عباس يستجدي حلولاً اقتصادية وسياسية من أمريكا

عباس
عباس

الرسالة نت-محمود فودة

في ظل التجاهل السياسي الرسمي للسلطة ورئيسها محمود عباس من دوائر صنع القرار الدولية، رأى عباس في إحدى الدبلوماسيات الأمريكيات مبتغاه في إيصال صوته للرئيس بايدن والفريق الدولي بأكمله.

وفي تفاصيل اللقاء، أعلن إعلام السلطة عن لقاء جمع محمود عباس، بمساعدة وزير الخارجية الأمريكية للشؤون السياسية فيكتوريا نولاند، متجاهلاً الأعراف الدبلوماسية التي تشير إلى أن أعلى مستوى يمكن أن يقابل "نولاند" هووزير الخارجية.

وطالب عباس خلال اللقاء بتطبيق الاتفاقيات الموقعة مع (إسرائيل) لإحياء عملية السلام المتعثرة منذ سنوات، وضرورة وقف الممارسات الإسرائيلية، والانتقال لتطبيق الاتفاقيات الموقعة بين الجانبين من أجل البدء بعملية سياسية حقيقية وفق قرارات الشرعية الدولية.

ويحاول المسؤولون الفلسطينيون حث الإدارة الأمريكية للضغط على (إسرائيل) لإنهاء الاقتطاع من أموال الضرائب الفلسطينية، علاوة على وضع خطط مشتركة للنهوض بالاقتصاد الفلسطيني الذي سجل خلال العام الماضي تراجعاً بنسبة 5.11%، مقارنة مع العام 2019.

وتبحث السلطة عن حلول اقتصادية تسندها في الأزمة المالية التي تعصف بها؛ نتيجة الفساد المالي والإداري الذي ينخر عظامها، وهذا ما كشفت عنه تقارير الرقابة الإدارية والمالية التابعة لها قبل أشهر قليلة، فيما تهمل البحث عن الحلول السياسية في ظل النفق المظلم الذي دخلت به بهرولتها خلف المفاوضات.

وفي التعقيب على ذلك، قال الدبلوماسي الفلسطيني السابق محمود العجرمي إن اللقاء من الناحية الدبلوماسية يشير إلى مستوى متدنٍ من العلاقة بين الإدارة الامريكية ومحمود عباس، في ظل أن الاحتلال وأمريكا لا يتعاملون في الخطابات واللقاءات الرسمية مع عباس على أنه رئيس دولة فلسطين.

وأضاف الدبلوماسي السابق في اتصال هاتفي مع "الرسالة" أن الإدارة الأمريكية كانت تُكن بعض الاهتمام لعباس إلى أن ظهرت نتائج معركة سيف القدس، والتي انتجت دعما وتأييدًا غير مسبوق للمقاومة الفلسطينية على حساب مشروع السلطة، ما أشعر المجتمع الدولي بمدى ضعف الرجل وعدم المراهنة عليه.

وأشار إلى أن ضغوطاً أمريكية وأوروبية كانت تمارس لإجراء انتخابات بحيث يتم حقن المؤسسات بشرعية انتخابية، إلا أن هذه الضغوط خففت، بالإضافة إلى ضعف الحديث عن الدعم المالي الأمريكي للسلطة والحديث عن فتح القنصلية مجدداً، وإعادة الدعم للأونروا.

وبيّن أن هناك هناك تلمساً حقيقياً لكامل مستويات الإدارة الأمريكية وممثلي الاتحاد الأوروبي لخطورة الوضع الذي وصلت إليه سلطة فتح وإفلاس مشروعها السياسي، وبداية إرهاصات تحرك جماهيري سيقود إلى انتفاضة عارمة في الضفة.

وأكد أن السلطة لم تعد تفكر بالمفاوضات كسبيل سياسي، بل تبحث فيها عن حل اقتصادي للأزمات التي تمر بها، ومحاولة إعادة ثقة الجمهور بها من خلال الدعم المالي للرواتب والمؤسسات المختلفة.

من جهتها، قالت سمر حمد المرشحة عن قائمة القدس موعدنا إنه من المثير للعجب والاستغراب الأخبار التي وصلت حول اللقاء الذي دار بين رئيس السلطة وبين مساعدة وزير الخارجية الامريكي، فهذا اللقاء يحمل في طياته كثيراًمن الملاحظات والدلالات ومنها تدني المستوى التمثيلي للإدارة الأمريكية.

ولففت إلى أن ما يجري يدلل على تراجع مكانة السلطة في أجندة الإدارة الأمريكية، وذلك لتراجع دورها في الصراع وفقدانها أوراق القوة والضغط، ما حولها إلى سلطة وظيفية تقوم بمهام محددة للحفاظ على الهدوء والحياة المعيشية.

وأضافت حمد في اتصال هاتفي مع "الرسالة" أن مستوى التمثيل يشير إلى تلاشى دورها كطرف سياسي، وهذا كان واضحاً في اللقاءات التي عقدتها السلطة مع الاحتلال في الشهور الأخيرة، والتي لم تخرج عن المستوى الأمني كلقاء رئيس مخابرات الاحتلال الذي يرسخ دور السلطة كطرف أمني لا أكثر.

وبينت أن وضع السلطة لا يخفى على الإدارة الأمريكية، لذا أصبحت السلطة بأكبر مستوى فيها تدار من الباب الخلفي للبيت الأبيض.

وأشارت إلى أن السلطة معزولة شعبياً وسيطرتها الأمنية هشة، ومشروعها الاقتصادي متأزم، ولا يوجد نية لديهاللعودة لصفوف الشعب، وقيادة حالة شعبية مقاومة من أجل الوصول لمكاسب سياسية، بل تراوح مكانها لمحاولة الحفاظ على مكتسباتها المادية فقط.

ونوهت أن هذه المعطيات تجعل الخيار الوحيد أمام السلطة لمبرر وجودها هو المفاوضات، والمفاوضات الآن لا تعني حكومة الاحتلال الحالية، فلا مناص أمام السلطة سوىالاستجداء من الادارة الأمريكية، والأخيرة لا تحترم إلا القوي أما الضعيف فتستخدمه كأداة لتكريس سياستها.

وأشارت إلى أنه كان لزاماً على السلطة أن تأوي إلى الركن الشديد وهو الشعب ومقاومته الباسلة، وهذا الخيار الوحيد لإعادة قضيتنا للصدارة، فشعبنا متقدم على السلطة في كل ميادين التضحيات والنضال.

وكانت السلطة الفلسطينية قد أوقفت الاتصالات مع الولايات المتحدة الأمريكية نهاية عام 2017، رداً على قرار الرئيس السابق دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة (لإسرائيل)، قبل أن تتراجع عن ذلك الوقف بعد انتخاب الرئيس جو بايدن.

البث المباشر