اعترف بالفشل..

الاحتلال يستبعد المغامرة بالعمليات البرية مع غزة

الاحتلال يستبعد المغامرة بالعمليات البرية مع غزة
الاحتلال يستبعد المغامرة بالعمليات البرية مع غزة

 الرسالة- محمد عطا الله

 تعكس قرارات جيش الاحتلال الإسرائيلي الخاصة بمعاركه واستعداداته لأي حرب، حجم الخسارة الذي مُني بها في حروبه السابقة التي شنها ضد المقاومة في قطاع غزة، فيما نجحت الأخيرة في تغيير المعادلات.

ويحاول جيش الاحتلال بعد كل معركة استخلاص العبر وترتيب أوراقه مجددا، فيما فضحت معركة سيف القدس الأخيرة باعتراف ضباط كبار حالة الإحباط والفشل والخسائر التي كشفت هشاشة ما يسمى بالجيش الذي لا يقهر.

وكشفت القناة 13 العبرية أن جيش الاحتلال يسعى لتغيير سياسته في التعامل مع المقاومة بغزة، ويقول ضابط كبير بالجيش: "غالب عملياتنا بغزة ستقتصر على ضربات الجو، المجتمع الإسرائيلي لم يعد يحتمل خسائر الحرب".

ونقلت القناة العبرية عن قائد سلاح المشاة في الجيش "يوؤال ستريك" زعمه أن طبيعة الحروب لم تتغير في السنوات الأخيرة، لكن المجتمع الإسرائيلي هو الذي تغير ولم يعد يحتمل الخسائر في الحروب وخاصة البشرية منها.

وحول تراجع قوة سلاح المشاة بجيش الاحتلال وامتناعه عن التدخل بالمواجهة الأخيرة بغزة، قال "ستريك" إنه "لا يرى اجتياحًا بريًا واسعًا لقطاع غزة طالما لم يتخذ المستوى السياسي قرارًا حاسمًا بالقضاء على حكم حماس".

وأضاف: "طالما لم يتخذ هكذا قرار فسيكون هناك المزيد من العمليات العسكرية القادمة في غزة التي ستقتصر على الضربات الجوية".

وبشأن الاعتقاد السائد لدى الإسرائيليين بأن المستوى السياسي لا يعتمد كثيرًا على سلاح المشاة بمعارك غزة ويستبدله بضربات جوية نظيفة عبر طائرات تقلع وتعود دون خسائر أو مخاوف من خطف، أكد "ستريك" أنه لن يكون بالإمكان تدمير حكم حماس من الجو فقط.

وشدد على أن سلاح المشاة سيمتنع قدر الإمكان عن عمليات عسكرية بالإمكان حسمها بطرق أكثر تطورًا وحكمة بدلًا من دفع الثمن باهظًا عبر عمليات برية غير محسوبة.

**** تشرد وخوف

ويرى الخبير والمختص في الشأن العسكري اللواء المتقاعد يوسف الشرقاوي، أن الاحتلال اعترف مؤخرا بتشرد واستنكاف جزء من قوات سلاح المشاة خشية من مواجهة المقاومة، مبينا أن قيادة الاحتلال والجيش بات يحبذ أن تكون الضربات جوية حتى تكون الخسائر صفر في صفوفهم.

ويوضح الشرقاوي في حديثه لـ "الرسالة" أن جيش الاحتلال كشف مؤخرا عن نشرهم هاون آلي يستخدم لأول مرة، وهو ما يدلل على أن الجيش يخشى المواجهة البشرية ونيران المقاومة والوقوع في الأسر.

ويبين أنه رغم ميزان القوة العسكري الذي يرجع لصالح جيش الاحتلال المدعوم دوليا وعسكريا، إلا أن المقاومة قادرة على تهديد الجبهة الداخلية للاحتلال بشكل كامل وحماية الجبهة الفلسطينية وهي معادلة جوهرية استطاعت فرضها.

ويتفق الكاتب والمختص في الشأن الأمني محمد أبو هربيد مع سابقه، مؤكدا أن إسرائيل تخلت عن العمليات البرية على اعتبار أنها أثبتت فشلها وشكلت خسارة بعد عمليات الأسر وتمكن المقاومة من أسر شاؤول ارون وعدد من الجنود في حرب 2014 وما لحق جيش الاحتلال من خسائر بغزة.

ويبين أبو هربيد في حديثه لـ "الرسالة" أن هناك دائما جدل حول ضرب الأهداف في قطاع غزة ويحاول الجيش خاصة سلاح الجو أن يتبنى سياسة ضرب الأهداف ويعتبر أن لديه بنك، فيما بات من الواضح أن غزة بدأت تشكل لهم حالة من العجز أمام هذه التجارب والمحكات التي دخلوا فيها بعد حرب 2014 وآخرها سيف القدس، وما لحق بهم من خسائر.

ويشدد على أن الجيش أصبح مستنزفا أمام القرارات السياسية في "إسرائيل" ولم يعد يلبي طموح وأهداف القيادة السياسية في ظل تنامي قوة المقاومة ووجود قوة توازن للردع خاصة فيما يتعلق بعدم قدرة الاحتلال على تحقيق أهدافه لا سيما في المعركة الأخيرة.

ويشير إلى أن المقاومة نجحت في إرساء قواعد اشتباك ثابتة بالنسبة لها وتحافظ على هذه المعادلة، ومطلوب منها أن تضع شروطها فيما يتعلق بالبعد السياسي أو صفقة الأسرى أو رفع الحصار عن قطاع غزة.

البث المباشر