عبر (التيكتوك) عصابات الداخل تروج للقتل.. والاحتلال متفرج

الرسالة نت- مها شهوان

من يتابع جرائم القتل وترويج المخدرات في الداخل المحتل يظن أنها تتم ليلا أو يتخفى مرتكبوها، لكن واقعيا ما يجري هو العكس حيث يتنافس المجرمون في قتل أكبر عدد، وهذا ما يتضح عبر منصات التواصل الاجتماعي وتحديدا التيكتوك.

عبر التيكتوك فيديوهات تتغنى بالمجرمين لاستعراض أشرس عمليات القتل التي ارتكبوها ضد مدنيين وقعوا ضحية لعصابات الإجرام، بالإضافة إلى الأغاني الهابطة التي تروج عبر المنصات وتظهر المجرمين وكأنهم أبطال لابد من الاقتداء بهم.

وما رصدته (الرسالة نت) خلال المتابعة لبعض حسابات عبر التيكتوك أظهرت أن هناك تريندات تسلط الضوء على عائلات لها تاريخها الاجرامي تتنافس فيما بينها حول من قتل أكثر وروج للمخدرات وأوصلها للشباب، بالإضافة إلى اعتبار الدعوة لاتخاذ زعماء تلك العصابات قدوة يحتذى بها.

نشر السموم والمخدرات

ما يجري في الداخل المحتل يعتبر جريمة مستمرة يعيشها السكان كل يوم، فمنذ بداية الشهر الجاري قتل 10 أشخاص، ليرتفع بذلك عدد ضحايا القتل إلى 165 من بداية العام.

يقول الناشط محمد جبارين إن ما يجري في الداخل المحتل من جرائم يأتي ضمن سياسة ممنهجة ينفذها الاحتلال لتتفشى الجريمة أكثر.

وذكر جبارين لـ (الرسالة نت) أن الشرطة (الإسرائيلية) معنية بتزايد حالات الجرائم في الداخل بدليل أنها لم تلاحق أحد المجرمين، مؤكدا أن الاحتلال معني بتفشي الجريمة وانتشار السموم والمخدرات بين أيدي الشباب.

ويؤكد أن الاحتلال يغض الطرف عن تلك الجرائم لتسهيل انتشارها أكثر بين فلسطينيي الداخل المحتل، وذلك من أجل بث السموم لإلهائهم عن القضايا الوطنية، مشيرا إلى أن الصحافة العبرية أيضا تحاول إبراز المجرمين وكأنهم أبطال.

وفي السياق ذاته تقول الناشطة السياسية فادية أبو الهيجاء: "أصبح استخدام الانترنت بشبكاتها ومنصاتها يشكل تهديدا مؤثرا على تكوين شخصيات أولادنا وذواتنا".

وأوضحت لـ (الرسالة نت) أن الخطورة بسبب المساحة الواسعة لإنشاء هويات خاصة عبر الانترنت ويكمن الخوف في سعى الجيل الجديد لمحاولة تقمص حياة شخص آخر، مبينة أن إظهار المجرمين كأبطال أصبح متعارفا عليه ومقبولا بين الشباب ففي بعض الأحيان يحاول الصغار تقليدهم بالألفاظ واللباس والسلوك الجريء.

وذكرت أبو الهيجاء أن خطورة مواقع التواصل الاجتماعي تبدأ بمجرد اقتراح أغان ومقاطع تصويرية ومنشورات وبث مباشر، مؤكدة أن معظم المحتوى فارغ حيث يصور العصابات وحياة المافيا والألفاظ الخادشة من الأمور الطبيعية والمعتادة كنمط حياة مقبول.

ولفتت إلى أن هناك سمة باتت بين المراهقين وكأن بينهم اتفاق ضمني على أن يكون لباسهم وطريقة الحديث والمشتريات وغيرها من سلوكيات حياة (تريند).

 

البث المباشر