سلسلة من الانتهاكات مارسها المستوطنون قبيل عيد "الأنوار" – الحانوكاه- في باحات المسجد الأقصى وبالقرب من بواباته حيث الصلوات التلمودية والرقصات الاستفزازية التي شوشت على المصلين المسلمين.
وقبل بدء العيد تكثفت الاقتحامات الجماعية للمسجد الأقصى، وعمد المستوطنون على إقامة الصلوات، محاولين إدخال شمعدان "الحانوكاه" لكنهم عجزوا عن ذلك واستبدلوها بالقداحة الكبيرة.
وقبيل العيد فرضت قوات الاحتلال تشديدات في البلدة القديمة وأغلقت المحال التجارية لتأمين مسيرة استيطانية لجماعة الهيكل.
وأدى المستوطنون رقصات استفزازية بالقرب من القصور الأموية المطلة على المسجد الأقصى، وحائط البراق، و"مربط الكرد" شمال باب الحديد.
يذكر أن الاحتلال سيطر على هذه المنطقة عقب احتلال القدس عام 1967، وأطلق عليها "حائط المبكى الصغير"، وخصصها لصلاة المستوطنات الإناث.
وتجدر الإشارة إلى أن عيد الأنوار يرمز إلى "الحانوكاه" وإعادة تدشين "المذبح" في "الهيكل" المزعوم بحسب معتقداتهم، وستستمر الاقتحامات المكثفة حتى الإثنين المقبل.
ويتكثف وجود الشرطة الإسرائيلية في البلدة القديمة مقارنة بالأيام العادية، وهنا يفسر الناشط الشبابي أسامة برهم الأمر "للرسالة" بأن الاحتلال يستثمر كل حدث أمني لبسط نفوذه أكثر بعدما فشل في فرض التقسيم الزماني والمكاني للبلدة.
ويوضح برهم أن الاحتلال يدرك أن القدس على صفيح ساخن، لذا يخشى تكرار ما جرى في رمضان الماضي، مشيرا إلى أن شرطة الاحتلال تحاول الظهور أنها تمثل دور الوسيط بين سكان البلدة القديمة والمستوطنين.
وحول ما يجري في المسجد الأقصى من طقوس احتفالا بعيد الأنوار، يقول إنه في كل عيد يهودي يصعّد الاحتلال ويسعى المستوطنون لإدخال الشمعدان من بواباته، مشيرا إلى أنهم حتى اللحظة لم يتمكنوا من ذلك واستبدلوها "بالقداحات" الطويلة ليحاكي الشمعدان.
وعن دور الشباب المقدسي في التصدي لتلك الانتهاكات التي تمس الشريعة الإسلامية وتدنس المقدسات الإسلامية، ذكر أنه عادة قبيل الأعياد اليهودية تنشط حملة اعتقالات للنشطاء والمرابطين المقدسيين، وكذلك سلسلة ابعاد عن البلدة القديمة، وذلك بهدف تفريغ المكان.
وأعلنت "جماعات الهيكل" عن تنظيم العديد من الاقتحامات المركزية والجماعية للأقصى، سيتخللها محاضرات واقتحامات احتفالية، وصلوات وسجود ومحاولات لإدخال شمعدان "الحانوكاه".
كما أعد الاحتلال لهذا العيد العديد من برامج الاقتحامات برفقة كبار حاخامات الهيكل المزعوم، ووزعت الأدوار والأوقات لكل واحد منهم ليقود مجموعته الخاصة في احتفال مهرجان الأنوار التوراتي في الأقصى.
وستبقى التشديدات الإسرائيلية في المسجد الأقصى والبلدة القديمة حتى انتهاء عيد الأنوار الذي يستمر مدة 9 أيام.