قائمة الموقع

قرى الضفة تقاوم وحدها وسلاح السلطة لحماية المستوطنين!

2021-12-27T11:10:00+02:00
الرسالة- محمد عطا الله

تشتد هجمات المستوطنين على مدن وقرى الضفة المحتلة، وأبرزها قرية برقة، التي شهدت مؤخراً اعتداءات همجية من قطعان المستوطنين بحماية عسكرية مشددة من جيش الاحتلال الإسرائيلي، فيما دارت مواجهات عنيفة خلال تصدي أهالي القرية لهم من خلال رشق حجارة وزجاجات حارقة وتفجيرات صوتية صوب الاحتلال.

وفي وقت سابق، دعت القوى الوطنية والإسلامية، في محافظة نابلس، الجماهير الفلسطينية للمشاركة في فعاليات وتظاهرات التصدي للمستوطنين ولانتهاكات الاحتلال الإسرائيلي في نابلس وجنين.

وتتكرر اعتداءات المستوطنين في المنطقة ذاتها ضد الفلسطينيين العزل، حيث يشنون بين فترة وأخرى هجمات ضد مزارعي وادي قانا ويخربون ممتلكاتهم ومزروعاتهم.

ويحاول أهالي القرى من خلال وسائل وأدوات المقاومة الشعبية؛ صد هجمات قطعان وجيش الاحتلال المتكررة عليهم، فيما لا تحرك القوات الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية أي ساكن، بل تنسحب من المناطق الخاضعة لسيطرتها وتترك المواطنين يقاومون بصدورهم العارية!

ويمكن القول إن سلوك الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة تحوّل إلى دور وظيفي وبات يقتصر على حماية أمن المستوطنين، خاصة وأنها تسارع على الفور لحماية المستوطنين الذين يتسللون إلى القرى الفلسطينية وتعمل على تأمينهم وتسلميهم للجيش، وهو ما حدث في طولكرم مؤخراً.

وما بين اشتداد المواجهات وتقاعس أمن السلطة عن دورها الوطني، تحاول قيادات "فتح" اللعب على عامل كسب المواقف من خلال التظاهر بأنها تقف إلى جانب المواطنين عبر صور لمشاركتهم في الاحتجاجات السلمية، فيما تبقى آلاف البنادق مغمدة ولا تظهر إلا لتأمين مستوطنين وجنود "إسرائيليين" ضلوا الطريق.

 تحسين الصورة

ويرى الكاتب والمحلل السياسي تيسير محيسن أن السلطة حريصة على ألا ينفلت عقد الأمن في الضفة المحتلة؛ لأن لديها اعتقاد بأن أي تدهور للوضع الأمني لا يهدد الاحتلال بل يهدد بقاءها أولا، لذلك تمنع بكل قوة أي محاولة لإشعال انتفاضة ثالثة.

ويوضح محيسن في حديثه لـ"الرسالة" أن قيادة السلطة تحاول أن تبدد الاتهام الموجه لها من خلال التساوق مع سياسات الاحتلال وفي الوقت ذاته تحريك مجموعات شبابية، للإيحاء أنها تقاوم الاحتلال وتقف إلى جانب القرى.

ويبين أنها من خلال هذا الأمر تسعى إلى ترميم صورتها التي علقت في أذهان الفلسطينيين بتساوقها الدائم وتعاونها الأمني مع الاحتلال ومن جانب آخر تمنع اندلاع مواجهة واسعة.

بدوره، يؤكد الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف أن السلطة منذ مجيئها ضمن اتفاق أوسلو لم تعمل على حماية الفلسطينيين، بل جاءت لحماية المستوطنين ولذلك لا يوجد أي ردات فعل حقيقية من قيادات السلطة سوى الشجب والاستنكار.

ويضيف الصواف في حديثه لـ "الرسالة" أن هذه المسألة باتت أكثر وضوحاً من خلال ما يجري في برقة ونابلس ومدن الضفة التي يحاول الاحتلال أن يتغول فيها على المواطنين.

ويشدد على أن المظاهرات الإسرائيلية وهجمات المستوطنين تتم بحماية أجهزة وقوات جيش الاحتلال، فيما يقاتل الفلسطينيون في ساحات المواجهة دون أي تواجد لأفراد الشرطة والأمن الفلسطيني لجانبهم، مشيراً إلى أن استمرار هذه الحالة في الضفة لن يطول.

اخبار ذات صلة