قتل ظهر اليوم الطالب مهران وليد خليلية من بلدة جبع جنوب جنين، وعمره 21 عامًا، وقد توفي بعد لحظات من وصوله المستشفى، كما أصيب ثلاثة أخرين خلال شجار في الجامعة العربية الأمريكية.
وقالت المصادر إن الطالب خليلية تعرض للطعن خلال شجار بمحيط الجامعة الأمريكية في جنين.
وأعلنت الجامعة العربية الأمريكية تعليق الدوام في حرمها الرئيس بمدينة جنين إلى إشعار آخر، وطالبت الطلبة بإخلاء الجامعة.
الحادث أثار حالة غضب واسعة في الشارع الفلسطينية خاصة في مدن الضفة الغربية التي تشهد حالة من الفوضى والفلتان غير مسبوق تحت أعين أجهزة أمن السلطة التي هناك من يتهمها بتغذيه الفلتان عبر سلاحها المنتشر في المدن وبين العائلات.
الناشط أحمد طناني علق على الجريمة على صفحته على الفيس بوك بالقول: "ما يحدث بـ#جامعات_الضفة وخارجها من استباحة وبلطجة وتعديات تتجاوز كل القيم والاعراف الاصيلة لشعبنا، تتطلب وقفة جادة تجاه هذه السلوكيات وتجاه من يغذيها ويستمرئ التعدي على حرمة الدم والبشر والقيم العليا والرموز".
وتابع على صفحته "بالأمس الاعتداء والبلطجة على منسق إطار طلابي بجامعة بيرزيت ومحاولة خطفه وسط سيل كبير من التهديدات لأي صوت معارض مما أدى لتعليق الدوام الجامعي، وسبقه الاعتداء على رايات الأحزاب والفصائل في جنازة شهيد في بيت لحم واعتقالات وتهديدات لمن رفض وواجه هذا السلوك، واليوم مقتل أحد طلبة الجامعة الامريكية في جنين في شجار استخدمت فيه الآلات الحادة".
هذه السلوكيات هي امتداد لتغليب لغة القمع والبلطجة وهيمنة الحزب الواحد وبالتوازي ايضاً السماح بتغول العشائرية والجهوية ولغة السلاح في معالجة الاشكاليات والتي تنتهي بجلسة مخاتير وحل عشائري دون أدني اعتبار للقانون والقيم.
من ناحيتها قالت الصحافية الفلسطينية ريم العمري: "ما يحدث داخل جامعاتنا الفلسطينية جنون وتدهور خطير".
الأسير المحرر فؤاد الخفش قال عبر صفحته على الفيس بوك "الجامعات الفلسطينية التي كانت حاضنة للفصائل ورافدا للوطن ومحركة الانتفاضات ومخرجة للقيادات ... اليوم تتحول(لحارات) للطوش...
وأضاف " غياب الكتلة الإسلامية أحد أهم مكونات الحركة الطلابية والعمل النقابي سبب من أسباب ما تعانيه جامعاتنا الفلسطينية".
من ناحيته قال الناشط أحمد منصور: "عندما يغيب القانون.. في بقايا الدولة التي يتحكم عباس في مفاصلها القانونية والقضائية، التي يحكم فيها قانون التعينات تحت مظلة عظام الرقبة، في دولة رمزها الديني محمود الهباش.. التي تحولت فيها مهمة الأمن والعسكر لملاحقة كل ما يضر أمن "إسرائيل".. تكون هذه هي النتيجة..
والقول ما قالت تالا حسين الشيخ: "البلد إلنا.. هو أنت بتعرفش أنا بنت مين؟"
وتساءل مواطنين في الضفة الغربية عن دور الأجهزة الأمنية والتي تستحوذ على نصيب الأسد من موازنة السلطة من الفلتان الأمني المتصاعد، متسائلين " هل تصرف هذه الموازنات لملاحقة المقاومة وتكميم الأفواه والاعتقال السياسي؟"
واتهم البعض الشبيبة الفتحاوية بالمسؤولية عن الواقع الذي وصلت إليه جامعات الضفة خاصة لدورها في تخريب الأجواء الجامعية والجامعات الفلسطينية، سواء علاقتها مع الكتل الأخرى أو خلافتها الداخلية والتي تتطور حد القتل.
كما لا يمكن اغفال أن الحالة المزرية التي وصلت إليها الأوضاع في الضفة هي حصيلة ملاحقة السلطة للعمل الوطني في الضفة وخاصة الجامعات والاعتقال السياسي للنخب والطلاب، والذي كان الضابط والضامن لسلامة العملية والمؤسسات التعليمية.
وتحولتْ الجامعات الفلسطينية في الضفة مؤخراً إلى ساحة فلتان أمني، وذلك من خلال تدخلات الأجهزة الأمنية ونفوذ بعض عناصر الشبيبة الفتحاوية والتي تثير الخلافات والاشتباكات مع باقي الكتل الطلابية.
وقد شهدت مؤخراً كل من جامعة النجاح وجامعة أبو ديس وجامعة بيرزيت خلافات واشتباكات كبيرة بين الكتل والطلبة وتحولت بعضها إلى ساحة "حربٍ" من قبل بلطجية وزعرانٍ؛ وسط غياب الأجهزة الأمنية، التي يفترض أنها تمارس دورها في فرض الأمن.