غزة- شيماء مرزوق
بعد خمس سنوات تستعد حركة فتح لعقد مؤتمرها الثامن في آذار المقبل، حيث تشهد الحركة حالة من الجدل تضاف إلى حالة الصراع والاستقطاب الحادة التي تعصف بالحركة؛ نتيجة سياسة الإقصاء التي انتهجها رئيسها محمود عباس.
ويأتي المؤتمر في توقيت خطير بالنسبة للحركة التي تشهد صراعات متصاعدة، حيث يرى كوادر الحركة أن المؤتمرات تأتي لتعزيز قبضة عباس ورجالاته، مع استمرار احتكار من يطلق عليهم بالحرس القديم على المناصب ومراكز القوى في أروقة الحركة وحرمان الكوادر الشابة من فرصة تصدّر مواقع قيادية في الحركة.
وسيتم اعتماد أعضاء الأقاليم الحاليين دون انتخابات، ما يسهل عملية عقد المؤتمر بالوجوه الموجودة.
وينتخب مئات عناصر الحركة داخل وخارج الأراضي الفلسطينية المجلس الثوري، وهو بمثابة برلمان الحركة، واللجنة المركزية، وهي أعلى هيئة تنفيذية فيها.
ويكتسب المؤتمر الثامن خصوصية كبيرة نتيجة الصراع الحاد والتحضير للمرحلة المقبلة، وهو ما دفع نحو تحديد موعد عقده بأسرع وقت لعدة أسباب:
أولاً: التحضير لخلافة عباس: حيث يكتسب المؤتمر خصوصيته من قرب نهاية عهد عباس وتصارع الجميع لخلافته، وهو الصراع الذي يتصاعد لدرجة أنه حال دون إجراء التعديل الوزاري الذي كان مرتقبا قبل شهرين على حكومة اشتيه، وهي المرة الأولى التي تواجه مسألة التعديل الوزاري كل هذا الصخب والتحديات ما يعكس المستوى الذي وصلت إليه حدة الصراعات داخل فتح.
ويتصارع داخل المركزية فريق التنسيق الأمني وفريق آخر يمثله جبريل رجوب وتوفيق الطيراوي، ورغم التقدم الواضح لفريق فرج والشيخ إلا أن عباس ما زال يتعامل بسياسة الاحتواء مع رجوب والطيراوي، نظراً لثقليهما في الحركة، ومنعا لتوسيع جبهة الخصوم المطرودين من الحركة.
ومن المؤكد أن "المؤتمر الثامن الذي سيشهد دخول ماجد فرج، ليس من السهل أن يتمكن تمامًا من إقصاء الأقطاب الأخرى التي توجد رغبة بإقصائها في مرحلة خلافة الرئيس سيما عضوا اللجنة المركزية توفيق الطيراوي وجبريل الرجوب، لأن المخاطرة بإخراجهما قد تؤدي لتوسيع جبهة التحالف مع محمد دحلان وتعزيز جبهة خصوم الرئيس، سيما وأن توفيق الطيراوي هو من يملك ملفات ومنها ملف اغتيال الرئيس الراحل ياسر عرفات بحكم موقعه السابق، لذلك وإن ضعف فإنه يحسب له حساب مع وجود توجه حقيقي لئلا يكون في المركزية القادمة".
ثانياً: المؤتمر يرى فيه كل فريق فرصة لإحكام قبضته على الحركة لكن عباس تحديداً وفريق التنسيق الأمني "ماجد فرج وحسين الشيخ" يرون فيه فرصة لإحكام قبضتهم على الحركة ولجنتها المركزية، عبر فرض فرج عضوا في المركزية، كونها البوابة الأهم بالنسبة له لمنحه شرعية المنافسة على خلافة عباس، ما يعني أنه أمام معركة مصيرية.
خاصة أنه خلال السنوات الماضية حاول عباس إدخال فرج إلى مركزية فتح، لكن ذلك كان يتطلب موافقة ثلثي أعضاء المركزية لكي يدخل وفق النظام الداخلي للحركة، ولكن في مرات عديدة رفضت المركزية.
ثالثاً: يشكل المؤتمر فرصة إضافية لعباس لتوجيه المزيد من الضربات لخصومه، فبعدما نجح في المؤتمر السابع من طرد كل المحسوبين على القيادي المفصول محمد دحلان من مواقعهم في الحركة، فإن طرد عضو اللجنة المفصول ناصر القدوة من الحركة بات أمرا محسوما منذ الانتخابات التشريعية التي عطلها عباس.
رابعاً: في ظل عدم قدرة عباس على فصل مروان البرغوثي من حركة فتح بسبب مكانته في الحركة والشعبية الواسعة التي يتمتع بها، فإنه سيحاول تحجيم نفوذه في المؤتمر القادم، عبر تهميش قاعدته الحركية ومحاولة سحب المواقع القيادية من الموالين له والمدافعين عنه، خاصة من شاركوا في القائمة الانتخابية التي شكلها بالتحالف مع القدوة.
خامساً: تثبيت البرنامج السياسي لفتح الخاص بالتسوية وتعزيز العلاقات مع الاحتلال، وذلك دعماً وتعزيزاً لبرنامج عباس ومن سيخلفه خاصة فريق التنسيق الأمني، وقطع الطريق على كل محاولات استعادة الحركة.