غزة- أمينة زيارة
تعتبر رياضة البلياردو اللعبة المفضلة والمسلية لدى الشباب الغزي في ظل تواصل الحصار الصهيوني الظالم على قطاع غزة للعام الخامس على التوالي، حيث تشهد الساحة الرياضية إقبالاً واسعاً من الغزيين على ممارستها، رغم رفض المجتمع لها لما يوجد فيها من سلبيات تتمثل في إهدار الوقت والمال.
"الرسالة" بدروها سلطت الضوء على هذه الرياضة وحاولت معرفة ايجابيات وسلبيات هذه اللعبة المنتشرة، بالإضافة إلى محاولة معرفة كيفية ممارستها من قبل لاعبيها.
إغلاق صالاتها
إياد مصطفى- 34عاماً- يتفق مع أصدقائه على التواجد على موقع (Gamezer) لممارسة لعبة "البلياردو" عبر الانترنت في الساعة الثامنة مساء في الغرفة (65) والتي تجمع أكبر عدد من اللاعبين العرب، حيث تكون اللعبة حماسية يتابعها الجميع.
وحول ممارسته لهذه اللعبة يقول مصطفى: "البلياردو من الألعاب الرياضية المسلية والحماسية والجذابة للشباب، لأنها تقوم على التكتيك والتفنن الرياضي" حسب قوله.
ويضيف: كنت أمارس هذه اللعبة في التسعينات على أرض الواقع حيث كانت صالات البلياردو
متواجدة بكثرة بين الأحياء السكينة ولكنها اختفت في الوقت الحالي لأنها كانت محطة لشرب الارجيلة والدخان لبعض الشباب.
في حين يقول محمد رمضان: وجود صالات البلياردو بين الأحياء كان يثير جدلاً واسعاً بين الأهالي، فقد كنا نسمع بأذننا ما كان يدور على ألسنة آبائنا، أن من يدخل هذه الصالات شاب "أزعر وفاضي أشغال"، وهذا ما دفع باتجاه إغلاق هذه الصلات باعتبارها مركز لضياع وفساد الشباب".
ويستدرك:" حديثاً تعرف بعض الشباب على موقع لممارسة اللعبة السابقة الذكر على الانترنت وهو ما يسمى "جميزر" حيث يتواجد على هذا الموقع يومياً ما يقارب 99 ألف لاعباً ما بين الشباب وكبار السن وحتى الأطفال والمرأة وكذلك يمارسها ذوي الإعاقة باعتبارها قاتل لوقت الفراغ".
بينما يرى "فادي" والذي كان يملك صالة بلياردو في أواخر التسعينات وأغلقت بقرار مجتمعي أن
لعبة "البلياردو" تتناسب مع مختلف الأعمار، وتلقى إقبالاً كبيراً في أوساط الشباب والصغار، ولكنها انعكست سلباً على حياتهم فقد سحبتهم من المشاركات الاجتماعية والدينية إلى العزلة، لذا أطلق المجتمع على هذه الصالات رصاصة الموت الأخيرة.
تقوية روح التحدي
فيما يرى المحترف في هذه اللعبة "أيمن عطية" والذي حصل على 122 نقطة خلال شهر من اكتشافه لهذا الموقع أن متعة "البلياردو" تكمن في ممارستها بشكل مباشرة أمام خصم حقيقي، على أرض الواقع ليكون التكتيك أعمق.
ويقول: تقوم اللعبة على عاملين مهمين، الحظ والمهارة وهما مهمان في فوز أو خسارة اللاعب، لافتاً إلى أنه لا يشعر بالمتعة أثناء ممارسته لها، لأنه يلعب مع شخص مبهم الملامح والعقلية، لكن ما باليد حيلة لعدم وجود صالات بلياردو في غزة".
ومن جانبه يشير "عزيز عبدو" الملقب "بمحترف بلياردو" على النافذة الالكترونية إلى أن أي لاعب بلياردو يجب أن تتوفر فيه عدة صفات لممارستها من بينها صفاء الذهن، والتفكير العميق، وحدة الذكاء والبصر، وهدوء النفس والأعصاب، ودقة الملاحظة".
ويقول: رياضة البلياردو تتطلب تكتيك وتخطيط جيد للحصول على أعلى النتائج ومن ثم الحصول على الفوز في الجولة".
ويضيف: اتخذت لعبة البلياردو كهواية، لأنها تثير في نفسي التحدي والمغامرة إضافة إلى التعرف على أشخاص يملكون لغات ومهارات مختلفة، مستدركاً:" المجتمع ينظر لهذه اللعبة على أنها مضيعة للوقت حتى وأن كانت عبر النافذة الالكترونية".
تاريخ نشأة اللعبة
وتعود جذور اللعبة إلى عام 1429، وتتكون من 15 كرة ملونة، مرقمة من 1- 15، بالإضافة لكرة بيضاء تسمى "الخصم"، وتتضمن اللعبة عصا خاصة تسمى "الأستيكة"؛ وطاولة تحتوي على ست حفر، ويمكن أن تُلعب بشكل فردي أو زوجي، أو على شكل فرق وتُلعب بأكثر من طريقة أشهرها طريقة "الثمانيات" و61 و السنوكر.