بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، تمكنت روسيا من استعادة إمكانياتها العسكرية التي تراجعت إلى حد كبير في التسعينيات، وحدثت قواتها الجوية والبحرية والبرية، ما سمح لها بسد الفجوة مع منافسيها الأميركيين، والقدرة على إنتاج جميع أنواع الأسلحة. بالمقابل، ورثت أوكرانيا عن الاتحاد السوفياتي جُلّ قدراتها العسكرية، مع كثير من الفوارق بين قوة البلدين حاليا.
وقد ورث الجيش الروسي مجمّعا صناعيا عسكريا ضخما من الاتحاد السوفياتي. وتستثمر الدولة أموالا طائلة في التصنيع العسكري والتطوير التقني لمخزون الأسلحة الهائل الذي تمتلكه.
ودخلت روسيا ضمن أكبر 5 دول في مجال الإنفاق العسكري بنهاية عام 2019. ووفق تقرير "معهد ستوكهولم لأبحاث السلام" (SIPRI) -الذي صدر في أبريل/نيسان 2020- تحتل روسيا المرتبة الثالثة في قائمة الدول الأكثر إنفاقا على التسليح بميزانية سنوية بلغت نحو 64 مليار دولار.
كما تحتل روسيا المرتبة الثانية عالميا في حجم تصدير الأسلحة إلى الخارج، وبلغت مبيعاتها في العام الحالي 13.7 مليار دولار، وفقا لبيانات شركة "روس أبورون إكسبورت" (ROSOBORONEXPORT)، المسؤولة عن صادرات الأسلحة الروسية. وفي عام 2021، بلغ عدد أفراد الجيش الروسي نحو 900 ألف.
ترسانة روسيا النووية
وفقا لوزارة الخارجية الروسية ولتقييم مجموعة خبراء دوليين (بناء على البيانات المقدمة في إطار اتفاقية ستارت 3)؛ تضم القوات النووية الإستراتيجية الروسية 517 مركبة إيصال إستراتيجي لنشر الأسلحة النووية، وصواريخ باليستية عابرة للقارات وغواصات وقاذفات ثقيلة مزودة بـ1420 رأسا نوويا.
ووفق تقرير للمعهد الدولي للأبحاث الإستراتيجية في لندن عام 2021، تمتلك روسيا 12 غواصة نووية تحمل صواريخ إستراتيجية، و7 غواصات محملة بصواريخ كروز، و10 غواصات ذرية متعددة الاستخدامات، و21 غواصة تعمل على طوربيدات الديزل، وحاملة طائرات، و4 طرادات، و15 فرقاطة، و125 سفينة للدوريات وخفر السواحل، و11 مدمرة، و48 سفينة إنزال، بعدد أفراد يبلغ تعدادهم 150 ألفا.
قوات ودفاعات روسيا الجوية
وفقا لدراسة لموقع "ميليتاري بالانس" (Military Balance)، يبلغ عدد أفراد القوات الجوية الروسية حوالي 170 ألفا، وتشغل هذه أكثر من 3600 وحدة من المعدات العسكرية، بالإضافة إلى 833 وحدة تخزين، وفق معطيات العام 2019.
ويفيد تصنيف موقع "غلوبال فاير باور" (Global Fire Power) الأميركي عام 2021 بأن سلاح الجو الروسي يملك نحو 4500 طائرة، بينها 789 مقاتلة، و742 طائرة هجومية، و429 طائرة للشحن العسكري، و520 طائرة تدريب، و130 طائرة مهام خاصة، و1540 مروحية، من بينها 538 مروحية هجومية.
ووفق الموقع نفسه، تضم القوات البرية الروسية 13 ألف دبابة، ونحو 27 ألف مدرعة، و6540 مدفعا ذاتي الحركة، و4465 مدفعا ميدانيا، و3860 راجمة صواريخ، و450 كاسحة ألغام، ويبلغ تعداد أفرادها 350 ألفا.
القوات المسلحة الأوكرانية
وبالانتقال إلى أوكرانيا، نجد أنها ورثت عن الاتحاد السوفياتي معظم قواعدها وقواتها الحالية، مع الكثير من الفوارق التي تميزها عن روسيا.
وكان قوام الجيش الأوكراني يبلغ نحو 455 ألف جندي في عام الاستقلال 1991، ثم تراجع شيئا فشيئا إلى نحو 120 ألفا عام 2013.
ولعل أكثر المنعطفات التاريخية التي أثرت على أوضاع القوات الأوكرانية وأهميتها، كان توقيع وثيقة بودابست (في الخامس من ديسمبر/كانون الأول 1994)، حيث تخلت بموجبها كييف عن كامل سلاحها النووي، والذي كان يشكل ثلث الإرث السوفياتي من هذا السلاح، ويضعها في المرتبة الثالثة عالميا من حيث قوته.
وتم ذلك مقابل ضمانات أمنية منحتها الدول الموقعة، وهي روسيا والولايات المتحدة وبريطانيا وأوكرانيا، حيث تعهدت بموجبها بالحفاظ على وحدة وسلامة الأراضي الأوكرانية.
منعطف "العدوان"
لكن أحداث العام 2014 التي تصفها كييف بـ"العدوان الروسي" على القرم وإقليم دونباس، أعادت الاهتمام بالقوات الأوكرانية ودعمها، فزادت ميزانيتها المخصصة لهذا الغرض لتبلغ نحو 6% من ميزانية 2021، بنحو 9.4 مليارات دولار، ولم تتجاوز هذه الميزانية 1% قبل 2014.
منعطف "العدوان"
لكن أحداث العام 2014 التي تصفها كييف بـ"العدوان الروسي" على القرم وإقليم دونباس، أعادت الاهتمام بالقوات الأوكرانية ودعمها، فزادت ميزانيتها المخصصة لهذا الغرض لتبلغ نحو 6% من ميزانية 2021، بنحو 9.4 مليارات دولار، ولم تتجاوز هذه الميزانية 1% قبل 2014.
هيكلية قوات أوكرانيا
وتتألف القوات الأوكرانية اليوم من 6 فروع، هي القوات البرية والبحرية والجوية، وكذلك قوات الهجوم (المحمولة جوا)، والقوات الخاصة، التي لا تعرف أعدادها. واستحدثت أوكرانيا في 2016 "القوات الموحدة"، التي تشارك فيها عدة وحدات عسكرية وأمنية، لقتال المسلحين الروس والانفصاليين في شرق البلاد.
وتتبع كل هذه الفروع للقيادة العامة لهيئة الأركان، ويتولى الرئيس فولوديمير زيلينسكي منصب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
ووفق المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية في لندن، يبلغ تعداد قوات أوكرانيا البرية نحو 145 ألف جندي، وبهذا تكون أكبر فروع الجيش الأوكراني.
ويذكر موقع "غلوبال فاير باور" المتخصص بالشؤون العسكرية أن لدى هذه القوات 11.435 مركبة مدرعة، و2430 دبابة، و2815 مدفعا، و550 راجمة صواريخ.
أما قوات أوكرانيا الجوية فيبلغ تعدادها نحو 45 ألفا، ولديها 285 طائرة، منها 42 مقاتلة، و111 طائرة مروحية متعددة الأغراض، و34 طائرة مروحية هجومية.
ويعتبر البحر من أبرز نقاط ضعف أوكرانيا العسكرية، وأكبر الفروقات التي تميز روسيا عنها، فقواتها البحرية تضم 25 قطعة بحرية، منها فرقاطة واحدة فقط، والباقية عبارة عن سفن مراقبة واستطلاع.
ولسد هذه الفجوة في ميزان القوة بينها وبين روسيا، تعتمد أوكرانيا على مساعدات الغرب العسكرية، ولا سيما مساعدات الولايات المتحدة، التي خصصت لأوكرانيا أكثر من 4 مليارات دولار منذ 2014.
وتوجه كييف جزءا كبيرا من ميزانية الدفاع وخططه لشراء سفن من فرنسا وبريطانيا، ولإجراء مناورات في البحر الأسود.
ويعتبر البحر من أبرز نقاط ضعف أوكرانيا العسكرية، وأكبر الفروقات التي تميز روسيا عنها، فقواتها البحرية تضم 25 قطعة بحرية، منها فرقاطة واحدة فقط، والباقية عبارة عن سفن مراقبة واستطلاع.
ولسد هذه الفجوة في ميزان القوة بينها وبين روسيا، تعتمد أوكرانيا على مساعدات الغرب العسكرية، ولا سيما مساعدات الولايات المتحدة، التي خصصت لأوكرانيا أكثر من 4 مليارات دولار منذ 2014.
وتوجه كييف جزءا كبيرا من ميزانية الدفاع وخططه لشراء سفن من فرنسا وبريطانيا، ولإجراء مناورات في البحر الأسود.
يعتبر المحلل العسكري ديمتري بولتينكوف أن لا جدوى من المقارنة بين القدرات العسكرية لكل من روسيا وأوكرانيا. فالأخيرة أقل شأنا بكثير، من حيث حجم الجيش ونوعية الأسلحة والميزانية.
ورغم الجهود التي بُذلت في السنوات السبع الماضية، والدعم الذي تلقته أوكرانيا من الغرب، يقول المحلل، لا مجال عسكري واحد تمكنت القوات الأوكرانية فيه من مجاراة روسيا.
ويضرب المحلل مثلا؛ بينما تم تجديد أسطول البحر الأسود الروسي بالفرقاطات والطرادات والغواصات الحديثة، لم يتلق الأسطول الأوكراني سوى قوارب مدرعة خفيفة، وقوارب دوريات أميركية، تم إيقاف تشغيلها.
يعتبر المحلل العسكري ديمتري بولتينكوف أن لا جدوى من المقارنة بين القدرات العسكرية لكل من روسيا وأوكرانيا. فالأخيرة أقل شأنا بكثير، من حيث حجم الجيش ونوعية الأسلحة والميزانية.
ورغم الجهود التي بُذلت في السنوات السبع الماضية، والدعم الذي تلقته أوكرانيا من الغرب، يقول المحلل، لا مجال عسكري واحد تمكنت القوات الأوكرانية فيه من مجاراة روسيا.
ويضرب المحلل مثلا؛ بينما تم تجديد أسطول البحر الأسود الروسي بالفرقاطات والطرادات والغواصات الحديثة، لم يتلق الأسطول الأوكراني سوى قوارب مدرعة خفيفة، وقوارب دوريات أميركية، تم إيقاف تشغيلها.
أوكرانيا ليست بهذا الضعف
وعلى الجانب الآخر، يرى فيكتور موجينكو -وهو خبير عسكري وعضو هيئة الأركان العامة في القوات الأوكرانية- أن "أوكرانيا ليست بهذا الضعف الذي يروج له الروس، أو قد تعكسه فوارق الأرقام".
ويوضح للجزيرة نت "جيشنا الوطني، الذي تم تشكيله فعليا بعد بداية الحرب، تمكن من وضع حد لنوايا روسيا التوسعية، وأجبر قواتها والانفصاليين على الانسحاب من مدن سيطروا عليها، كماريوبول وسلافيانسك وكراماتورسك".
ويقول "جيش أوكرانيا يحتل المرتبة الـ25 على مستوى العالم، والمرتبة الـ10 في أوروبا، بمعنى أن قوات روسيا لن تمر بسهولة أمامه إذا قررت الحرب، ولن تستطيع التعامل معه كتنظيم أو مليشيا".
ويضيف أن "العوامل تغيرت، والأعداد ليست كل شيء. لدينا أسلحة متطورة؛ والشركاء الغربيون مصرون على دعم أوكرانيا، ووضع حد لأطماع وعدوانية روسيا".
المصدر : الجزيرة