قائمة الموقع

إجراءات الاحتلال تتوالى لمنع انهيار السلطة

2021-09-01T12:13:00+03:00
الرسالة نت- شيماء مرزوق

منع انهيار السلطة هو العنوان الأهم الذي تأتي في سياقه الإجراءات الإسرائيلية المتسارعة في الفترة الراهنة، حيث يخشى الاحتلال أن تضعف الأزمات المتلاحقة التي تعاني منها السلطة وجودها وتهمشها في مقابل تقوية خصمها السياسي "حماس".

وفي السياق السابق جاء لقاء وزير حرب الاحتلال بيني غانتس برئيس السلطة محمود عباس، والذي أعلنه وزير الشئون المدنية حسين الشيخ على أنه "انتصار" جديد يضاف لسجل "الانتصارات".

وهي زيارة متناغمة مع الجهود التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية لتقوية السلطة وتثبيت أركانها وسيطرتها على المدن الفلسطينية في الضفة الغربية، وذلك وفق رؤية أمريكية تستند إلى المحافظة على بقاء السلطة واستمرار دورها، ولكن دون أي أفق سياسي.

ومن الواضح أن إدارة بايدن لا تتبنى أي مشروع سياسي فيما يخص القضية الفلسطينية، وهي تستند بذلك لموقف الاحتلال الذي يرفض فكرة وجود دولة فلسطينية أو أي علاقات سياسية مع السلطة خاصة مع وجود حكومة هشة قابلة للانهيار، حيث يُختزل دورها بالنسبة للطرفين في الخدمات الأمنية.

الكاتب في معاريف العبرية تال ليف رام قال إن اللقاء لا يبشر بشهر عسل جديد بين الطرفين، بل يدلل على اعتبارات برغماتية تخدم في الوقت الراهن مصالحنا ومصالح السلطة الفلسطينية على حد سواء، نحن نتحدث عن مصلحة مشتركة تتمثل في تثبيت الاستقرار الأمني في الضفة الغربية ومحاولة منع المزيد من تعزيز القوة السياسية لحماس.

وأكد أن "لإسرائيل" وللسلطة الفلسطينية في الأساس عدو مشترك واحد وهو "حماس لدرجة أن هذا العدو يتغلب على كل الخلافات بينهما، وأهم شيء يريده أبو مازن من "إسرائيل" حاليا، هو أن تبدي "إسرائيل" تشدداً وإصراراً تجاه حماس، وألا تمنحها "هدايا مجانية" رداً على الضغط الميداني على السلك الفاصل.

وما تزال السلطة تشكل مشروعاً مهماً للمجتمع الدولي يرى في وجودها عامل استقرار في المنطقة، خاصة الاتحاد الأوروبي، الذي تغاضى عن مسألة تعطيل الانتخابات والفساد المالي والمس بحقوق الإنسان والحريات العامة، مقابل بقاء السلطة وتعزيز وجودها.

فيما تعمل الولايات المتحدة ضمن مساعي منع الانهيار، على استحداث منصب نائب رئيس السلطة والذي يتنافس عليه "ماجد فرج وحسين الشيخ" وذلك لضمان سلاسة انتقال السلطة في حال غياب عباس ومنع انزلاق الصراعات داخل السلطة إلى مستويات من الفوضى يمكن أن تضر بالاحتلال، عبر تسكين مناصب "تركة عباس".

 الرئيس السابق للشعبة السياسية والعسكرية في وزارة جيش الاحتلال الجنرال عاموس جلعاد، لخص أهمية السلطة بالنسبة للاحتلال بأن التعاون بين الطرفين على مدار السنوات الماضية هو كنز استراتيجي بالنسبة لـ"إسرائيل" يجب المحافظة عليه.

 وقال جلعاد داعماً لقاء عباس غانتس إن أهمية هذا اللقاء تأتي تتويجاً للدور الكبير للسلطة في إحباط العمليات وإفشال محاولات تأجيج مناطق الضفة، وهو ما يوجب على (إسرائيل) العمل على منع انهيارها اقتصاديا.

 وشدد على أن "السلطة الفلسطينية جزء من المنظومة الأمنية الإسرائيلية"، مؤكداً على أهمية لقاء عباس وغانتس بالنسبة (لإسرائيل) والسلطة خصوصاً في هذه المرحلة التي وصفها بأنها حساسة.

تفاصيل اللقاء المنشورة تؤكد هذه النظرة الأمنية البحتة فقد ناقش الرجلان تزويد السلطة بمعدات عسكرية لفض المسيرات والتجمعات ومواجهة التطرف و"الإرهاب" وصولاً لتعزيز الامن والأمان للمواطن الفلسطيني والإسرائيلي على حد سواء.

ووعد غانتس بتزويد السلطة بالاحتياجات اللازمة لفرض سيطرتها في الضفة الغربية وتعزيز مكانتها ومنع ما وصفه بـ"الإرهاب"، بالإضافة إلى بعض الامتيازات الاقتصادية للسلطة.

كما بحث اللقاء وفق المصدر، الواقع الأمني وتقوية روابط الاتصال والتنسيق بين أجهزة السلطة الفلسطينية والأمن الإسرائيلي، وتكوين خلية مشتركة تعمل على وأد أي عمل من شأنه تقويض عملية السلام، خاصة مع التحركات المريبة التي رصدتها المخابرات الإسرائيلية في جنين.

اخبار ذات صلة