أما آن لهذا الصيف أن ينتهي

 غزة – الرسالة نت

رفع رئيس الوزراء إسماعيل هنية يديه الي السماء في ساحة الكتيبة الخضراء بمدينة غزة مع آلاف المواطنين وعدد من الوزراء والمسئولين والشخصيات, طالبين من الله عز وجل ان يسقط الغيث الذي تأخر كثيراً, حيث سيسبب انحصار المطر موجة من الجفاف تهدد المحصول الشتوي لهذا العام والخزان الجوفي في القطاع.

ليس استثنائياً

ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي يصلّي فيها الناس صلاة الاستسقاء في غزة. لكنها هذا العام تاتي في كانون الأول، الشهر الذي يفترض أن يكون قد بلغ فيه معدل المتساقطات ما يزيد على 100 ملم.

ويشير خبراء الأرصاد الجوية الى أن «تأخر الأمطار ليس استثنائياً، وبالعودة إلى سجلات الارصاد فإن انحصار المطر حدث في عامي 1957 و1958 », الا انهم أكدوا أن موجة الحر لهذا العام هي الأعلى منذ ما يزيد على عقد من الزمن، خاصة أنها تأتي مع جفاف امتد طوال فصل الصيف والجزء الأكبر من فصل الخريف, متوقعين أن يهطل المطر في فلسطين مساء غد.

تأخر تساقط الأمطار لا يهدّد فقط مخزون المياه الجوفية، والمواسم الزراعية الشتوية ، بل أيضاً تجارة الألبسة الشتوية التي بدأ أهلها يدبّون الصوت ويحصون الخسائر؛ لأن الناس لن يشتروا ملابس شتوية والطقس صيفي لهذه الدرجة، فضلاً عن انتشار الأمراض، وخصوصاً الانفلونزا، هذا الموسم.

يذكر أن التغيرات المناخية أثرت كثيراً على المزروعات الصيفية والشتوية على حد سواء, خاصة أن موجة الحر التشرينية لا تزال مستمرة في كانون الأول، والدفء المرافق لها يعطي الأشجار دفعاً جديداً، ما يهدد بالشح مواسم العام المقبل.

نقص حاد

الخطر لم يقتصر على الانسان بل امتد للإنتاج الحيواني, حيث حذرت وزارة الزراعة من خطر كبير يتهدد قطاع الإنتاج الحيواني في قطاع غزة من  جراء النقص الحاد في كميات الأعلاف الواردة للقطاع.

فمن جانبه أكد د. زكريا الكفارنة مدير عام الخدمات البيطرية بالوزارة أن نقص الأعلاف سيؤدي حتماً إلى نفوق أعداد كبيرة من الحيوانات والدواجن.

وأوضح أن حاجة القطاع من الأعلاف المركزة والحبوب ومدخلات انتاج الأعلاف هي( 16ألف طن) شهرياً أي بمعدل استهلاك(4 آلاف طن) أسبوعياً، مؤكداً أن الاحتلال لا يسمح  بإدخال سوى (ألفي طن) فقط.

وقال الكفارنة" منذ سماح قوات الاحتلال بدخول الحصمة عبر معبر المنطار وكميات الأعلاف في تناقص دائم ، حيث رفض الاحتلال زيادة عدد أيام عمل المعبر عن يومين في الأسبوع "، مبيناً أن يوماً واحداً لا يكفي لسد حاجة القطاع من الحبوب و الأعلاف.

وأشار إلى أنه بإمكان الاحتلال الصهيوني زيادة عدد أيام العمل على المعبر إلى ثلاثة أيام بدلاً من يومين، منوهاً إلى أنها سياسة حصار وتدمير للاقتصاد الفلسطيني وجريمة حرب ضد الإنسانية

أضرار مستقبلية

بدوره حذر م. حسن أبو عيطة وكيل مساعد وزارة الزراعة سابقاً من تأخر المطر لهذا العام الذي سيؤثر بشكل كبير على المحاصيل الزراعية في قطاع غزة وخاصة المحاصيل الحقلية مثل القمح والشعير والحبوب المختلفة والتي تعتمد في زراعتها على مياه الأمطار.

وأوضح أن بعض أنواع الخضار التي تزرع في هذا الموسم سوف تتأثر بانحسار المطر، وقد تتعرض لخسارة كبيرة.

وأشار إلى أن المطر هذا العام تأخر كثيراً مقارنة بالأعوام السابقة, حيث أنه في العام 2009 سقطت كميات كبيرة من المطر تقدر بـــ 16% من المعدل العام لسقوط الأمطار في فلسطين, وعام 2008 شكلت الأمطار 37%.

ونوه أبو عيطة إلى أن انحسار المطر سينتج عنه أضرار إضافية حيث أن المزارعين يقومون بالري بمياه الآبار المالحة  منذ بداية الموسم وحتى الآن, وقال "المياه المالحة ستؤدي إلى تراكم الأملاح في التربة والتي تسبب أضرارا مستقبلية لكثير من المحاصيل الزراعية".

وأضاف أن مياه الأمطار تغسل عدة طبقات من التربة وتنقيها من الأملاح، وشدد على أن الكثير من المحاصيل الحقلية والتي تزرع في هذه الفترة من السنة لم يقم المزارعون بزراعتها بسبب تأخر المطر الذي يساعد في عملية الإنبات.

واعتبر أن تأخر الأمطار يدفع المزارعين إلى استنزاف مياه الآبار وسحب المياه الجوفية  وهو ما يزيد من العجز في الخزان الجوفي, وبالتالي سيؤدي إلى زيادة التكلفة ورفع أسعار المحاصيل. 

وأما عن دور الوزارة في هذه الأزمة فأوضح أن الطواقم تنظم زيارات ميدانية وتعطي إرشادات للمزارعين لترشيد استهلاك المياه, كما أنها بصدد إعادة استخدام مياه الصرف الصحي المعالجة في ري بعض المحاصيل المناسبة لها.

وطالب أبو عيطة المزارعين بترشيد استهلاك المياه وإعطاء المحاصيل الاحتياجات المائية اللازمة حتى لا تزيد أزمة المياه والخزان الجوفي في غزة تعقيداً.

البث المباشر