قائمة الموقع

حـرب نصـرة «ويكيليكـس» تتـواصـل علـى الإنترنـت

2010-12-12T10:10:00+02:00

عواصم – وكالات والرسالة نت

تواصلت أمس، الهجمات الالكترونية على مواقع تعرقل بشكل أو بآخر نشاط موقع «ويكيليكس» وتسريباته، كما طالت أيضا جهات رسمية وقضائية، وذلك بعد اعتقال مراهق في هولندا على خلفية اتهامه بالقرصنة المعلوماتية ضمن حملة مناصرة «ويكيليكس» على الشبكة. وفيما اعتبر خبراء ومحللون أن ما يدور على الشبكة لا يرقى إلى مستوى توصيفه بـ«الحرب» يؤكد الناشطون المعلوماتيون أنهم ماضون قدما في حملتهم، نافين عن أنفسهم تهمة القرصنة، أو استهداف الانشطة الاقتصادية للمواقع المستهدفة.

تواصل «المواجهات»

تعطل أمس الموقع الإلكتروني للمدعي العام الهولندي عدة ساعات في هجوم الكتروني جاء على أثر اعتقال مراهق يشتبه في عمله مع قراصنة أجهزة الكمبيوتر المتعاطفين مع موقع «ويكيليكس». كما توقف أمس الموقع الإلكتروني للشرطة الوطنية الهولندية، عدة مرات. وجاءت هذه الحوادث مع تكثيف السلطات الهولندية بحثها عن قراصنة إنترنت متورطين في الهجمات على المواقع الإلكترونية. ومن المحتمل إجراء المزيد من الاعتقالات في هولندا ودول اخرى وفقاً لمكتب المدعي العام في لاهاي. وقد اعترف الفتى المعتقل في لاهاي بمشاركته في الهجمات لتعطيل مواقع «ماستركارد» و«فيزا» و«باي بال».

وقامت مجموعة «المجهولين» التي تنشط على الشبكة لاستهداف مواقع عرقلت عمل «ويكيليكس»، بتعطيل موقع شركة السداد الالكتروني «موني بوكرز»، لكن أعضاءها نفوا ان تكون حملتهم تهدف إلى تقويض النشاط الاقتصادي للشركات. ووعد النشطاء بمواصلة هجومهم وذكروا موقع منظمة الشرطة الدولية (الانتربول) كهدف محتمل.

وقال النشطاء الذين يطلقون جميعاً على أنفسهم اسم «مجهول» في بيان انهم ليسوا قراصنة ولكنهم «مستخدمو انترنت عاديون». وقال البيان «لا نريد سرقة بياناتكم الشخصية أو ارقام بطاقاتكم الائتمانية. نحن لا نسعى ايضاً إلى مهاجمة البنية التحتية الحساسة لشركات مثل ماستر كارد وفيزا وباي بال وأمازون. لم تكن غاية الحملة أبدا استهداف البنية التحتية الحساسة لأي من الشركات أو المنظمات التي تأثرت. بدلا من ذلك .. ركزنا على المواقع الالكترونية للشركات او (الواجهة العامة) لهم على الانترنت». وأضاف البيان «انه عمل رمزي.»

وقد نشرت المجموعة منشورات افتراضية على مواقع الانترنت ومنتديات الدردشة لاستقطاب المزيد من المشاركين. ويقول أحد المناشير»سنهاجم كل من يحاول ان يفرض الرقابة على ويكيليكس». وهناك اشارات حول استجابة بعض مواقع التواصل الاجتماعي. وتقوم المجموعة باستخدام شبكات التواصل الاجتماعي لحشد جحافل من المتطوعين.

ويقول المتحدث غير الرسمي باسم «المجموعة المجهولة» والذي أكد عدم مشاركته «بهجمات حجب الخدمة» غريغ هوش، «انه بمجرد المشاركة في العملية او دعم القضية عبر شبكة الانترنت، يمكن ان يُنسب اي فرد الى المجموعة». ويعتبر هوش ان المهمة بدأت تأخذ طابعا ً دوليا ً اذ انها تضم ناشطين من مختلف أنحاء العالم.

وأعلنت الشركة الأميركية المتخصصة في أمن البيانات الالكترونية «امبيرفا» أن عمليات تحميل برنامج الهجوم الالكتروني المستخدم لقصف المواقع الالكترونية بطلبات وهمية تؤدي إلى تعطيلها، قد تزايد إلى حوالى 40 ألفا، بنمو ملحوظ.

ويرى خبراء في أمن الإنترنت أن «الميليشيا المجهولة» أصبحت قوة جديدة يحسب لها حساب. وكانت الاستهدافات ضمن حملة أطلقتها المجموعة «المجهولة» تحت اسم «أوبيريشن بايباك (عملية الرد)». ويعتبر خبراء أمن الانترنت أن «عملية الرد» التي تقوم بها المجموعة «المجهولة» بغية استمرار تدفق معلومات «ويكيليكس» وللثأر لمؤسسه جوليان أسانج، تلقى اهتمام الأفراد والدول.

ويقول الخبير لدى شركة «فورتينت» للأمن المعلوماتي ديريك مانكي «أن الهجوم هو الأكبر من نوعه، اذ تحول الى هجوم عالمي ولم يعد محصورا ً بجمهور محدد يستهدف الشركات الضخمة». ويؤكد الخبراء ان هجمات قراصنة المعلوماتية دعما ً لـ«ويكيليكس» تندرج في اطار تسجيل موقف سياسي أكثر من شن «حرب معلوماتية» حقيقية.

حرب «الكترونية» أم «سياسية»؟

من جهة أخرى، قال الخبير في الأمن الإلكتروني في مركز الدراسات الدولية والاستراتيجية جايمس لويس ان «الحرب الالكترونية» التي أعلنوها ليست في الواقع حرباً. وأضاف ان «اضراراً ً ودمارا ً يترتبان عن الحرب. وفي هذه الحالة انها مواقف سياسية صاخبة، وهذا الامر لا يعد حربا ً انما مسرحية سياسية».

من جانبه، قال مدير الابحاث في معهد «بروكينغز» الان فريدمان ان التحدث عن حرب معلوماتية مجرد «بلاغة» خصوصا انه ليس هناك معسكرات واضحة كما هي الحال في الحروب، وان «المجموعة المجهولة» لا تشكل سوى «مجموعة غير معروفة على الشبكة الالكترونية». وتابع ان «المجموعة نجحت في التسبب ببلبلة لكنها بعيدة كل البعد عن إحداث آثار فعلية». وأوضح فريدمان انه من خلال شن هذه الهجمات التي تشل مواقع الكترونية مثل «فيزا» و«ماستركارد» و«باي بال»، لا يتعرض القراصنة سوى الى واجهة هذه المؤسسات على الشبكة الإلكترونية «وهذا أمر في غاية السهولة». وقال فريدمان «هذا الامر لا يشكل تهديدا ً على الأمن القومي لأن كل المواقع التي تعرضت لهجمات عادت لتعمل بصورة طبيعية».

وقال الخبير في مجلس العلاقات الخارجية آدم سيغال «لا اعتقد ان ذلك يؤثر كثيرا على ثقة الناس في استخدام بطاقات ائتمانهم» موضحاً بأن عملية «القرصنة سياسية».

في المقابل، يعتبر بعض المراقبون أن ما يجري في «عملية الرد» يرتبط بتنامي عقلية العصابة على شبكة الانترنت، حتى ولو جذب بعض المثاليين الذي يعتقدون أن على الشبكة أن تكون حرّة.

ويقول البعض الآخر من مراقبي المواقع ومنتديات الدردشة، إن المجموعة المجهولة تحث الناس على اتخاذ الاجراءات من دون الأخذ بالاعتبار المسائل الأخلاقية والنتائج المترتبة عليها. ويقول الخبير في هجمات رفض الخدمة من جامعة واشنطن دايفد ديتريك «إن ما يفعله القراصنة ليس له اي تبرير أخلاقي وهو يتنامى من خلال الغضب والتحريض، وستكون عاقبتهم وخيمة».

 

اخبار ذات صلة