قائمة الموقع

مقال: عودة للقاهرة.. ملفات في جعبة حماس

2021-10-03T13:15:00+03:00
الكاتب/ محمد عطا الله

يحمل وفد حركة حماس الذي يصل اليوم إلى العاصمة المصرية القاهرة، العديد من الملفات الهامة والذي يطمح الوفد أن يحدث اختراقا فيها، مع تواصل الجهود المصرية التي تسعى إلى تحقيق إنجازات فعلية على أرض الواقع.

وتسعى القاهرة التي تستضيف مختلف الأطراف إلى خلق تقارب في وجهات النظر؛ يمكن أن تفضي إلى تقدم في العديد من الملفات السياسية على صعيد القضية الفلسطينية عموما أو على قطاع غزة على وجه الخصوص.

ويمكن القول إن وفد حماس الذي سيصل القاهرة اليوم برئاسة رئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية يحمل في جعبته العديد من الملفات الهامة الذي يسعى إلى تحقيق تقدم فيها ويمكن اجمالها في التالي: -

أولا: صفقة التبادل

تعمل القاهرة منذ عدة أشهر على سد الفجوة وإنجاز اختراق في قضية الجنود الإسرائيليين الأسرى لدى المقاومة في قطاع غزة، عبر اللقاءات المكثفة من أجل إمكانية التوصل إلى صفقة تبادل، تُنهي الملف الذي يعتبر بمثابة العُقدة أمام العديد من الملفات الأخرى.

وجود رغبة كبيرة لدى حركة حماس في انجاز صفقة تبادل تتمكن الحركة بموجبها من الافراج عن آلاف الأسرى داخل السجون الإسرائيلية، إلا أن هذه الرغبة تصطدم في الموقف الإسرائيلي المتشدد والذي يرفض أن يدفع الثمن ويحاول المراوغة قدر الإمكان.

ويعتبر الوسيط المصري أن إمكانية احداث اختراق وإنجاز هذا الملف من شأنه أن يُسرع في انجاز باقي الملفات الأخرى ويدفع بشكل إيجابي نحو الذهاب إلى الملف الأهم وهو الهدنة طويلة الأمد.

ثانيا: التهدئة

تدرك قيادة حماس أن الوضع الاقتصادي والمعيشي في قطاع غزة خاصة بعد الحرب الأخيرة "معركة سيف القدس" وما تبعه من تشديد للحصار الإسرائيلي على القطاع وصل إلى مستويات لا يمكن القبول بها؛ في ظل تفشي الفقر والبطالة ومشكلة الكهرباء والماء وغيرها، والذهاب إلى تهدئة طويلة الأمد يمكن أن يُعيد بناء وتمتين الحاضنة الشعبية للمقاومة في القطاع ويعزز من صمود المواطنين بعد أربع حروب متتالية جعلت الواقع المعيشي بالغ السوء والتعقيد، مما يجعل من الضروري أخذ استراحة مُحارب عدة سنوات.

وباتت الحركة على قناعة أن الهدوء لا يمكن أن يكون إلا بدفع الثمن، وأن استمرار التهدئة لا يمكن أن القبول به في ظل الحلول الترقيعية ومماطلة الاحتلال بتنفيذ التعهدات التي جرى ابرامها بواسطة دولية وأممية عقب مسيرات العودة على حدود القطاع قبل عامين.

وفي ظل المتغيرات الدولية والدفع الأمريكي بتعزيز الهدوء فإن مصر تحاول الضغط من أجل الدفع باتجاه الذهاب إلى اتفاق تهدئة طويل الأمد بين فصائل المقاومة في قطاع غزة والاحتلال، بما يمكن أن يحقق الرغبة الأمريكية ويمهد لدفع عملية التسوية في المنطقة، والتي يحاول مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان الذي زار مصر مؤخرا تعزيزه.

ثالثا: المصالحة

ستحاول مصر الدفع وتحريك ملف المصالحة الفلسطينية، لا سيما أن توجه وفد حماس للقاهرة جاء عقب لقاء رئيس السلطة محمود عباس بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، كون أن تحقيقها أولوية مهمة للقضية الفلسطينية.

وترى حماس أن من أهم الأهداف الاستراتيجية بالنسبة لها تحقيق الوحدة الوطنية وترتيب البيت الفلسطيني من خلال اجراء انتخابات شاملة تشريعية ورئاسية والمجلس الوطني وإعادة بناء منظمة التحرير، وسيكون مطلبها الأساسي لدفع ذلك هو العودة للانتخابات التي جرى تأجيلها بقرار من رئيس السلطة.

ويبقى تحقيق أي تقدم في هذا الملف مرهون بمدى قبول قيادة السلطة بالعودة إلى إجراء الانتخابات العامة وعقد لقاءات فصائلية وطنية جامعة تدفع باتجاه إزالة العقبات أمام إنجاز المصالحة، والتخلي عن التمسك بالتنسيق والتعاون الأمني مع الاحتلال الإسرائيلي، بعد فشل المسار الذي تتمسك به.

رابعا وأخيرا: الإعمار

وفعليا؛ حدث اختراق في ملف الاعمار بعد تراجع الاحتلال الإسرائيلي عن ربطه بملف جنوده الأسرى في قطاع غزة وإدخال مواد البناء دون أي قيود، وبدأت عجلة الاعمار، لكن الأهم استكمال هذه العملية حتى يتم إعادة بناء آخر منزل أو برج سكني جرى هدمه خلال الحرب الأخيرة.

وسيعمل وفد الحركة على استكمال متابعة هذا الملف وانجازه حتى النهاية في ظل الحاجة الماسة لتحقيق خاصة مع قرب دخول فصل الشتاء.

اخبار ذات صلة