وصف د. بسام أبو شريف مستشار الرئيس الراحل ياسر عرفات الضفة الغربية المحتلة، بأنها تعيش في مرحلة خطيرة للغاية، بفعل حالة الفلتان الأمني التي تشهدها في هذه الأيام، إلى جانب استشراء الفساد فيها بدعم أمني وسياسي من السلطة.
وقال أبو شريف في مقابلة خاصة بـ"الرسالة نت" إنّ الأجهزة الأمنية عُطّل دورها، فبدلا من أن تحافظ على المواطن الفلسطيني وحقوقه، سُخرّت لخدمة الاحتلال".
فساد مركب!
وأكدّ أبو شريف أن السلطة لا يوجد لديها سياسة "تدافع عن الأرض والإنسان وتواجه الاحتلال بدلا من تسخير الأجهزة الأمنية لمواجهة المواطن الذي يقاوم الاحتلال، وفوق ذلك تساعد الاخير بإلقاء القبض على المقاومين بدلا من تشجيعهم ودعمهم".
وأوضح أن الضفة تعيش في حالة اقتصادية سيئة للغاية، "بسبب الفساد المستشري سواء من الطبقات العليا أو تلك التي تنفذ القرارات، ما أدّى لإفقار المجتمع".
وأضاف أبو شريف: المواطن يرى كيف تهدر الأموال بغير وجه حق، في الوقت الذي تشكو فيه الحكومة أنها لا تستطيع صرف الرواتب، في شاهد صارخ على شكل ووجه الفساد في الضفة".
وتساءل: "هل يجرؤ مواطن في الضفة أن يسأل مسؤولا من أين لك هذا، وكم تراكم لدى مسؤوليهم من المال؟"، مجيبا: "لا يمكن ذلك لأن الأجهزة الأمنية سُخرت لخدمة الفساد".
وذكر أبو شريف أن الضفة "لا يوجد فيها قضاء مستقل قادر على الفعل، ولا سلطة للمحاكم في ظل القرارات الفردية التي تتخذ من خارج القانون".
وتابع أبو شريف: "المحاكم لم تعد صالحة للفصل في النزاعات واتخاذ القرارات النافذة للقانون في ظل سياسة السلطة".
وأوضح أن هذه الأوضاع يشجعها الاحتلال، سيما "ظاهرة التسلح في المشاكل الداخلية والعشائرية وصراع النفوذ الأمني".
وأكدّ أبو شريف أن "تسليم السلطة للمستوطنين المعتدين لإسرائيل، مثل هذه الحوادث تدل بوضوح أنّ إسناد الأجهزة لإسرائيل وليس للمواطن الفلسطيني".
وأشار إلى أنه لا يمكن استقامة الأمور بالضفة طالما أن السلطة قائمة بهذه السياسة التي لا تستند لشرعية الحكم بل لحكم أمر الواقع.
وشهدت الضفة المحتلة خلال الأيام الماضية، أحداث عنف وفلتان أمني، تخلله مقتل طالب على يد مسؤول الشبيبة في الجامعة الأمريكية في جنين.
أوجه الفساد!
وحول تعيينات السلطة الأخيرة في السفارات لأبناء المسؤولين، أجاب أبو شريف: "هذا ملف فساد كبير، لا أحد يسأل كيف تستخدم السفارات لخدمة الفساد، بدلا من الدفاع عن قضية فلسطين".
وأضاف: "الفساد أيضا يحيط بترويج وبيع المواد المخدرة ترافقا مع سياسة إسرائيلية تغض الطرف عنها عبر الحدود لتدمير أجيال من الشباب الفلسطيني".
وذكر أبو شريف أن السلطة لا تحارب الفساد، رغم معرفتها ببؤر تشارك فيها جهات متنفذة مع الاحتلال، وبيعها للشباب بغرض تدمير الأجيال.
ووجه خطابه للسلطة: "بدلا من مواجهة المقاومين، سخروا الأمن لمحاربة تهريب الحشيش والمخدرات وحماية الأجيال".
واعتبر أبو شريف أن السلطة التي عطلّت الانتخابات هي معنية بإبقاء الأوضاع فيها على هذا النحو، مجددا تأكيده أن السلطة التنفيذية تتصرف بعيدا عن أي شرعية قانونية.
وأكمل يقول: "الشعب الفلسطيني الذي صبر طويلا، عليه ألا يصبر أكثر، فلا يستقيم الفساد مع مكافحة الاحتلال؟".
وختم بالقول: "لا بد من الاستمرار في النضال لإنهاء حالة التفرد، وللعمل على إعادة الشرعية للحياة الفلسطينية السياسية بعيدا عن حكم الفساد والمفسدين".