سرعان ما كُشفت مسرحية الانتخابات التي ذهبت إليها "منفردة" قيادة فتح والسلطة في بعض المجالس والهيئات القروية في مناطق الضفة المحتلة، على ضوء غياب المشاركة والنتائج الصفرية في بعض المجالس والهيئات المحلية والسقوط المدي لقائمة فتح أمام الفصائل والعائلات.
الانتخابات التي جرت وسط مقاطعة 47 هيئة محلية في الضفة، وعدم مشاركة60% من الهيئات فيها واقصار اجرائها على 154 هيئة من أصل 377، بدأت معالم نتائجها الأولية تشير إلى سقوط مُدوي لقائمة حركة فتح وسط تقدم القوائم الفصائلية والعشائرية الأخرى.
ومع بدء فرز الأصوات سربت بعض النتائج من لجان الفرز، تشير إلى خسارة كبيرة للقوائم التي شكلتها حركة فتح في الهيئات المحلية في مناطق الضفة، وكذلك تقدم واضح للقوائم التي شكلها المستقلين وتدعمها الفصائل والعائلات.
وأظهرت النتائج الأولية حصد قائمة مستقلة لانتخابات البلدية في نابلس لـ 9 مقاعد مقابل مقعدين لقائمة حركة فتح، فيما تمكنت قائمة تابعة لليسار من اكتساح الفوز في عصيرة القبلية بـ 8 مقاعد مقابل مقعد واحد لفتح.
كما وتمكنت قائمة الأسير مروان البرغوثي من الفوز على قائمة حركة فتح بانتخابات مجلس قروي إرطاس ببيت لحم، بينما كان اللافت مقاطعة بلدة جبع الانتخابات بنسبة تصويت صفر، على خلفية مقتل الطالب مهران خليلية في الجامعة الأمريكية.
وتعكس تلك النتائج والمقاطعة الوعي الشعبي لدى الشارع الفلسطيني بألاعيب حركة فتح التي أرادت التهرب من الاستحقاق الوطني بتعطيل الانتخابات العامةوالذهاب إلى مسرحية إجراء انتخابات محلية في بعض المجالس القروية، قبل أن تجد نفسها أمام خسارة مدوية في الوقت الذي تبحث فيه عن فوز وهمي.
أمر متوقع
ويعتبر عبد الحميد المصري القيادي في التيار الإصلاحي الديمقراطي لحركة فتح، إن "فشل عباس وفريقه في الانتخابات القروية، أمر متوقع، فهو سيخسر في كل انتخابات، لـأنه لم يفعل ما عليه ولم يقدم شيئا يقنع الجمهور".
ويضيف المصري في حديثه لـ "الرسالة " بالقول: "لهذا السبب ألغى الانتخابات التشريعية والرئاسية بطريقة غير قانونية، لـأنه يدرك بحتمية الفشل في أي انتخابات سيخوضها".
وتابع: "عباس من فشل لفشل وهو ومن معه وصول الى الزوال"، مؤكدا أن الانتخابات المتجزأة التي تجري لن تفيد شعبنا بشيء، "بل ستعمق الانقسام".
وشدد على ضرورة اجراء الانتخابات الشاملة وفي القلب منها الوطني والرئاسة والتشريعي.
متجزأة وانتقائية
ويؤكد الكاتب والمحلل السياسي شرحبيل الغريب أن نتائج الانتخابات المحلية القروية تعكس تراجع وعزوف كبير عن خيارات المواطن الفلسطيني اتجاه انتخاب حركة فتح؛ كي تدير شؤون الناس في المحافظات وهو ناجم عن إدراك ووعي الشعب الفلسطيني.
ويوضح الغريب في حديثه لـ "الرسالة نت" أن حالة الفوضى وسلسلة الانتهاكات التي طالت حقوق الانسان في الضفة وآخرها قتل الناشط السياسي نزار بنات وتفشي الفساد بشكل كبير وملحوظ في مؤسسات السلطة مع تغييب المؤسسة التشريعية الفلسطيني وكله يؤدي الى احتقان سلبي اتجاه فتح.
ويبين أن ما سبق انعكس بشكل سلبي على النتائج القروية التي لا تلقى قبول فصائلي من الأساس،لافتا إلى أنه في ظل الانتخابات المتجزأةوالانتقائية في التعامل مع الشعب ستدفعه في أي انتخابات قادمة سواء تشريعية أو رئاسية إلى عدم التصويت لحركة فتح.
في النهاية يمكن القول إن أي انتخابات تحاول قيادة السلطة وحركة فتح إملائها على الشعب الفلسطيني بشكل منفرد ودون اجماع وطني سيكون مصيرها الفشل، فالفلسطيني بات يدرك جيدا كيف يختار من يمثله.