قائد الطوفان قائد الطوفان

أحداث أهلية مشتعلة في الخليل.. السلطة عاجزة والاحتلال "متفرج"

ارشيفية
ارشيفية

الرسالة نت– مها شهوان

عاد فتيل الفتنة الأهلية يشتعل بين عائلتي الجعبري والعويوي في الخليل ليلة الأمس، على يد شباب "طائش" من العائلتين بحجة أخذ الثأر لواقعة قديمة حدثت قبل حوالي 15 عاما.

المواجهات لم تقتصر على الملاسنة بين الشبان وتوجيه أصابع الاتهام، بل إطلاق نار شديد بين العائلتين روع الأطفال والنساء في المنطقة، وأدى إلى حرق محال تجارية، دون تدخل من الأجهزة الأمنية التي وقفت عاجزة عن فض الاشتباك، بينما جيبات جنود الاحتلال الإسرائيلي بقيت تجوب أزقة خليل الرحمن في حالة انتصار وزرع فتنة بين الفلسطينيين كما وصف شهود عيان "للرسالة".

بالمختصر أصل الحكاية يعود إلى 15 عاما حين قُتل رجل من عائلة العويوي واتهم حينها شاب من عائلة الجعبري لكن الأخير حصل على البراءة من قبل المنظومة القضائية بعد مضي تسع سنوات.

وحاول رجال الإصلاح تهدئة الأمور وتنازلت العائلتين لكن الأحداث تعود لتقفز إلى السطح مجددا وتؤدي لخسائر في الأرواح والممتلكات، كان أخرها مقتل الطبيب باسل الجعبري الصيف الماضي والذي كان قد عاد لتوه من الخارج بعدما أنهي دراسته.

وبالأمس تجددت المشاكل بين العائلتين ووصل الحد إلى حرق المحال التجارية وإطلاق النار بشكل هستيري افزع المنطقة.

يقول الناشط الاجتماعي من الخليل فايز دويك إن تجدد الأحداث بين العائلتين دليل ضعف المنظومة الأمنية والقضائية التي تدعم فكرة العشيرة والعائلة، موضحا أن كل عائلة أصبحت تأخذ حقها بيدها بعيدا عن القانون مما تسبب في تسليح ابناءها بأنواع متعددة من السلاح بأنواعه.

وذكر دويك "للرسالة" أن كل عائلة باتت مستعدة للدفاع عن أولادها سواء كانوا على حق أو باطل بالسلاح الذي تمتلكه، مشيرا إلى أن الاحتلال يستثمر كل واقعة أهلية لزرع الفتنة أكثر.

وأوضح أن خلال الاحداث بين العائلتين وحرق المحال التجارية وصراخ الأطفال والنساء كانت جيبات الاحتلال تجوب الخليل، أما أجهزة السلطة الأمنية لم تستطع اخماد الواقعة.

وشدد دويك على ضرورة وجود حزم أمني لحل المشكلة بين العائلتين، وكي لا تتكرر مثل تلك الأحداث، مشيرا إلى أن الفلتان الأمني بين العائلات يؤدي إلى ترسيخ ودعم الاحتلال في تطبيق اجندته وهي اثارة النعرات بين الفلسطينيين.

وبحسب متابعته فإن 98% من أفراد العائلتين يرفضون اشتعال الأحداث، وعدد قليل من شبابهم يفتعل الأحداث بسبب استثمارهم من قبل الاحتلال أو أشخاص مغرضين يعملون لصالحه.

وتطرق لما يجري في غزة من قضايا ومشاكل بين العائلات حيث علق:" أي حدث في غزة يضبط من قبل الأجهزة الأمنية رغم أن كثير من قضايا غزة يحدث مثلها في الضفة لكن دون رادع".

ووصف دويك الوضع في الضفة وسيطرة الأجهزة الأمنية على الأحداث بالقول:" نعيش في غابة، فهناك اشخاص يساعدون في اشتعال الفتنة (..) والأجهزة الأمنية تطبق القانون على أفراد بعينهم ولا صلة لهم بأي واقعة".

وفي السياق ذاته، تأثر الوضع الاقتصادي جراء الأحداث الأخيرة في مدينة الخليل، بفعل حرق عدد من المحال التجارية وتعطل المصالح فيها وفق ما ذكره عبده إدريس رئيس الغرفة التجارية في الخليل.

وأضح "للرسالة" أن الأحداث أثرت على الحركة التجارية بالسلب وبات هناك خسارة لاسيما في المحال التي حرقت أو كانت قريبة منها، مشيرا إلى أن ضعف الأمن والأمان في المنطقة التجارية يضعفها ويكبد التجار خسائر فادحة جراء حرق بضائعهم.

البث المباشر