قائمة الموقع

تحليل: حماس ثابتة وقوية وتتمتع بشعبية واسعة

2010-12-14T15:13:00+02:00

الرسالة نت - شيماء مرزوق

أجمع محللون سياسيون على أن الحشود الكبيرة التي أمت مهرجان انطلاقة حركة المقاومة الإسلامية حماس، اليوم، يؤكد أن الحركة لازالت ثابتة بقواعدها الشعبية  ومواقفها السياسية، وأن هذه الجماهير جاءت لتؤكد على نجاعة خيار المقاومة بعكس مسلسل التنازلات والانهيارات السياسية التي تشهدها سلطة فتح التي يتزعمها محمود عباس في الضفة المحتلة، الذي أثبت ولازال يُثبت في كل يوم أنه فاشل ومُضيع للوقت.

رئيس الوزراء إسماعيل هنية، أكد خلال كلمته في المهرجان، أن الحشود الذي يشهدها المهرجان هذا العام أكبر من تلك التي كانت في السنوات السابقة، الأمر الذي أشار إليه المحللون في أحاديث منفصلة لـ"الرسالة نت" حيث أكدوا أن حماس لازالت قوية وتتمتع بقاعدة جماهيرية ضخمة.

ارتفاع وانخفاض

المحلل السياسي خليل شاهين أكد أن مهرجان انطلاقة حماس اليوم يؤكد على انها مازالت تحافظ على الكتلة الرئيسية من جمهورها في غزة والضفة الغربية, بالرغم  ان استطلاعات الراي تشير الي ارتفاع او انخفاض احيانا في شعبية الحركة الا انها اليوم اثبتت أنها تحتفظ بقاعدتها الجماهيرية العريضة وتحافظ عليها, وان جمهورها ما زال يلتف حولها.""

وكان مئات الآلاف من جماهير الشعب الفلسطيني قد أمت مهرجان حركة حماس في مناخ جوي معتدل وجميل سبقه قبل أيام أجواء عاصفة وغبار.

وقال شاهين: "المطلوب من الحركة هو البناء على هذه الشعبية للدخول بالكامل الي النظام السياسي من خلال الوحدة الوطنية, والتي هي المفتاح لاستمرار تطوير شعبيتها الي جانب تمسكها بالثوابت الوطنية".

فيما أيده في ذلك، أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر الدكتور ناجي شراب، بالقول: "أن حماس لم تعد تحتاج لاستفتاء على شعبيتها فهي اصبحت احد المكونات الرئيسية للشعب الفلسطيني وتمتلك قاعدة جماهيرية صلبة".

** رسائل حماس

وأما عن الرسائل السياسية التي وجهتها الحركة اليوم، اوضح شاهين أن اهم رسالة لحماس في هذا المهرجان والتي شدد عليها اسماعيل هنية في خطابه هي فشل خيار السلام والمفاوضات وعقم النهج الذي تتبناه السلطة ونجاعة خيار المقاومة, مشيراً الي ان الانتقادات التي وجهتها الحركة للسلطة ولخيار التفاوض يؤكد ان حماس مازالت تمتلك رؤية واضحة.

وكان رئيس الوزراء إسماعيل قد أكد أن خيار المقاومة هو الأنجع والأفضل في مواجهة الاحتلال، مؤكداً أن منهج سلطة فتح يشهد انهيارات سياسية كبيرة في المواقف والثوابت.

وشدد شاهين على أن هذه الرسالة هي الاهم لأنها تأتي بالتزامن ما بين انطلاقة حماس والتحركات السياسية الامريكية من خلال زيارة ميتشل للمنطقة والتي تستهدف الضغط على السلطة للعودة للمفاوضات.

واعتبر ان الرسالة الثانية تتمثل في الخطاب الذي بدأت حماس تعتمده على صعيد بعدها الاقليمي والدولي، فهي مصرة على الحفاظ على علاقاتها واتصالاتها الإقليمية والدولية، مع تمسكها بقوة بثوابتها الوطنية.

بدوره؛ اوضح شراب ان رسالة الحركة الابرز في المهرجان هي ان حماس مازالت ثابتة على مواقفها  وانها خرجت من الحرب والحصار اقوي من قبل, كما انها على استعداد على الانفتاح السياسي والدولي وهي ليست منغلقة على نفسها.

وكان هنية قد ذكر في كلمته بالمهرجان، أن حركة حماس مستقلة بقرارها وليست، وهي تحافظ على علاقاتها التي تبنيها مع الجميع، وقال: "قرار حماس نابع من رأسها".

واعتبر شاهين ان الموقف الاستراتيجي للحركة هو التمسك بكامل ارض فلسطين والجانب التكتيكي لها والذي عبرت عنه من خلال المواقف السابقة هو القبول بدولة فلسطينية على حدود العام 1967, منوها ان هذا الموقف لا يشكل تراجعا وانما هو انسجاما سياسيا مع المطالب الدولية.

وطالب الحركة بالتركيز على تبني واقعية حل الدولتين, حتى لا تعيد تجربة الحركة الوطنية والتي راهنت على هذا الخيار طويلاً دون الوصول لشيء على ارض الواقع, خاصة في ظل الاجراءات الاسرائيلية والتي تتخذها لتغير الوقائع من خلال الاستيطان والجدار.""

ولفت الي انه على حماس ان تتميز من خلال طرح خيارات سياسية جديدة, معتبرا ان اهم الاولويات التي يجب ان تركز عليها الحركة هي استعادة الوحدة الوطنية, حيث من الصعب بناء موقف وطني سياسي دون الوحدة.

ولفت شراب ان خطاب حماس اليوم كان اكثر تشددا من السابق وبعيدا عن المرونة التي ابدتها في مواقف عديدة سابقة, مرجعا ذلك كون المهرجان جماهيري ويحتاج للغة القوة.

** المصالحة

رئيس الوزراء إسماعيل هنية صرح أيضاً خلال كلمته في المهرجان، أن المصالحة الفلسطينية هي خيار استراتيجي لحركة حماس وأنه لا بديل عنها، لكنه أكد في ذات الوقت أن حركته لا تلهث وراء المصالحة التي تأتي برسائل عكسية باعتقال أبناء حماس بالضفة وتعذيبهم في السجون.

هذا ما أكد عليه المحلل خليل شاهين، حيث قال أن هنية وضع المصالحة على قمة اولويات حماس لأنه اراد ان يقول ان المشاركة والوحدة يجب ان تتبناها جميع الاطراف حتى يتم بناء موقف موحد, معتبرا ان عقلية المحاصصة هي المسيطرة على الطرفين.

كما ذكر ان استمرار السلطة في نهجها الحالي القائم على التفاوض يجعل من المستحيل انهاء الانقسام.

فيما رأي شراب انه من الافضل لحماس وضع المصالحة على سلم اولوياتها الوطنية, معتبرا ان هنية حاول من خلال خطابه تحميل فتح  فشل الحوارات.

ونوه شاهين الي ان اسرائيل تسعي للقضاء على فصائل المقاومة وعلى راسها حماس فهي تعتزم شن عدوان جديد على قطاع غزة والقرار قد اتخذ ويبقي التوقيت, ولكن هذه المرة العدوان سياتي لاجتثاث حركة حماس والقضاء على المقاومة في غزة.

وأوضح ان اسرائيل واميركا تسعيان لفرض حل سياسي على الفلسطينيين والعقبة الاساسية في وجهة هي فصائل المقاومة وتوجيه ضربة لها ربما يكون الشرط الاساسي لفرض هذا الحل.

ولفت شراب إلى ان إسرائيل قد تتذرع بخطاب حماس المتشدد لتشن هجوم جديد عليها بحجة انها مازالت على مواقفها وترفض شروط الرباعية الدولية.

وهذا ما أكد عليه هنية اليوم، حيث أكد أنهم يأخذون التهديدات الإسرائيلية بشن هجوم على غزة على محمل الجد، لكنه قال في حينه: "نحن لا نخشى إلا الله".""

واما عن الوضع في الضفة فقد اكد شاهين ان مجمل الحملات التي تشن ضد حماس هناك للتضيق عليها ستجدي نفعا لان الشعب يدرك ان حماس قائمة، وهي رقم صعب لا يمكن تجاوزه والقفز عنه, كما ان الاستطلاعات تشير الي تعاظم شعبية الحركة في الضفة.

وأكد شراب أن المهرجان يحمل رسالة قوية للضفة الغربية بان حماس قوية ولا يمكن القضاء عليها وتجاوزها, ويزيد الامل في نفوس عناصرها ويطمئنهم بان حركتهم ثابتة وصامدة برغم كل ما تتعرض له.

وكان هنية قد أكد أن حماس ستفوز في أي انتخابات قد تجري لاحقاً، بأغلبية أكثر بكثير من تلك التي فازت فيها في السابق.

اخبار ذات صلة