رفْض بايدن لقاء عباس يزيد عزلته وفقدان شرعيته

غزة- شيماء مرزوق

ضربة جديدة تلقاها رئيس السلطة محمود عباس عقب رفض الرئيس الأميركي جو بايدن طلبه مقابلته، وتحدثت مصادر أميركية وفلسطينية، إنّ عباس قرر عدم السفر إلى نيويورك لحضور اجتماعات الأمم المتحدة، والاكتفاء بإلقاء كلمة مسجلة عبر تقنية "فيديو كونفرانس"، وذلك في أعقاب الرفض الأميركي.

ولفتت المصادر الأميركية إلى أنّ رفض بايدن اقتراح عباس يُعَدّ خطوة "استثنائية جداً"، إذ من النادر أن يقدم عليها رئيس أميركي، لا سيما عندما يدور الحديث عن لقاء على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.

موقف الرئيس الأميركي تأكيد آخر على أنه لا يوجد أفق سياسي لدى السلطة، وأن مشروعها فشل وانتهى، والتعامل الأميركي و"الإسرائيلي" معها بقي محصورا في التنسيق الأمني.

رفض بايدن لقاء عباس لا يتعارض مع السياسة الأمريكية تجاه السلطة، وقد ذكرت صحيفة معاريف الصهيونية أن التنسيق مع قوات عباس "له قيمة مهمة في الحفاظ على الاستقرار على الأرض"، وهذا ما يعكس أهمية التنسيق الأمني مع السلطة الفلسطينية.

كما يعكس الرفض الأميركي حالة الاستياء العامة في المجتمع الدولي من السلطة وسياساتها في تحقيق حالة من الاتفاق والمصالحة الداخلية لضمان استمرار تقديم المساعدات للسلطة الفلسطينية، وحالة الفوضى والفلتان الذي تعيشه السلطة في الضفة الغربية وملف الانتخابات المحلية المجتزأة التي أعلن عنها عباس مؤخراً.

من ناحية أخرى فإن إدارة بايدن لا ترى في الصراع الصهيوني الفلسطيني أولوية قصوى في السياسة الخارجية منذ توليه منصبه، وفي خطابه أمام الأمم المتحدة الأسبوع الماضي، كرر بايدن دعمه لحل الدولتين لكنه لم يدع إلى استئناف فوري لمحادثات السلام الإسرائيلية الفلسطينية.

وبدلاً من ذلك، تشجع إدارته جهود "دفع السلام"، ومن المقرر أن يزور هادي عمرو، نائب مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية لشؤون الاحتلال والفلسطينيين، القدس ورام الله الأسبوع المقبل، بحسب تقرير "أكسيوس".

عباس، الذي وصفه بعض الكتاب من جانب الاحتلال، بالرئيس الحزين نتيجة فشله وتهميشه من الولايات المتحدة والاحتلال ورفض الجانبين التعاطي سياسياً معه رغم كل الخدمات الأمنية التي قدمها، يعاني من تآكل حاد في شرعيته على المستوى الدولي خاصة بعد تعطيله الانتخابات والتي كان لها تداعيات كبيرة على سلطته داخلياً وخارجياً.

ورغم تقديسه التنسيق الأمني وتقديمه أدوارا أمنية خطيرة تساهم في حماية أمن الاحتلال والتضييق مقومات المقاومة الفلسطينية في الضفة إلا أن ذلك لم يشفع له بمقابلة بايدن ولو دقائق، فيما المكالمة الهاتفية الوحيدة التي حظي بها عباس من الرئيس الأميركي منذ دخوله البيت الأبيض كانت خلال معركة سيف القدس، ونتيجة حالة المقاومة التي سادت كل الأراضي الفلسطينية، وهو درس ضيع عباس فرصاً كثيرة لإدراكه، بأن المقاومة وحدها من تجبر العالم على الجلوس معك.

ومنذ مجيء إدارة بايدن أظهر تجاهلا كبيرا للقضية الفلسطينية، وخلال جلسة نقاش مفتوحة لمجلس الأمن حول الشرق الأوسط، قال السفير "ريتشارد ميلز القائم بأعمال الممثل الدائم لبعثة الولايات المتحدة الأمريكية لدى الأمم المتحدة: "إن سياسة الولايات المتحدة في ظل الإدارة الجديدة، ستتمثل في دعم حلّ الدولتين المتفق عليه بشكل متبادل".

البث المباشر