تُثبت عملية إطلاق النار على جنود الاحتلال ومستوطنيه في القدس المحتلة صباح اليوم، استمرار المقاومة وتصاعدها في الضفة المحتلة ومدينة القدس على وجه الخصوص والإصرار على مواجهة الاحتلال الإسرائيلي ورفضا لإجراءاته التهويدية في المدينة.
واستشهد شاب فلسطيني وقتل جندي إسرائيلي وأصيب 4 أحدهما بحال الخطر خلال عملية إطلاق نار وقعت، في البلدة القديمة بمدينة القدس المحتلة، فيما ذكرت إذاعة جيش الاحتلال أن فلسطينيًا نفذ عملية إطلاق نار صوب مجموعة من عناصر "حرس الحدود" على باب السلسلة ما نتج عنه مقتل أحدهم بعد إصابته بعيار ناري في الرأس وإصابة آخرين.
وتأتي العملية تزامنا مع شن سلطات الاحتلال الإسرائيلي حملة هدم وتهويد لعشرات المنازل في مدينة القدس، وتشديد الإجراءات العنصرية والمضايقات بحق المقدسيين وتهويد المسجد الأقصى وسرقة الأراضي في المدينة المقدسة.
ويمكن القول إن العملية البطولية التي نفذها الشاب المقدسي فادي أبو شخيدم؛ تأتي امتداد لنهج مقاومة الاحتلال ورفض اجراءاته بحق المقدسات، لا سيما وأنها جاءت بعد أيام قليلة من عملية الطعن التي نفذها الشاب عمر أبو عصب في البلدة القديمة بالقدس المحتلة.
وتخشى "إسرائيل" من عودة ما تسميهم بـ"الذئاب المنفردة" وهي العمليات الفردية التي بدأت تتصاعد في الآونة الأخيرة، ويصعب اكتشافها أو منعها أسوة بالعمليات التي يجري التخطيط لها بشكل مسبق، مما يسبب حالة أرق وتأهب مستمر لجيش الاحتلال.
وهو ما أعرب عنه مسؤول أمني لإذاعة جيش الاحتلال بالقول إن حماس تحاول باستمرار تنفيذ عمليات في القدس والضفة، حتى بعد هذا الهجوم هناك مخاوف من مزيد من العمليات ومحاولات تقليد أسلوب العملية.
استراتيجية الفرص
ويعتقد العميد والخبير في الشؤون العسكرية والاستراتيجية، رفيق أبو هاني، أن العملية الفدائية تأتي ضمن استراتيجية الفرص وهي التي تتم في الساحات الأكثر سخونة وهي مدينة القدس، بمعنى أنها تحدث كلما سنحت الفرصة بذلك بين حين وآخر.
ويوضح أبو هاني في حديثه لـ"الرسالة" أن عملية اطلاق النار في اطار الذئاب المنفردة لها دلالات كبيرة بعد جملة من عمليات الطعن والدهس ما يعني استمرارية وديمومة العمليات الفردية والمسلحة.
ويبين أن ما يجري يدلل على استمرار الصراع ومواصلة العمليات الفردية التي لا يمكن السيطرة عليها مهما كان ولا يمكن التنبؤ بها قبل وقوعها، رغم قوة القبضة الأمنية لجيش الاحتلال الإسرائيلي في القدس والتنسيق الأمني في مناطق الضفة.
ويشير إلى أن هذه العمليات من الصعب أن تتوقف وإنما ستبقى تسير على وتيرة واحدة في ظل الوضع الحالي والقبضة الشرسة للاحتلال في القدس والضفة.
ويؤكد الكاتب والمختص في الشأن العسكري رامي أبو زبيدة أن الميزة الجديدة لعملية القدس اليوم هي درجة الجرأة والتحدي لدى منفذها، فهي حتى الآن تشكل أوج تلك الجرأة، تخطيطها ناجح ومحكم لأنها تتلافي رقابة أمن الاحتلال بالكتمان والسرية والاحتياطات الأمنية الفعّالة والكفاءة القتالية وهو ما أحدث إرباكا لدى العـدو.
ويضيف أبو زبيدة في منشور له عبر فيسبوك أن العملية سجلت نصراً عسكرياً وميدانياً على العــدو الصهيوني ليس فقط باستهداف مكان محصن بل بالقدرة على الوصول إلى عمق هذا الموقع بالسلاح واصابة الأهداف بدقة وبسرعة فائقة.
ويقول إنها أثبتت فشل سياسة القبضة الأمنية وردع شعبنا ووقف بطولات رجال الضفة والقدس، وجاءت للقول للجميع إن هناك احتلال مازال قائماً على هذه الأرض وأن محاولات البعض التطبيع مع هذا العـدو ودمجه ستبوء بالفشل.
ويرى الكاتب والمختص في الشأن الإسرائيلي أيمن الرفاتي أن عملية اليوم في القدس تحمل عدة رسائل هامة، أهما أن القدس لاتزال محور اهتمام المقاومة وأبناء الشعب الفلسطيني.
ويؤكد الرفاتي أن هناك عودة للعمليات الفردية وربما المنظمة في القدس والضفة وذلك في ضوء عمليتين خلال أسبوع، لافتا إلى أن استمرار انتهاكات العدو ضد القدس والمقدسيين شعلة لتفجير الأوضاع من جديد.
ويشير إلى أن العملية فشل لكل ما يحاك بين السلطة والاحتلال لاجتثاث المقاومة في القدس والضفة المحتلة.