة في حديثه لـ "الرسالة" أن ما أحدثته العملية من إخفاق استخباري وميداني كبير، جعل كل شيء لدى الاحتلال في قطاع غزة مثاراً للشك، كون أن المقاومة بات لديها قدرات استخبارية، وطورت قدراتها بشكل مضاعف بعد هذه العملية.

ويبين أن عملية حد السيف استطاعت التشويش على المعلومة التي يحصل عليها الاحتلال من العنصر البشري الذي يعتبر من أثمن المعلومات لدى أمن الاحتلال، مما يجعل القدرة الاستخبارية للاحتلال معقدة.

ويشير إلى أن المقاومة استخلصت الدروس وتعلمت كثيرا من العملية وقد يكون أصبح لديها طرق واضحة في كيفية تعامل الاحتلال مع العملاء واستطاعت تطوير قدرات مضادة للاحتلال، لافتا إلى أن ما يتحدث به قائد شعبة الاستخبارات في جيش الاحتلال يدلل على حجم الخيبة التي أحدثتها عملية حد السيف.

  فضيحة استخبارية

ويرى المختص الأمني محمد أبو هربيد أن آثار وتداعيات عملية حد السيف لا تزال قائمة كون ما جرى هو اكتشاف وفضح استخباري لجيش الاحتلال في قطاع غزة وهو ما لم يحدث في أي من الدول والإقليم.

ويؤكد أبو هربيد في حديثه لـ"الرسالة" أن فشل الدخول لقطاع غزة والتخفي سبب حالة من الصدمة النفسية في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية والتي تجد نفسها ضعيفة ومهزومة وفاقدة لقدراتها الاستخبارية.

ويوضح أن العملية أكسبت المقاومة خبرة وتجربة مهنية على صعيد التعرف على أساليب العدو وإحباط مخططاته في غزة وهو ما يعتبر كنزا استخباريا حصلت عليه المقاومة في إطار صراع الأدمغة.

ويبين أن المقاومة لن تكتفي بامتلاك المعلومات وإنما ستراقب التداعيات الأخرى التي يقوم بها العدو من إمكانية ابتداع أساليب جديدة ومغايرة لاقتحام القطاع مرة أخرى تنجحه في القيام بأعماله، لكن بالمجمل هناك تخوف حقيقي لدى الاحتلال من المغامرة مجددا.

ويشير في نهاية المطاف إلى أن نشر هذه الاعترافات بالفشل قد يكون له أهداف أخرى في هذا التوقيت، بهدف ممارسة التضليل المعلوماتي والتظاهر أمام المقاومة أن هذه الوحدة أنهت عملها في قطاع غزة؛ للتغطية على عمليات أخرى قد تقوم بها.

اخبار ذات صلة
«بيبي».. لمَ أنت صامت
2010-10-26T07:12:00+02:00