قائمة الموقع

في شمعتها الـ"23"..حماس تواصل المسيرة

2010-12-14T16:16:00+02:00

الرسالة نت - كمال عليان

 

لم تمنع أشعة الشمس الحاجة أم محمد عبد القادر في الثمانينيات من عمرها من المشاركة في مهرجان انطلاقة حركة حماس "الـ23" التي كانت تتكئ على حفيدتها لتتنقل بين جنبات المهرجان، فبالكاد يسعفانها راحتيها وعكازها على المشي.

 

وترتدي الحاجة أم محمد، الثوب الفلسطيني المطرز، يزينه الوشاح الأخضر الذي يعانق رقبتها، وهو لباسا غالبا ما ترتديه الحاجة في الأعراس والافراح، كما تقول.

 

وبينما كانت ترفع راية حماس الخضراء بصعوبة تقول "ربنا ينصركم على عدوكم ويخليكم لفلسطين"، داعية الله أن يمد في عمر قادة وأبناء حماس.""

 

كان هذا مشهد صغير من مهرجان انطلاقة حركة المقاومة الإسلامية حماس، الذي وصفه بعض المراقبون بأن أكبر تجمع تاريخي يشهده قطاع غزة.

 

فيما انطلقت فعاليات المهرجان بحضور قيادات الشعب الفلسطيني وعلى رأسهم رئيس الوزراء إسماعيل هنية، والعديد من قيادات الفصائل الفلسطينية المقاومة، والوزراء ونواب المجلس التشريعي، والمسئولين وكبار الشخصيات وممثلي المؤسسات الحكومية والأهلية، ومئات الآلاف من المشاركين.

 

وتخلل حفل الانطلاقة العديد من الفقرات الشيقة لعل أهمها النشيد الإسلامي، والقصيدة الشعرية التي ألقتها الطفلة روان خلة والطفل نعيم مشتهى، سلبوا بواسطتها آذان السامعين وانتباههم، بل وحركت كلماتهم ضمائر العالم وهي تستصرخهم "أعيرونا مدافعكم".

 

"منصورة يا حماس"

ولم يمنع الازدحام الكبير الحاج الستيني أبو محمد العمري من حضور المهرجان، والعرق يتصبب من جبينه، وعندما استوقفناه لمحاورته أكد أنه مستعد أن يضحي بكل أبنائه من أجل بقاء هذه الحركة الربانية، وأنها ستبقى عنوانا للمقاومة والجهاد.

وبجانبه كان الحاج أبو خالد ذو الوجه الأبيض والقبعة الخضراء والوشاح الأخضر يزين عباءته فقد كان يبتسم تارة ويتمتم بأنشودة "منصورة يا حماس"، ولا يخجل من أن يردد بأعلى صوته كلمة "حماس" اثناء أنشودة "يا شباب الإسلام".

 

وبينما كان أبو خالد يرفع قبعته ويرفرف بها عاليا ابتهاجا بقدوم رئيس الوزراء إسماعيل هنية يتمتم في أذن مراسل "الرسالة نت" ويقول : "هذه حركة عظيمة ولن تسقط بإذن الله طالما فيها رجال أمثال هنية والزهار والحية"، معربا عن رضاه وفخره أن يكون عضوا في هذه الحركة "الربانية" كما وصفها.""

 

وأحيطت ساحة الكتيبة الخضراء برجال الأمن، بوجوههم التي تشع بدفء الترحيب، وبدقة التشخيص لكل مار هناك، وحظيت بترتيب دقيق في كل شيء حتى مكان وسائل الاعلام التي توافدت لتغطيته إعلاميا، في دلالة على عمق ودقة التخطيط له.

 

وأما قادة حماس والفصائل الفلسطينية المقاومة فقد اصطفوا في الصف الأول، بشموخ وكبرياء مرسلين برقية للاحتلال وأعوانه أجمعين أن حماس باقية ما بقي الدم يتدفق في العروق، وأنكم مهما راهنتم على اجتثاثها أو إسقاطها فلن تستطيعوا.

 

ولعل منصة الحفل كانت الأبرز من كل المهرجانات السابقة فقد ازدانت بقبة الصخرة المشرفة التي خرج منها القائد هنية، يحمل راية احتضنها اللون الأخضر ليجسد راية الحق، ترفرف عاليا، علّها ترفرف يوما في يافا وعكا، والقدس.

الخطوات الأولى في ساحة المهرجان كانت تكفي لاقتناص ملاحظة أن المشاركين هناك من كافة الفئات ومن مختلف الأعمار شيباً وشباباً، رجالا ونساء.

قوة الإرادة

 

وبدا مهرجان الانطلاقة كلوحة فنية بدا فيها الإصرار على الاستمرار رغم كل المعيقات والحصار الظالم، وكأنها تحد واضح لكل ما مرت به الحركة على مدار سنواتها الطوال، كيف لا و"حماس" صنعت منهم "تركيبة نفسية" يختلط فيها قوة الإرادة  ومعاناة الظروف في الآن ذاته، بينما أعماقهم البسيطة الطيبة تبقى جسراً للمرور عبرها إلى عالمهم الذي اختارت "حماس" هذه المرة أن يكونوا هم في ضيافتها.

 

وأما أعضاء جهاز العمل الجماهيري فترى بعضهم في قسم الترحيب بالمشاركين، وبعضا في حفظ الهدوء، وآخرين يتابعون أصحاب الكاميرات، في منظر مذهل والذي إن دل فإنما يدل على عمق الإدارة، ودقة التخطيط، فأبناء حماس شقوا عنان الحياة في الظروف الصعبة، ونحتوا بصماتهم على جبينها، لكنهم في لحظة الابتهاج لم ينسوا حركتهم، فأمطروا الذكرى بود كبير نسجته حروف (إنا باقون على العهد).""

 

وأما الوقفة الجماعية فوق المنصة فقد كانت مسك الختام والتي ضمت بين جنابتها رئيس الوزراء ومؤسسي وقادة حركة حماس، في مشهد يؤكد أن "حماس" وفي انطلاقتها الـ"23" ما زالت تواصل الانطلاق والتميز.

 

ساعتين ونصف هي المدة الفعلية لمهرجان الانطلاقة كانت كفيلة بإيصال عدة رسائل للعدو الصهيوني في أن المقاومة وحماس باقية رغم حربكم وعدوانكم، وللشعب الفلسطيني الصامد في أن حماس باقية على العهد.

اخبار ذات صلة
فِي حُبِّ الشَّهِيدْ
2018-04-21T06:25:08+03:00