أصبح اليساري غابرييل بوريك الرئيس الجديد لدولة تشيلي بعدما حقق فوزا عريضا على منافسه من اليمين القومي المتطرف بفارق أكثر من عشر نقاط، حيث يتميز الرئيس الجديد بوريك بتعاطف استثنائي مع القضايا العربية ومنها القضية الفلسطينية، حيث وصف مؤخرا إسرائيل بـ"دولة الإبادة".
وتعني عودة اليسار للحكم دفعة قوية لبعض القضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية فقد كانت إسرائيل تراهن على اليمين لنقل سفارات هذه الدول إلى القدس. وعلاقة بهذا الموضوع والرئيس الجديد في تشيلي، يعد غابرييل بوريك من أشد أنصار القضية الفلسطينية.
وقال يوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، في مقابلة تلفزيونية، "نعم إسرائيل دولة إبادة ودولة إجرامية يجب أن ندافع عن حقوق الإنسان مهما كانت قوة الدول".
وكان قد أيد بقوة استيراد البضائع من الأراضي الفلسطينية المحتلة. وتحتضن تشيلي أكبر جالية فلسطينية في العالم. ويعد تشيليون من أصل فلسطيني من نشطاء "الجبهة الموسعة"، وبدون شك سيتولى سياسيون من أصل فلسطيني حقائب وزارية.
وشهدت تشيلي، الأحد الماضي، الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية، وكان الفوز من نصيب مرشح اليسار الراديكالي بوريك بقرابة 56% من الأصوات، متقدما بنحو 12 نقطة على منافسه من اليمين أنتونيو كاست، الذي حصل على 44%.
وتميزت هذه الانتخابات بانقسام وسط البلاد بين مؤيدي اليمين وأنصار اليسار إلى مستوى أن الصحافة تحدثت عن نسخة من المواجهة العنيفة في الانتخابات الرئاسية الأمريكية بين أنصار جو بايدن وأنصار دونالد ترمب.
وكان المرشح اليميني قد فاز في الجولة الأولى من الانتخابات واحتل بوريك المركز الثاني، إلا أن الناخب في تشيلي انتفض ومنح الفوز للزعيم الطلابي السابق القادم من ساحات الاحتجاج والنضال المباشر ضد سياسات اليمين، التي شهدتها البلاد خلال السنوات الأخيرة. وهذه أول مرة يفوز فيها صاحب المركز الثاني بالانتخابات.
وكان غابرييل بوريك قد رفض الترشح للانتخابات الرئاسية، مبررا ذلك بأنه لا يمتلك الخبرة الكافية لتسيير البلاد، لكنه قبل في آخر المطاف وانتصر في الانتخابات الداخلية لليسار الراديكالي في البلاد ممثلا عن "الجبهة الموسعة" التي تأسست في 2017 وتضم أطياف اليسار.
المصدر: القدس العربي