قائد الطوفان قائد الطوفان

بعد ثمانية أشهر من الأسر

المحرر الرجوب يعود بجسد منهك وعقل تائه

الاسير المحرر الرجوب
الاسير المحرر الرجوب

الرسالة نت-رشا فرحات

بعد أسبوع من التيه، استطاع الأسير نبيل الرجوب أن يقول جملة واحدة:" شبحوني، اطلقوا الكلاب عليّ ينهشوني"

انهيار عصبي، حالة نفسية معقدة لمعلم الشريعة الإسلامية. لا يأكل، ولا يمشي، ولا يستجيب للمؤثرات المحيطة حوله، ولا يستطيع الكلام مع أي من البشر! كانت هذه هي صورة أقرب لواقع الأسير نبيل الرجوب بعد الإفراج عنه الخميس الماضي.

والحقيقة أن عائلة الرجوب لم تستقبل ابنها بالأفراح والطبول والزغاريد كأي عائلة من عائلات الأسرى، بل تفاجأت به ملقى على حاجز الظاهرية، بطريقة يثبت فيها الاحتلال همجيته من جديد، ثم تولت عائلته والمارّون أمر نقله إلى مستشفى الخليل الحكومي.

الابن البكر لنبيل يصرخ في وجوه الرجال الذين حاولوا نقله في سيارة الإسعاف: "هذا بابا، هذا مش بابا، بابا ما كان فيه اشي، سيبوني أسلم على بابا"

لا يصدق الطفل، ولا تصدق جدته أيضًا أن هذا المغيب عن الوعي هو ابنها، تحاول أن تقرب وجهها منه، تلمس يديه، تشده نحوها وتردد: "أنا أمك يا حبيبي، أمك" وهو يئن بصوت خافت، ورأسه على صدرها لا يُفهم من كلماته سوى "آخ يمه"!

نبيل لم يكن شخصًا عاديًا، كان معلمًا قبل أن يعتقل منذ ثمانية أشهر، ويحمل شهادة البكالوريوس في الشريعة الإسلامية، عزله الاحتلال لعشرة أيام في سجن النقب الصحراوي وهي الأيام العشرة الأخيرة قبل قرار إلقائه على حاجز الظاهرية.

ومنذ ذلك اليوم ظلّ الرجوب على فراشه ممددًا، لا يتكلم بكلمة يمكن لأحد أن يفهمها، لكنه يتمتم بحذر وبلسان تسكنه رعشة الخوف والصدمة.

شقيق الأسير طالب بالكشف عن حقيقة ما جرى مع شقيقه، داعيًا هيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير للمساعدة في كشف حقيقة ما حلّ به.

أمجد النجار الناطق باسم نادي الأسير أكد أن تلك هي الحرب النفسية التي تمارسها (إسرائيل) على الأسرى ونتج عنها صدمات نفسية مختلفة، وهي دليل على واقع مرير يعيشه الأسرى داخل السجون دون دعم صحي أو نفسي، مشيرًا إلى أن حالة الرجوب ليست الأولى.

بينما اعتبرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ما تعرض له الأسير المحرر نبيل الرجوب وهو أب لأربعة أبناء من قرية الكوم جنوب الخليل، جريمة وانتهاكًا موثقًا لحقوق الإنسان، وشاهدًا على سياسة الإهمال الطبي، وجرائم الاحتلال بحق المرضى.

وقالت الهيئة، في بيان لها، إن قوات الاحتلال ألقت الأسير الرجوب على الأرض، بشكل غير إنساني، دون مراعاة لوضعه الصحي وحالته النفسية الصعبة.

يذكر أن الرجوب قضى 8 أشهر في الاعتقال الإداري في سجن "مجدو"، حيث وُضِع بالعزل الانفرادي لمدة 10 أيام قبل أن يفرج عنه، ومنع الاحتلال محاميه من زيارته، ما تسبب له بحالة نفسية صعبة أدت إلى إصابته بانهيار عصبي.

البث المباشر