قائمة الموقع

مقال: عباس وخازوق السلطة

2010-12-06T12:32:00+02:00

مصطفى الصواف     

مع كل خيبة أمل تنتاب محمود عباس القائد الأعلى لحركة فتح عقب كل صفعة أمريكية له ولسياسته التي أرهقت الشعب الفلسطيني يخرج على الإعلام ليهدد إما بالاستقالة تارة أو بحل السلطة تارة أخرى، بشكل باتت فيه هذه التهديدات مدعاة للسخرية ليس من قبل أمريكا أو الصهاينة، بل باتت مادة للسخرية والتندر من قبل الشارع الفلسطيني كونها تأتي عقب الفشل الذي أصاب مشروع التصفية الذي يقوده عباس، ولا يملك عباس إلا التهديدات الإعلامية ظنا منه أن ذلك قد يشكل تهديدا لأمريكا المنحازة أو (إسرائيل) غير المبالية.

هذا الأمر بالنسبة لعباس يذكرنا بحكاية كان الأهل عند النوم يقصوها علينا ونحن أطفال من باب التسلية والعبرة أيضا، وهي قصة راعي الغنم الذي صرح في المرة الأولى لدى دخوله القرية ذات مساء مستغيثا أهلها بالخروج لحماية غنمه من الذئب، ولكون أهل القرية شهامة وطيبون صدقوا وخرجوا عن بكرة أبيهم ، وعندما رآهم الراعي ضخك من كل قلبه وقال لهم : (كنت بضحك معكم)، وفي المرة الثانية فعل راعي الغنم ما فعل في الأولى ورغم ذلك خرج أهالي القرية للمساعدة وكانت نفس النتيجة الأمر الذي أغضبهم غضبا شديدا، ولم يتعلم الراعي وفي ذات يوم كان هناك قطيع من الذائب يتربص قدومه إلى القرية وهاجم الغنم وصرخ الراعي ولم يستجب له أهالي القرية، ولم يخرجوا لإنقاذه، فأكل الذئاب الغنم وعاد الراعي يضرب كفيه ببعضهما ندما.

وهكذا هو عباس من كثرة ما هدد وتوعد بالاستقالة وحل السلطة لم يعد أحد يصدقه أو يعيره اهتماما، حتى صائب عريقات كبير المفاوضات في فريق عباس كذب عباس ولو بشكل فيه مواربة عندما ينفي ما قاله عباس بلسانه على شاشة تلفزيون فلسطين، وكأنه يقول لا تصدقوا الرجل فهو لم يقصد حل السلطة، رغم عدم إنكاره انه خيار مطروح.

ونقول أن تهديدات عباس لم تعد ذات جدوى ولن يلتفت إليها احد، وأن كنا نتمنى على عباس أن يكون قد وصل إلى نقطة اللارجعة وأن يعلن على الملأ أن المفاوضات فشلت وان أمريكا لا يراهن عليها ويخرج ويخاطب الشعب الفلسطيني بذلك، ويعلن على الملأ أيضا الانسحاب من الحياة السياسة الفلسطينية وأن يعيد القضية الفلسطينية للشعب الفلسطيني ليحدد خياراته القادمة سواء بحل السلطة أو الإبقاء عليها أو وضع إستراتيجية جديدة لمواجهة الاحتلال ومشاريع التصفية للقضية والحقوق، ويكون بذلك قد ابرأ ذمته وأصبح بطلا أمام شعبه.

يبدو أن ما نطرحه هو نوع من أحلام اليقظة، فالرجل قد لا يستطيع الإقدام على مثل هذه الخطوة وهو ماض بسياسته التي ألحقت الضرر بالشعب الفلسطيني وقضيته، وانه لا مجال أمامه إلا الاستمرار بما هو عليه حتى لو وصل الأمر إلى أن تجلسه أمريكا والصهاينة على خازوق اسمه السلطة.

 

اخبار ذات صلة