اليوم المناورة الأميركية ـ الإسرائيلية الأكبر للدفاع الجوي بين الجيشين
الرسالة نت
تبدأ اليوم المناورة الأميركية ـ الإسرائيلية الأكبر للدفاع الجوي بين الجيشين، والتي يراد منها، إضافة للبعد التدريبي، توجيه رسالة واضحة لإيران ولأعداء إسرائيل الآخرين.
وتشارك في المناورة بوارج حربية أميركية وإسرائيلية، فضلا عن محطات رادار وبطاريات صواريخ من أنواع مختلفة. وتفترض المناورة تعرض إسرائيل لهجمات صاروخية قصيرة ومتوسطة وبعيدة المدى، وعلى ارتفاعات متباينة، وستطلق في جزء منها صواريخ فعلية تهديدا ومضادات.
وتهدف المناورة الأميركية الإسرائيلية المشتركة، التي تجري للمرة الخامسة، للتدرب على التنسيق بين قوات كل طرف وقوات الطرفين في حال تعرض إسرائيل لهجمات صاروخية واسعة.
وبغية إضفاء قدر كبير من الأهمية على المناورة المشتركة أوكلت واشنطن أمر قيادتها لقائد الأسطول السادس الأميرال مارك فيتزجيرالد. ويعتبر فيتزجيرالد الضابط الأميركي الأرفع مرتبة الذي يقود مناورة مشتركة مع إسرائيل.
ونشرت وسائل إعلام متخصصة أن فيتزجيرالد سيتولى، في إطار قيادته للمناورة، مسؤولية أمرة سلاح الجو الإسرائيلي أيضا.
وتستند فكرة المناورة إلى احتمال تورط إسرائيل في حرب شاملة، تتعرض فيها لهجمات صواريخ متوسطة المدى من سوريا، وصواريخ متوسطة المدى وأخرى قصيرة المدى من «حزب الله»، وصواريخ بعيدة المدى من إيران وصواريخ قصيرة المدى وبدائية من قطاع غزة.
فرضية العمل في أساس المناورة هي انه في أثناء الحرب ستنقل الولايات المتحدة لإسرائيل منظومات دفاعية ضد الصواريخ تعمل إلى جانب منظومة صواريخ «حيتس 2». وبالتوازي تواصل الصناعات الجوية تطوير منظومة «حيتس 3» التي ستكون أكثر تطورا. وشدد مسؤولون أميركيون على أن السيناريو المفترض للمناورة هذا العام هو الأكثر تعقيدا منذ البدء بها.
وكانت المناورة المعروفة باسم «جونيبر كوبرا»، والتي جرت العادة على إجرائها بشكل دوري مرة كل عامين منذ العام 2001، قد تأجلت عن موعدها المقرر أسبوعا بسبب مشكلات لوجستية. فإضافة إلى 17 بارجة أميركية وصلت الى إسرائيل طائرات نقل عملاقة من طراز «غالاكسي» تقل معدات كثيرة وأجهزة رادار وحوالي ألفي جندي وضابط أميركي. وقد أقام الجنود الأميركيون في قواعد الجيش الإسرائيلي البرية والجوية، وخصوصا في النقب جنوب فلسطين. وقد وصل هؤلاء الجنود من مقراتهم في قواعد الجيش الأميركي المنتشرة في أوروبا، وخصوصا من قاعدتهم في مدينة شتوتغارت الألمانية.
وتحوي البوارج الأميركية، التي تبحر قبالة الشواطئ الإسرائيلية، منظومات صواريخ مضادة للصواريخ من ألانواع ألاكثر تطورا. وتعتبر هذه المنظومات جزءا من الانتشار الأميركي لمواجهة خطر الصواريخ الإيرانية بعيدة المدى.
وستشارك في المناورة بطاريات «حيتس 2» التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي، بطاريات صواريخ «ثاد» الأميركية ومنظومات مضادة للصواريخ من طراز «باتريوت» و«هوك».
كما سيتم في المناورة استخدام الرادار الأميركي الجديد الذي نصب في إسرائيل قبل نحو سنة للتحذير من نار الصواريخ البالستية. ويوفر الرادار زمن إنذار أطول مما في الماضي، ويسمح للإسرائيليين بالوصول في الوقت المناسب إلى الأماكن المحصنة.
ونقل المراسل العسكري لصحيفة «معاريف» أمير بوحبوط عن مصدر عسكري إسرائيلي قوله إن «محطات رادار من أنواع مختلفة ستنشر على طول الساحل, كما أن الجمهور سيشاهد في البحر سفن صواريخ كثيرة.
ولهذه المناورة أهمية كبيرة، ليس فقط على الصعيد المعنوي». وحسب مصدر عسكري آخر فإن «الاستعدادات للمناورة بدأت قبل أيام، وفي إطارها تدربت الوحدات الإسرائيلية والأميركية على قدرة الحديث مع بعضهم البعض عند الحاجة». ومن المتوقع للمناورة أن تستغرق نحو أسبوعين.
وأعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن أرتالاً من الآليات العسكرية الإسرائيلية والأميركية سوف تشاهد على الطرقات ابتداء من اليوم وطوال أيام المناورة. وأشارت إلى أن العديد من المحاور والطرقات سوف تغلق بشكل متتابع وفقاً لاحتياجات المناورة.
وكان محرر الأخبار الخارجية في قناة «سكاي نيوز» تيم مارشال قال إن القرار بإجراء المناورة في الخريف وليس في الربيع كما جرت العادة يمكن تفسيره كزيادة في الجاهزية، لكنه يعتبر الأمر مجرد «توجيه رسالة».
واعتبرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن كلا من إيران وسوريا و«حزب الله» يتابعون بقلق الاستعدادات لمناورة الدفاع الجوي «جونيبر كوبرا».
وذكرت إن محافل إسرائيلية نقلت في الآونة الأخيرة رسائل تهدئة في قنوات مختلفة، موضحة انه لا توجد أي نية لاستغلال المناورة لأعمال هجومية. ولكن إلى جانب القلق تبدي إيران وسوريا اهتماما شديدا بنتائج المناورة وتحشد جهودا استخباراتية لكشف نقاط الضعف لإسرائيل في دفاعها ضد الصواريخ.