في غضون أيام معدودة تعرض منزل عائلة مناصرة بمدينة طولكرم لاقتحامات متعددة الأطراف، أولها كان قبل أقل من أسبوع، على يد قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي لاعتقال ابنهم الصحفي سامح مناصرة، وبعد أيام وبنفس التوقيت والشكل على يد أجهزة أمن السلطة لاعتقال شقيقه سلام.
ليست المرة الأولى التي تداهم فيها قوات الاحتلال الإسرائيلي وأمن السلطة منزل العائلة، فسبقته عديد المداهمات والاعتقالات، بينما هذه المرة الثانية التي تعتقل فيه أجهزة أمن السلطة الشاب سلام، حيث كانت الأولى في شهر مايو الماضي في خضم معركة سيف القدس، التي تعالت فيها أصوات الدعم للمقاومة من كل مناطق الضفة.
الاحتلال الإسرائيلي اعتقل الصحفي والأسير المحرر سامح قبل أقل من أسبوع لمدة ساعات من ثم أفرج عنه، إلا أن سلام ما زال في أقبية التحقيق لدى أجهزة أمن السلطة، دون أي تهمة أو مسوغ قانوني، فالسلطة اعتادت تجاوز القانون في مواجهة حرية الرأي والتعبير في الضفة.
وبحسب شهادة سامح، فإن قوات كبيرة من أجهزة أمن السلطة حاصرت منزل العائلة من كل الجهات، ومن ثم اقتحمه عشرات المسلحين من أفراد الأمن، ما أصاب النساء والأطفال وكبار السن بالخوف والفزع، حيث كان الاقتحام قبيل فجر يوم الإثنين، وأفراد العائلة جميعهم كانوا نائمين قبل أن تبدأ عملية الحصار والمداهمة.
وكانت السلطة قد اعتقلت سلام قبيل أذان المغرب في شهر مايو الماضي، وهو يجلس بجوار والدته ينتظر الأذان كي يتناول طعام إفطار رمضان معها، إلا أنهم اقتادوه إلى مقر اللجنة الأمنية في أريحا لمدة 10 أيام وعلى ذمة محافظ طولكرم.
من جهتها قالت مجموعة "محامون من أجل العدالة" إن أجهزة الأمن التابعة للسلطة اعتقلت الناشط سلام مناصرة عقب اقتحام منزله في مدينة طولكرم شمال الضفة الغربية المحتلة خلال ساعات فجر يوم الإثنين، دون إبراز أي مذكرة توقيف.
وأدانت المجموعة الاعتقال وما صاحبه من ترويع للأطفال والآمنين دون أي مبرر، وعدته جريمة بحق مناصرة، وبينت أن هذا الاعتقال الثاني لمناصرة خلال 5 شهور، إذ اعتقل أثناء العدوان على غزة وحي الشيخ جراح بأيار الماضي.
وكان تقرير صدر اليوم الثلاثاء للجنة أهالي المعتقلين السياسيين قد رصد ارتكاب أجهزة أمن السلطة في الضفة الغربية والقدس المحتلة (217) انتهاكا بحق المواطنين على خلفية سياسية خلال الشهر الماضي.
وأوضح التقرير أن من بين انتهاكات السلطة (52) حالة اعتقال، و(62) حالة استدعاء، و(5) حالات اعتداء وضرب، و(3) حالات تنسيق أمني لحماية أمن الاحتلال، و(5) حالات تهديد وتشهير، و(16) عملية مداهمة لمنازل وأماكن عمل، و(30) حالة قمع حريات.
وفي التعقيب على ذلك، قال الشيخ حسن يوسف القيادي بحركة حماس في الضفة إن هذا السلوك الذي أوذيت به أسرة مناصرة هو الذي ابتليت به قطاعات واسعة من شعبنا كنتيجة للتنسيق الأمني.
وأضاف يوسف في تصريح خاص لـ"الرسالة" ما يحصل مع عوائل الضفة نتيجة لعب الأدوار بين عصى ومطرقة الاحتلال وسندان السلطة هدفه أصحاب مشروع المقاومة والنيل منهم.
وأوضح أن التنسيق الأمني بين السلطة والاحتلال الاسرائيلي هدد النسيج الاجتماعي بمخاطر كبيرة وهو مرفوض ومدان من كل من عنده ذرة من عقل ومسحة من فكر وانتماء للوطن أو للقضية.