قائد الطوفان قائد الطوفان

أول سلاح لحماس

مسدس أبو فريد.. الرصاصة التي غطت سماء تل أبيب

مسدس أبو فريد
مسدس أبو فريد

الرسالة نت- محمد هنية

حصير بني اللون بالكاد يمنع تسلل برودة الأرض نحو أجسادهم، وضوء خافت، وأصوات ضحكاتهم التي كانوا يسرقونها خلسة من بين ثنايا الحديث، هي وحدها كانت تحاول تبديد القلق والحيرة التي كانت تراود الشيخ أحمد ياسين حول طريقة تنفيذ أول عملية عسكرية ضد الاحتلال.

"بدنا نبدأ بأول عملية نقاتل فيها الجيش الإسرائيلي"، باغتت هذه الجملة آذان الحاضرين، وتبعثرت نظراتهم نحو بعضهم البعض، وعلامات الدهشة ارتسمت على وجوههم، ورد أحدهم قائلا: "كيف يا شيخ وليس معنا سلاح؟".

كان الأمر يشبه المستحيل، فلا السلاح متوفر لتنفيذ أي عملية، ولا طرق آمنة لجلبه، خصوصاً أن شراءه لم يكن بالأمر اليسير في تلك الفترة، وكل من يفعل ذلك يقع تحت عين الاحتلال، والمصير الوحيد له الاعتقال.

"لكن حالة التعقيد هذه لم تمنع الشيخ المقعد أحمد ياسين من إيجاد أي طريقة أو حل لمواجهة الاحتلال الذي كان يعربد في شوارع غزة وينشر القتل والظلم بين الناس"، يقول القيادي في حركة حماس محمد فرج الغول.

وتابع الغول "للرسالة": "المرحلة كانت تتطلب الرد على اعتداءات الاحتلال وجرائمه، رغم أن حركة حماس لم تكن قد انطلقت بشكل رسمي بعد، وهذا دليل على أن حماس قائمة على نهج المقاومة ولا تحيد عنه".

وفي ظل هذه الأجواء كان قول الشيخ ياسين للحاضرين في ذاك الاجتماع: "لي جار اسمه أبو فريد عنده مسدس ضايل معاه من حرب 48، بنأخده ننفذ عملية ونستولي على سلاح أحد الجنود ونأخذه غنيمة وهكذا نحصل على السلاح".

كانت تلك الكلمات كفيلة ببث روح التفاؤل وزرع الابتسامة على وجوه الحاضرين، رغم عثرات ومصاعب التنفيذ على الأرض، لا سيما وأن هذه أول عملية ستقوم بها حماس، التي لم تكن قد انطلقت بعد أو عُرفت باسمها هذا.

 أيام قليلة، وكان الشيخ ياسين ورفاقه الحاضرون في قبضة الاحتلال، بتهمة حيازة أسلحة وتشكيل تنظيمٍ عسكري والتحريض على إزالة الدولة اليهودية من الوجود، فحُكم عليه بالسجن لمدة 13 عاما.

"لكن اعتقال الصف الأول والمؤسس لم يمنع فكرة العملية الفدائية، ولم يمنع مسدس أبو فريد من إطلاق رصاصاته صوب الاحتلال"، يقول الغول: "تمت العملية بنجاح وتحققت أمنية الشيخ ياسين باغتنام سلاح أحد الجنود الإسرائيليين.

البث المباشر