تصاعد مؤخرًا انزعاج سلطة حركة فتح من علو رايات حركة حماس في سماء الضفة مجددًا، حتى لو كان ذلك في جنازة شهيد أو استقبال أسير، فما عاد هناك حرمة للاعتداء على الراية وحاملها.
وبعد أن جن جنون قادة السلطة لما رأوه في جنازة القائد الوطني وصفي قبها في جنين، عمد عباس إلى إقالة قادة الأجهزة الأمنية هناك، وفتح لجنة تحقيق فيما حصل في الجنازة من ظهور مسلحي كتائب القسام في وضح النهار، ومشاركة عشرات الآلاف من أنصار الحركة في الجنازة والهتاف باسمها.
غضب سلطة فتح من جنازة قبها ومهابتها متوقع، خاصة أنها لطالما اعتدت على المهندس قبها، من فوق الطاولة ومن تحتها، لما كان يحمله الرجل من احترام بين كل أطياف الشعب الفلسطيني، في حياته كما في مماته، حيث رثاه الجميع.
ولم تكتفِ السلطة بما سبق، بل بدأت تسعى ألا تعاد تجربة جنازة قبها من جديد، ولا استقبال الأسير القسامي محمد عبده الذي تحرر قبل أسبوع بعد اعتقال دام 20 عاما، من بلدة كفر نعمة، حيث حولت السلطة قرية بلعا إلى ثكنة عسكرية، منعًا لاستقبال الأسير المحرر الشيخ هاني برابرة، واعتقلت عدد من المستقبلين وصادرت رايات حركة حماس، مع العلم أن الأسير المحرر برابرة، هو معتقل سياسي سابق لدى السلطة العام الماضي.
وفي المقابل، فإن سلطة حركة فتح تسمح بل تشارك في استقبال أسرى حركة فتح، وتسمح بإطلاق النار بكثافة في الحفلات التي لاستقبالهم، ما أدى لوقوع إصابات في غالب الأحيان نتيجة الرصاص العشوائي.
ويبدو واضحًا أن السلطة تتخوف من عودة نشاط حركة حماس في الضفة الغربية المحتلة، والذي يؤثر بشكل مباشر على أمن الاحتلال، من خلال تصاعد حالات الاشتباك مع الاحتلال سلميًا وعسكريًا، كما جرى في الأشهر الماضية في كافة مدن الضفة.
وكان رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية قد اعتبر جنازة قبها والمشاركة الشعبية الواسعة فيها، تجديد للعهد والبيعة لحركة حماس والمقاومة والثوابت، وعدم الاعتراف بالمحتل، وعدم التنازل عن شبر واحد من أرض فلسطين، والتمسك بكل القدس عاصمة للدولة القادمة
وأوضح هنية، أن الخروج المهيب في الضفة لرجال حماس وشبابها وقادتها تأكيد على قدرة الحركة على استيعاب المتغيرات، والتكيف مع كل الظروف، وتجاوز التحديات.
وفي التعقيب على ذلك، قال النائب في المجلس التشريعي عن حركة حماس عبد الرحمن زيدان إنه من المعيب استمرار السلطة في دفن رأسها في الرمل والالتفات عن القضايا الجوهرية التي تمس القضية الفلسطينية كالاستيطان والاعتداءات اليومية للمستوطنين واستلاب المقدسات وحرية واموال ومستقبل الشعب.
وأضاف زيدان في اتصال هاتفي مع الرسالة نت " السلطة لا تتحرك لضبط الوضع الداخلي والأمني في الضفة وهناك تصاعد خطير في مستوى الفوضى والفلتان والاقتتال والفساد والتفكك الاجتماعي، بينما تلاحق المشاركين في جنازة قائد ووزير او استقبال أسير بسبب رفع راية خضراء.
وأكد أن هذا لهو الضياع وانحراف البوصلة عن هدف التحرير وخدمة اهداف الاحتلال في تفتيت النسيج الوطني، برغم الاهتمام الشعبي لما تمثله القضايا التي يتم مهاجمتها من قبل أجهزة أمن السلطة.
وبالتزامن مع اعتداء أمن السلطة على فعاليات حماس كشفت صحيفة يديعوت أحرنوت العبرية: رئيس الشاباك الإسرائيلي الجديد التقى الرئيس محمود عباس سرًا الأسبوع الماضي في مدينة رام الله، لكن الأهم من اللقاء هو ما جرى فيه، أن هدف لقاء رئيس الشاباك الإسرائيلي بالرئيس محمود عباس هو الضغط على السلطة لمكافحة أكبر لحركة حماس في الضفة.