قائمة الموقع

«حدّ السيف» بعيون المراقبين والاستراتيجيين العسكريين!

2019-12-04T09:18:00+02:00
الرسالة نت - خاص

عدّ خبراء أمن استراتيجيون عملية "حد السيف" من العمليات القليلة التي شكلت انعطافة مهمة وأساسية في الجهد الاستخباري للمقاومة، والتي تشير إلى تقدم مهم ومتطور في الأداء العسكري والاستخباري لديها.

وفي أحاديث خاصة بـ"الرسالة نت" أكدّ استراتيجيون في الأمن، أنّ العملية عبرّت عن مؤهلات متقدمة تمتلكها المقاومة .
حطيط: حد السيف ستؤثر على المسار العام للمواجهة مع الاحتلال.

الخبير الاستراتيجي بالشؤون الأمنية والعسكرية أمين حطيط، أكد أنّ العملية أثبتت امتلاك المقاومة لمؤهلات متقدمة على صعيد المواجهة التقنية والاستخباراتية، وتشير إلى قدرتها كمؤسسة على إدارة المعركة في بعديها الهجومي والدفاعي.

وقال حطيط لـ"الرسالة نت" من بيروت، إنّ العملية أبرزت قدرات المقاومة على تنفيذ عمليات حربية نوعية".
وأضاف: "سجلت أيضا قدرة متميزة في إدارتها للتدابير الاحترازية، مشيرا إلى أن هذه العملية عقدت العدوان من جهة، وأثبت قدرتها على ازعاج العدو بما يخدم فكرة الردع المتبادل.

وأوضح حطيط أن العملية ستؤثر على مسار السياسة العامة للمواجهة؛ "لأن امتلاك المقاومة للمعلومة في التوقيت والعمق والحجم المناسب يمكنها من وضع الخطط الهجومية والدفاعية ويوفر جهودًا كثيرة على المقاتلين".

وذكر أن العمل الاستخباري يسبق مسرح العمليات ويرافق وقوع العملية إضافة الى استمراره لما بعد تنفيذه.
وأوضح أن العملية أحدثت انقلابًا مهمًا في مسار تعامل المقاومة مع الأخطار، "فسابقا كان يتفلت الاحتلال من تنفيذ العمليات، أما بفعل نجاح الجهد الاستخباري فقد نجحت بالايقاع فيه".

النقاش: المقاومة نجحت في تحييد قوة كاملة وأخرجتها من الخدمة
أما الخبير الاستراتيجي أنيس النقاش منسّق شبكة الأمان للبحوث والدراسات الاستراتيجية في بيروت، فقد عدّ عملية "حد السيف" دليل "براعة أجهزة أمن المقاومة وتقدم أدائها العسكري والأمني".

وقال النقاش لـ"الرسالة نت" إن أجهزة أمن المقاومة أثبتت عبر العملية "قدرة فائقة في العمل العسكري والاستخباري، ودللت على أن المقاومة لا تتعامل برد الفعل في الجانبين المعلوماتي والعسكري".
وأوضح أن العملية نجحت في كشف العديد من المعلومات الخطيرة والحساسة المرتبطة بكشف عمليات سابقة جرت بالقطاع ودول الجوار أيضا.

وأضاف النقاش: "ما ميز هذه العملية أنها لم تسقط جاسوسا أو تفشل حادثة معينة بل أفشلت منظومة قائمة، ما دفع الاحتلال لإعادة بناء حساباته الكاملة، بعدما نجحت المقاومة في تحييد قوة كاملة وإخراجها من الخدمة".
ورأى أن نجاح المقاومة في هذه العملية" سيدفع العقل الاستراتيجي الأمني للعدو باستبدال هذه المنظومة وإعادة بناء مجموعاته وتكتياكاته العسكرية".

وأوضح النقاش أن العملية أثبتت أن الاحتلال لم يعد قادرا على اختراق وسائل اتصال المقاومة لمعرفة ما يجول في الجبهة الأخرى والسيطرة على القرار وتقدير الموقف من خلال التنصت.

أبو زبيدة: حد السيف مكنّ المقاومة من معلومات استخبارية مهمة

فيما أكدّ المختص والخبير العسكري رامي أبو زبيدة أن ّعملية "حد السيف" مكنت المقاومة من الحصول على معلومات استخبارية مهمة تمكنت من استثمارها في إبراز ضعف العدو وفي تمكين قوتها ، وعرفت خلالها كيف تتحرك في الجهد الاستخباري.

وقال أبو زبيدة لـ"الرسالة نت" إنّ الحرب الاستخبارية بين المقاومة والاحتلال قائمة وغير ظاهرة للناس، "فالتجسس والاختراق وعمل الشبكات هو صراع خفي مستمر، في إطار المواجهة والحرب العملياتية".

وأكدّ أن عنصر قوة المقاومة يكمن في قدرتها على تمكين جبهتها الداخلية واتصالاتها، وقطع الاتصالات عن العدو والتشويش عليه.
وأشار أبو زبيدة إلى أن العملية أثبتت قدرة المقاومة وفعاليتها في حماية المعلومات، "فأي جهد عسكري يحتاج لتوفير وحماية المعلومات والتوجيهات كونها أساس المعركة، فحماية المعلومة والحصول على معلومة لدى العدو تعزز قدرة المقاومة في إدارة المعركة".

وأوضح أن المقاومة سعت لتأمين شبكة اتصالاتها التي بدأت تدشينها على مراحل بإشراف القائد رائد العطار، وأثبتت جدواها في إدارة العمليات بمدينة رفح، لافتا إلى أهمية شبكة الاتصالات في صناعة إنجاز الانتصار للمقاومة اللبنانية عام 2006 وقدرتها على إدارة مسرح عمليات المقاومة طيلة 30 يوما.

وبيّن أن العدو شعر في مرحلة ما أنه لا يستطيع رصد إشارة المقاومة بل ومباغتته في أكثر من موقع، بفضل قدرة المقاومة في التحكم والسيطرة على شبكة اتصالاتها.

الشرقاوي: حد السيف أظهرت براعة وشجاعة نادرة للمقاومين

وأكدّ اللواء والخبير الأمني الاستراتيجي يوسف الشرقاوي، أن عملية "حد السيف" أظهرت براعة وقدرة وشجاعة نادرة لدى المقاومة الفلسطينية"، مشيرا إلى أن هذا الحدث يعدّ الثاني في إطار المواجهة مع الاحتلال بعد اكتشاف قوة بحرية إسرائيلية في انصاريا بلبنان.

وقال الشرقاوي لـ"الرسالة نت" إن ما يميز هذه العملية أنها الأولى التي توقع بقوات (إسرائيلية) تعمل خلف خطوط العدو، وترتبط مباشرة برئاسة الأركان، مشيرا إلى أن شجاعة المقاومين مكنتهم من التعامل مع القوة النارية المباغتة التي تعرضوا لها".

وأوضح أن هذه القوة كانت تشكل "رأس جسم لعملية كبيرة"، ونجحت المقاومة في بتره وقطعه.

وذكر أن قدرة المقاومة على التحقيق لمدة 40 دقيقة تظهر تنبها واضحًا في البعد الاستخباري، وقد نجحت في توجيه ضربة لقوة عسكرية "نفذت أعمال أسطورية في دول عربية وصولا لشمال أفريقيا".

ولفت الشرقاوي إلى أن العملية كشفت زيف الاحتلال الذي ادعى أن جنوده قتلوا في ارتطامهم بحجر اسمنتي، كما أنها نجحت في الكشف عن يقظة قتالية لدى المقاومين الذين تعاملوا مع الحدث مباشرة فور اطلاق النار عليهم، منبها في الوقت ذاته إلى أن وصف القتيل (الإسرائيلي) باعتباره "رامبوا" كما وصفه الإعلام الإسرائيلي بعد مقتله.

وأكدّ أن قدرة المقاومة الاستفادة من مخلفات العدو، شكل مفاجآة للاحتلال، وأثبت قدرة عملياتية لديها في التعامل مع الأحداث الأمنية وفك شيفاراتها.

ونبه إلى أن استهداف شبكة اتصالات المقاومة تشكل أولوية أمنية للاحتلال.

 

اخبار ذات صلة