لايزال سرطان الاستيطان يتفشى في مناطق الضفة والقدس المحتلة، حيث المشاريع المستمرة من شق الطرق وإقامة البؤر الاستيطانية، وانشاء مشاريع المواصلات لربط المستوطنات ببعضها، لتفرض (إسرائيل) هيمنتها مهما كلف الثمن.
وبشكل شرس شهدت السنوات الأخيرة ارتفاع خطير في الاستيطان وذلك لأسباب منها تطبيع بعض الدول العربية مع (إسرائيل)، وما شجع على ذلك أيضا ما جرى في عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، فقد صعدت السلطات الإسرائيلية حينها نشاطاتها الاستيطانية وصادقت في السنوات الثلاث الأخيرة على بناء حوالي 7 الاف وحدة سكنية سنويا أي ما يقرب من ضعف متوسط الوحدات في زمن أوباما.
قبل أيام قليلة بدأت فرق (إسرائيلية) إنشاء محطة مواصلات ضخمة في محيط مستوطنة راحيليم قرب نابلس، ضمن مخطط أعلنت عنه قبل شهرين وزارة المواصلات الإسرائيلية.
وتقع المحطة التي يتم إنشاؤها حاليا، على يسار الطريق من رام الله إلى نابلس، قبيل الوصول إلى حاجز زعترة بنحو كيلومتر.
وستضم المحطة أكثر من 300 موقف للحافلات، ومحطة وقود ومغسلة ومبانٍ مكتبية، بتكلفة تصل إلى 40 مليون شيكل.
وبحسب نشطاء من المستوطنين، فإن المشروع سينتهي خلال أشهر، ويهدف لتحسين وسائل النقل العام بشكل كبير لسكان المستوطنات في تلك المنطقة، وستمر الحافلات يوميا منها إلى الشمال والجنوب ووادي الأردن وتل أبيب ومدن غوش دان.
ووصف هذا المخطط بأنه "ثورة في المواصلات" للطرق الاستيطانية بالضفة إلى جانب تحسين خدمات البنية التحتية المختلفة، وأن ذلك يأتي في إطار الخطة الحكومية الإسرائيلية الهادفة إلى جلب مليون مستوطن لمستوطنات الضفة.
وفي هذا السياق يرى الخبير الاستيطاني سهيل خليلية أن هذه المحطة ستكون مركزية وتأتي ضمن عمل الاحتلال على "تطوير الطرق الالتفافية في الضفة" خاصة الشريان الرئيسي شارع 60، مبينا أن المحطة ستكون نقطة توزيع وربط بين شارع 60 والامتداد لشارع "أرائيل" الاستيطاني لما بعد الخط الأخضر.
وعن خطورة انشاء المحطة، ذكر خليلية أنها ستكون عامل يسهل عملية المواصلات وحركة المستوطنين في المنطقة، لافتا إلى أن وجود المحطة يشير إلى وجود مخططات إسرائيلية لتفعيل البناء الاستيطاني في المنطقة.
ولفت إلى أن هناك أكثر من 30 بؤرة استيطانية كثير منها سيأخذ شكل بناء استيطاني أكثر من بؤرة في حال تحسنت حركة المواصلات.
وفيما يتعلق بانعكاس تلك المحطة على حياة الفلسطينيين في الضفة المحتلة، أوضح خليلية أن ذلك يشير إلى بناء استيطاني ومصادرة أراض أكثر وتقييد الحركة لتعزيز وجود المستوطنين في المنطقة.
كما وتطرق إلى أن التوسع الاستيطاني بعد تحسين خط المواصلات، ينذر بتكثيف الوجود لجيش الاحتلال مما يعني تغيير شكل المنطقة لتتحول إلى مركز استيطاني أكثر مما هو عليه الان.
وأكد أن غالبية الطرق التي شقت في الآونة الأخيرة كانت ضمن مخططات قديمة، مؤكدا أنه من شبه المستحيل وقوف السلطة أمام تلك المخططات كونها تندرج تحت مسمى الخدمة العامة، دون الإفصاح أنها تأتي لخدمة المستوطنين وذلك حتى لا تحارب مشاريعهم الاستيطانية.
وتجدر الإشارة إلى أن مشروع محطة المواصلات سينتهي العمل منه خلال أشهر، وستمر الحافلات يوميًا منها إلى الشمال والجنوب ووادي الأردن وتل أبيب ومدن غوش دان.