عاد التسخين الميداني من جديد؛ على ضوء المناورات العسكرية التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها كتائب القسام؛ بهدف رفع الجهوزية والاستعداد لسيناريوهات مختلفة، تحاكي التصدي لأي عدوان يمكن أن يشنه الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة.
وبعد انتهاء مناورات "درع القدس"، التي أجرتها كتائب القسام على مستوى قطاع غزة؛ أعلنت غرفة العمليات المشتركة عن مناورات عسكرية مرتقبة لفصائل المقاومة الفلسطينية بغزة قريباً تحمل اسم "الركن الشديد 2".
وبالتزامن مع ذلك، أكدت مصادر خاصة أن المقاومة الفلسطينية أطلقت، أمس السبت، صواريخ تجريبية من قطاع غزة باتجاه البحر، وذكرت المصادر أن المقاومة أطلقت أربعة عشر صاروخًا من قطاع غزة باتجاه البحر، في إطار معركة الإعداد.
وعلى المستوى السياسي والعسكري اتفقت حركتا حماس والجهاد الإسلامي على تعزيز العمل المشترك ورفع الجهوزية على المستويين؛ وذلك خلال اجتماع قيادي مطول ضم قيادات سياسية وعسكرية للتباحث في الأوضاع الفلسطينية بشكل عام، وجملة من الخطوات التي من شأنها تعزيز المقاومة ورفع مستوى التنسيق بين الأجنحة العسكرية.
وبالإجمال، يمكن القول إن ما سبق يأتي في سياق الانتقال من مرحلة التحذير إلى إطلاق الإنذار الأخير مع نهاية هذا العام؛ في ظل مماطلة الاحتلال الإسرائيلي في تنفيذ تعهدات التهدئة والتسويف في بدء إعادة الإعمار، لا سيما بعد مرور 6 أشهر على انتهاء معركة سيف القدس.
توحيد الموقف
ويرى الكاتب والمحلل السياسي، مصطفى الصواف، أن مثل هذه اللقاءات تصب في تعزيز وحدة الموقف في القضايا التي تهم شعبنا، لافتاً إلى أنها ليست الأولى بل سبقتها لقاءات مع قيادات مختلفة في لبنان وغزة والدوحة، وكلها تصب في تعزيز الوحدة والتفاهم سواء على صعيد إدارة المعركة مع الاحتلال أو مواجهة إجراءات السلطة المختلفة في الضفة المحتلة.
ويؤكد الصواف في حديثه لـ "الرسالة" أن لقاء القيادات العسكرية جاء من أجل التنسيق فيما بينها في أي مواجهة قادمة، وكذلك التفاهم على المناورة القادمة والترتيبات التي تخص العمل العسكري وهي انعكاس للقاءات السياسيين والتأكيد على ما توصلوا إليه.
وشدد على أنها تحمل رسائل للعدو بأن وحدة المقاومة حاضرة وجاهزيتها قائمة، وللتأكيد على أن المقاومة طورت نفسها على كل الصعد وأن كيان الاحتلال لا يستطيع حماية نفسه؛ وهذا ما أكدته معركة سيف القدس.
بدوره، يعتقد الكاتب والمحلل السياسي حسن عبده أن هناك رغبة وقراراً بين الحركتين لتطوير العلاقات لتتجاوز التنسيق إلى التعاون المشترك، بما فيه مصلحة للوطن بزيادة قوة المقاومة وتعزيزها من خلال الغرفة المشتركة والاستعداد لمناورة الركن الشديد.
ويوضح عبده في حديثه لـ "الرسالة" أن كل ذلك بهدف الاستعداد لأي عدوان على غزة، والتجهيز لا يتوقف دقيقة، والتطوير لا يتم فقط على مستوى الإمكانيات، بل المهارات القتالية، والتدريب على الدفاع المشترك، والتصدي لأي اعتداء قد يشنه الاحتلال على قطاع غزة.
ويبين أن هناك حرصاً من حركتي حماس والجهاد برفع مستوى العلاقات بينهما على الصعيد السياسي والعسكري وذلك ناجم عن قرارات مركزية بالتنسيق والتعاون أكد عليها الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة في أكثر من حديث.