قائد الطوفان قائد الطوفان

"الرسالة" تحاور رئيس الحركة النسائية في حماس

شراب: مشاركة المرأة الحمساوية في العمل المجتمعي جعلها أيقونة المقاومة

فاطمة شراب
فاطمة شراب

الرسالة نت- مها شهوان

لعبت المرأة في حركة حماس منذ انطلاقتها عام 1987 دوراً مهماً، في النهوض بالحركة واستقطاب المؤيدين من النساء، فانطلق عملها من المساجد ثم الجامعة الإسلامية؛ لتخوض في المجالات الدعوية والاجتماعية والتربوية حتى وصلت للعمل في المجال الجهادي والعسكري حين هيأت "ابنها وزوجها" للقيام بعمليات عسكرية، فباتت لها بصمتها في المجال الإعلامي لإيصال الرسالة الوطنية.

لم تكتف المرأة الحمساوية بدورها في بعض المجالات، بل وصلت إلى العمل في المجلس التشريعي عام 2006 وفازت ستة منهن بالعضوية وهن: "جميلة الشنطي، مريم فرحات، سميرة الحلايقة، منى منصور، هدى نعيم، مريم صالح" وساهمن في سن التشريعات التي تحمي المرأة والطفل وتعديل بعض القوانين التي كانت تعيق تقدم المجتمع، فأثبتت نفسها بجدارة رغم محاولات تهميشها.

ومع مرور عقود على نشأة حماس، باتت تتقلد المرأة في الحركة مناصب كانت حكراً على الرجال، وأصبحت تشاركهم صنع القرار السياسي حتى وصلت مؤخرا لتثبت نفسها في المكتب السياسي وكان من نصيبها مقعدان لـ "فاطمة شراب، وجميلة الشنطي".

تغييرات كثيرة طرأت على حماس، جعلتها تدفع بالمرأة للوصول إلى المقدمة لقدرتها على نقل الرسالة الوطنية والجهادية للعالم، فأصبح على عاتقها الكثير من البرامج السياسية والحياتية لتخطي العقبات التي يفرضها عليها العالم الخارجي المعادي للعمل المقاوم.

"الرسالة" التقت فاطمة شراب رئيس الحركة النسائية في حماس للحديث عن تجربة المرأة في الحركة منذ نشأتها حتى وصولها إلى صنع القرار في المكتب السياسي.

المجال الدعوي والمجتمعي

في مكتبها وسط مدينة غزة، بدأت شراب حديثها بالقول: "المرأة في حركة حماس تقف في خندق واحد مع الرجل ومع المكون الفلسطيني، فهي تمتلك همة عالية وإرادة قوية، وتشارك في جميع المجالات والميادين والأبعاد لخدمة قضيتها".

وأضافت: "في هذه المشاركة صنعت لنفسها مكانة متقدمة في العمل المجتمعي، جعلها تؤدي دوراً رئيساً في ريادة وقيادة المجتمع كونها أيقونة المقاومة ودرعها الحصين".

وذكرت شراب أن المادة السابعة عشر من ميثاق حماس تنص على أن "للمرأة المسلمة في معركة التحرير دور لا يقل عن دور الرجل ولها دورها الكبير في توجيه الأجيال وتربيتها"، لافتة إلى أن مشاركة المرأة في المجال الاجتماعي في البداية لم يؤخرها عن أعمال المقاومة فكانت منذ البداية تدعم أخاها وزوجها وابنها، ومن ثم انطلقت لتشارك في الحياة السياسية بدخولها المجلس التشريعي بست مقاعد لتثبت أنها أسطورة في العطاء والفداء على حد سواء.

وأوضحت شراب أن المرأة منذ بدايتها أرادت لها الحركة أن تكون قيادية قادرة على صنع واتخاذ القرار، لافتة في الوقت ذاته إلى أنه كان هناك بعض الموانع حالت دون ذلك، لكن عندما أتيح للحركة إظهارها كان بمشاركتها في الانتخابات التشريعية، وليس أخيراً وجودها عضواً في المكتب السياسي في هذه الدورة الانتخابية.

وتطرقت إلى أن أهم الموانع التي حالت دون وجود المرأة في مناصب قيادية في السابق هو الاحتلال؛ لأن كل بيت فلسطيني آنذاك كان رجاله مستهدفين بالاعتقال ليل نهار، لذا كان لا بد من الحفاظ على استقرار البيت وتربية الأبناء، موضحة أنه كان من الضروري في ظل غياب الرجل، عمل المرأة بصمت وبعيداً عن الأضواء كي لا تكون عرضة للاعتقال وتحافظ على بيتها مصنع الرجال لتحقيق الهدف الوطني.

القدس ودعم المرابطات

وتؤكد شراب "للرسالة" على أن المرأة في حركة حماس منذ نشأتها تدرجت بشكل سليم حتى تبوأت مناصب في صنع القرار، موضحة أن المرأة في حماس عملت منذ البداية في العمل الطلابي والإغاثي والدعوي والاجتماعي.

كما تطرقت إلى أهمية مشاركة المرأة الحمساوية في نقل رسالة المقاومة إلى العالم وقالت: "البصمة حققتها المرأة في المجال الإعلامي خاصة بعد الثورة الإعلامية ومساهمتها في إبراز الصورة الصحافية التي تسحقها غزة وفلسطين".

وأضاف إن المرأة في حركتها ساهمت في توضيح الصورة للعالم، فكانت في مقدمة صفوف استقبال الوفود والبعثات التي جاءت إلى قطاع غزة للمشاركة في المؤتمرات، مشيرة إلى أن المرأة استطاعت خلال تلك الحوارات الوطنية أن توصل رسالتها وفكرتها رغم الحصار والقيود (الإسرائيلية) لكسب التعاطف الدولي مع القضية الفلسطينية.

وفي سؤال شراب حول تواصلها ودائرتها مع المقدسيات خاصة فيما يتعرضن له من تهجير وإبعاد واعتقال، أجابت، بكل تأكيد هناك تواصل دائم خاصة أن من أهم أدوار المرأة في حماس نصرة قضية الأسرى والمرابطات.

 وتتابع: ليس هناك صورة أوضح تعبيراً حين نادت القدس "يا غزة يلا" فاستجابت "غزة بنسائها ورجالها" لصرخات أهل القدس وكلفها ذلك أثماناً كبيرة من الشهداء والجرحى والبيوت المهدمة في معركة سيف القدس الأخيرة.

وأكدت أن المرأة الفلسطينية عامة وحماس خاصة، تحملت العبء الكبير بمشاركتها في الحروب على فلسطين، مما جعلها تتحمل المسئولية الأكبر حتى استطاعت اختراق الحواجز الوهمية التي صنعها الاحتلال الإسرائيلي للتواصل مع المرابطات ودعمهن مادياً ومعنوياً.

أما فيما يتعلق بدعمها من موقعها الريادي للنساء في الضفة المحتلة وما يتعرضن له من اعتداءات على يد أجهزة سلطة رام الله، ذكرت شراب أن أهل الضفة يعانون الاحتلال الإسرائيلي من جانب وسلطة رام الله من جانب آخر، حيث تعتقل النساء وتكمم أصواتهن الحرة، مما يؤدي من حين لآخر لتراجع العمل المقاوم بسبب قبضة السلطة على المقاومين والمقاومات خاصة وأنها العين التي يرى بها العدو المجتمع الفلسطيني.

وعن طموح المرأة الحمساوية في السنوات المقبلة، أوضحت أنه بعد وصولها لمجالس صنع واتخاذ القرار، تسعى في المرحلة المقبلة للمشاركة في إعداد الخطة لما بعد التحرير، مؤكدة أن المرأة في حماس لا تمثل ذاتها بل المرأة الفلسطينية التي قدمت وضحت فهي تستحق كل إسناد ودعم سواء كان مادياً أو معنوياً.

البث المباشر