قائمة الموقع

حراك أمريكي يشمل الضغط على الاحتلال لمنع انهيار السلطة

2021-11-23T14:18:00+02:00
حراك أمريكي يشمل الضغط على الاحتلال لمنع انهيار السلطة
الرسالة نت - محمود فودة

 يظهر من تحركات الإدارة الأمريكية أن ثمة قرار يقضي بعدم انهيار سلطة حركة فتح في الضفة الغربية المحتلة، وفعل ما يمكن فعله في سبيل ذلك، بما يشمل الضغط على الاحتلال للتراجع عن بعض القرارات والتوجهات التي يمكن أن تؤثر على بقاء السلطة.

وفي تفاصيل، كشفت صحيفة هآرتس العبرية أن 26 عضواً في الكونجرس الأمريكي من الحزب الديمقراطي دعوا، الليلة الماضية، أنطوني بلينكن وزير الخارجية الأمريكي للضغط على الحكومة الإسرائيلية لمنع البناء في منطقة (E1) خارج حدود 1948، وذلك على خلفية مساعيها للترويج لبناء أكثر من ثلاثة آلاف وحدة استيطانية في مستوطنة جديدة بالمنطقة.

ووفق صحيفة (هآرتس)، فقد أرسل النواب بقيادة مارك فوكان الذي زار إسرائيل والضفة الغربية مؤخرًا، رسالة إلى بلينكن عبروا فيها عن قلقهم الشديد إزاء جهود إسرائيل لدفع البناء، مشيرين إلى أنها ستعزز الاحتلال وتقوض فرص حل الدولتين وتنتهك القانون الدولي.

وأشار أعضاء الكونجرس إلى أنه خلال إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، كانت هناك زيادة بنسبة 28٪ في بناء المستوطنات، وهي زيادة كبيرة مقارنة بالإدارات السابقة من الحزبين، وأن تعزيز البناء في مناطق E1 يشكل تناقضاً مع حل دائم للسلام.

وبالتزامن مع ذلك، تسعى الإدارة الأمريكية في الوقت الحالي إلى الضغط على الدول الأوروبية والعربية إلى توفير الدعم المالي اللازم للسلطة لضمان استمرار بقائها، بقدرتها على توفير ميزانيات الرواتب والمصاريف التشغيلية لقوى الأمن والجهات المختلفة التي تسعى لضمان أمن إسرائيل من خلال التنسيق الأمني.

وفي التعقيب على ذلك، قال الكاتب والمحلل السياسي تيسير محيسن، إن الإدارة الأمريكية الحالية بقيادة الديمقراطيين وبايدن لا زالت ملتزمة بالموقف الاستراتيجي للإدارات الأمريكية المختلفة والمتعلقة بالحفاظ على أمن إسرائيل ومساعدتها بالبقاء قوية وأمنة.

وأضاف محيسن في اتصال هاتفي مع "الرسالة" أن الإدارة الأمريكية تسعى الآن إلى نزع فتيل التفجير في الأراضي المحتلة وموضوع البناء في المستوطنات هو موضوع استراتيجي وهو أحد دوافع الأزمة الحاصلة في الأراضي الفلسطينية فضلاً عن موضوع القدس بالتحديد حي الشيخ جراح وهذه الموضوعات محل إثارة واضطراب كبير وهي من المسببات الرئيسية للواقع الأمني الذي يتدهور.

وبينّ أنه لذلك كان التوجه من الأعضاء إلى حكومة بايدن بضرورة الضغط على الاحتلال الإسرائيلي لوقف البناء خارج المستوطنات ولعلَّ هذه الخطوة تُؤمن إسرائيل من ذاتها بمعنى أن خطوة هؤلاء الأعضاء ليس لصالح الفلسطيني بشكل مباشر وإنما هي لصالح إسرائيل بطريقة غير مباشرة بمعنى هم أرادوا أن يحموا إسرائيل من عنجهيتها أو سلوكها المستفز للفلسطينيين والذي لا يتيح لإدارة البيت الأبيض أن تبقى تقدم مبادرات لدعم دولة الاحتلال الإسرائيلي.

وأكد أن إدارة البيت الأبيض معنية ببقاء السلطة التي يديرها محمود عباس في الضفة المحتلة متماسكة وقادرة على القيام بالتزاماتها وتحديداً الالتزام الأمني وفق محددات ومقررات اتفاق أوسلو على اعتبار أنه جوهر هذا الاتفاق وأنه بسقوط هذا الجانب من الاتفاق.

وأشار إلى أن عدم استمرار السلطة بالالتزامات الأمنية سيسقط مكانتها في نظر المجتمع الدولي وتحديداً إدارة البيت الأبيض ولن يعطي البيت الأبيض أيضاً مبرر للبقاء في احتضان وفي التمسك باتفاق أوسلو.

وأوضح أن ذلك سيتيح الفرصة لتغيرات استراتيجية في ساحة الضفة الغربية إذا ما انهارت الأوضاع الأمنية وتراجعت السلطة عن التزاماتها الأمنية وبالتالي أصبحت الأوضاع الأمنية في الضفة قابلة لإحداث تغيرات استراتيجية قد تعود بالسلب والضرر على العلاقة في الضفة والقدس بين المجتمع الفلسطيني والاحتلال الإسرائيلي.

وبيّن أن البوادر التي تحصل والمؤشرات التي تتجه الآن في الضفة المحتلة والقدس من خلال العمليات الفردية يعني مؤشرات أولية تنذر بأنه إذا استمرت هذه الأوضاع قد ينفرط عِقد الأمن في الضفة وبالتالي لن يكون بمقدور السلطة أو حتى سلطات الإحتلال الإسرائيلي أن تسيطر على الأوضاع بشكل كبير.

أما الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل، فعقب على ما سبق بقوله: "من الواضح أن الحراك السياسي في امريكا يتصاعد تفاعلا مع الفلسطينيين خصوصا بعد سيف القدس سواء في المجتمع او الحزب الديمقراطي".

وأضاف عوكل في اتصال هاتفي مع "الرسالة" أن الخلافات بين أمريكا وحكومة بينيت تتوسع أكثر فأكثر وتشمل اعتراض امريكا على التوسع الاستيطاني بالنظر للسياسة الاسرائيلية الي تكثف الاستيطان بما يعرقل رؤية الدولتين.

وأوضح أنه حتى الأن إدارة بايدن مترددة في تنفيذ ما تعهدت به من فتح القنصلية إلى الدعم المالي وفتح مكتب المنظمة والضغط على اسرائيل لبدء مفاوضات أو تنشيط دور الرباعية الأمر الذي يضعف مصداقية الإدارة ويضع المراهنة على دور أمريكي في حرج شديد.

وأشار إلى أنه بالتالي من المشكوك فيه أن ترضخ إسرائيل أو أن تستجيب، لأن امريكا لم تمارس يوما ضغطا مثمرا على إسرائيل على اختلاف الإدارات المتعاقبة على البيت الأبيض منذ بدء الصراع العربي الإسرائيلي.

 

 

اخبار ذات صلة