يُصادف اليوم الثلاثاء 26 تشرين الأول/ أكتوبر، الذكرى الـ 26 لاستشهاد مؤسس حركة الجهاد الاسلامي الدكتور فتحي الشقاقي، الذي رحل وبقيت بصماته في الوعي والثورة حاضرة .
وتصادف ذكرى الشقاقي هذا العام مع انتصار مشرف للحركة الأسيرة الذي خاضت معركة بالجوع والصبر أخضعوا خلالها الاحتلال وتمكنوا من تركيع الاحتلال للمرة الثانية بعد عملية نفق الحرية التي أذلت الاحتلال وفضحت بشاعته أمام العالم ، وأوصلت رسالة للمحتل والتي خطها القائد المؤسس سابقاً أن المقاومة هي الطريق الوحيد للتحرير .
سيرة عطرة
ولد الشقاقي في مخيم رفح للاجئين عام 1951، وفقد أمه وهو في الـ 15 من عمره، وكان أكبر إخوته.
درس في جامعة بيرزيت بالضفة الغربية وتخرج في دائرة الرياضيات، وعمل لاحقاً في سلك التدريس بالقدس في المدرسة النظامية ثم جامعة الزقازيق.
وعاد إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة ليعمل طبيبًا في مشفى "المطلع" بالقدس، وبعد ذلك عمل طبيبًا في قطاع غزة.
والشهيد الشقاقي لاجئ من قرية زرنوقة بالقرب من يافا في فلسطين المحتلة، شُردت عائلته من القرية بعد تأسيس كيان الاحتلال عام 1948، وهاجرت إلى قطاع عزة حيث استقرت في مدينة رفح.
وصل الشقاقي إلى ليبيا حاملاً جواز سفر ليبيا باسم 'إبراهيم الشاويش'؛ لمناقشة أوضاع اللاجئين الفلسطينيين على الحدود الليبية المصرية مع الرئيس القذافي، ومن ليبيا رحل على متن سفينة إلى مالطا باعتبارها محطة اضطرارية للسفر إلى دمشق (نظرًا للحصار الجوي المفروض على ليبيا)، وفي مدينة 'سليما' بمالطا وفي يوم الخميس 26-10-1995م اغتيل الشقاقي وهو عائد إلى فندقه بعد أن أطلق عليه أحد عناصر الموساد طلقتين في رأسه من جهة اليمين؛ لتخترقا الجانب الأيسر منه، بل وتابع القاتل إطلاق ثلاث رصاصات أخرى في مؤخرة رأسه ليخرَّ 'أبو إبراهيم' ساجدًا شهيدًا مضرجًا بدمائه.
فرَّ القاتل على دراجة نارية كانت تنتظره مع عنصر آخر للموساد، ثم تركا الدراجة بعد 10 دقائق قرب مرفأ للقوارب، حيث كان في انتظارهما قارب مُعدّ للهروب.
رحل الشقاقي إلى رفيقه الأعلى، وهو في الثالثة والأربعين من عمره مخلفًا وراءه ثمرة زواج دام خمسة عشر عامًا، وهم ثلاثة أطفال وزوجته السيدة 'فتحية الشقاقي' وجنينها.
رفضت السلطات المالطية السماح بنقل جثة الشهيد، بل ورفضت العواصم العربية استقباله أيضًا، وبعد اتصالات مضنية وصلت جثة الشقاقي إلى ليبيا 'طرابلس'؛ لتعبر الحدود العربية؛ لتستقر في 'دمشق' بعد أن وافقت الحكومات العربية بعد اتصالات صعبة على أن تمر جثة الشهيد بأراضيها ليتم دفنها هناك.
وصل جثمان الشقاقي يوم 31 أكتوبر 1995، سورية على متن طائرة انطلقت من مطار "جربا" في تونس، وشيّع في 1 نوفمبر من العام ذاته، قبل أن يُدفن في مقبرة الشهداء في مخيم اليرموك.