قائمة الموقع

مقال: الضفة بركان لن يهدأ

2021-12-18T09:42:00+02:00
أحمد كيان النجار
أحمد كيان النجار

تشهد الضفة الغربية في الآونة الأخيرة تزايداً كبيراً في نقاط الاشتباك مع الاحتلال، وتنوعاً واضحاً في أدوات المقاومة المشروعة ضد الاحتلال ومستوطنيه، إلى جانب اشتداد عمليات إطلاق النار، والطعن، والدهس اليومية ضد أهداف الاحتلال.

كما تواصل المقاومة في مدن الضفة الغربية التصدي لجنود الاحتلال واعتداءاته، فلا يمر أي اقتحام، دون اشتباكات مع الاحتلال سواء بالأسلحة النارية، أو المواجهة العنيفة بأدوات المقاومة الشعبية (العبوات محلية الصنع والزجاجات الحارقة والقاء الحجارة).

وبحسب آخر الإحصائيات فقد شهد العام الجاري 175 عملية إطلاق نار، و38 عملية طعن أو محاولة طعن، و19 عملية ومحاولة دهس، و53 عملية زرع أو إلقاء عبوات ناسفة، إضافة إلى 109 عمليات حرق منشآت وآليات ومناطق عسكرية، و17 عملية تحطيم وتهشيم مركبات عسكرية تابعة للاحتلال، و3 عمليات أسقط خلالها طائرات مسيرة للاحتلال.

هذا التصاعد في أعمال المقاومة أدى إلى مقتل عدد من جنود الاحتلال ومستوطنيه وإصابة العشرات.

إضافة إلى عملية إطلاق نار قرب مستوطنة "حومش" شمال نابلس، والتي أدت إلى مقتل مستوطن وإصابة اثنين آخرين، رغم القبضة الأمنية من الاحتلال وكهنة التنسيق الأمني.

عوامل عديدة أدت إلى تزايد عمليات المقاومة في الضفة والقدس، من أهمها في تصوري، وصول السياسات العدوانية الإسرائيلية إلى مراحل خطيرة لا يمكن قبولها، بالإضافة إلى انعدام أي أفق سياسي لعملية السلام، وتفاقم الوضع الاقتصادي، والاعتداءات المستمرة من جنود الاحتلال والمستوطنين على الفلسطينيين في القدس والضفة، ومحاولة إخلاء حي الشيخ جراح، وتواصل عمليات مصادرة الأراضي والاستيطان، إضافة إلى معركة سيف القدس، وانعكاساتها التي أدت إلى دفعة قوية لأهل الضفة الغربية، وشجعهم على استعادة دورهم الريادي في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، إضافة إلى عملية نفق الحرية التي حاول خلالها الأسرى الستة انتزاع حريتهم بأظافرهم.

يأتي هذا التصاعد في أعمال المقاومة في الضفة، بعد أن أعربت أوساط في جيش الاحتلال عن مخاوفها من موجة جديدة من عمليات المقاومة في الضفة الغربية، مع تزايد أعدادها خلال الشهرين الماضيين.

وكان وزير حرب الاحتلال، بيني غانتس، وجّه برفع حالة التأهب واليقظة عند نقاط التفتيش (الحواجز العسكرية)؛ خوفًا من مزيد من العمليات الفدائية.

التصاعد في أعمال المقاومة في الضفة الغربية سبقه منذ عام 2015 موجات من العمليات، شكلت بعض تفاصيلها صدمة للاحتلال على صعيد التنفيذ والثمن الذي دفعه فيها.

لتبقى الضفة من وجهة نظري على بركان لن يهدأ، بل قابل للانفجار مع كل لحظة في ظل استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين والمسجد الأقصى وممارساتها المتعلقة بالاستيطان، بالإضافة إلى الاعتقالات اليومية التي تنفذها في مدن الضفة والقدس، وفي ظل غياب الأفق السياسي والهجمة المسعورة التي تنفذها أجهزة السلطة ضد النشطاء في كل شبر من أنحاء الضفة المحتلة.

اخبار ذات صلة