قائمة الموقع

مقال: استراتيجية المقاومة في ضرب الجبهة الداخلية الإسرائيلية

2021-12-29T10:16:00+02:00
الكاتب د. خالد النجار
د. خالد النجار

يعد الاهتمام بالجبهة الداخلية الإسرائيلية مسألة يركز عليها الاحتلال من حيث استخدام كافة الوسائل والأدوات التي توفر الحماية الكاملة لكافة المستوطنين والمؤسسات العامة الصهيونية، والقطاعات الأخرى، وهو ما جعل حكومة الاحتلال تسعى لإعداد استراتيجيات يتم من خلالها الحفاظ على بنية وترابط الجبهة الداخلية وصمودها أمام أذرع المقاومة الممتدة من غزة ولبنان وإيران.

بدأ الاحتلال الصهيوني في التفكير بهذا الاتجاه بدءًا من عام 1991 حين سقط (40) صاروخًا عراقيًا، مما كان لها الأثر البالغ في زعزعة استقرار الجبهة الداخلية، والتداعيات المنبثقة عن المتغيرات الأمنية التي ضربت دولة الاحتلال، كما من بين الأسباب الأخرى التي أقلقت العدو الصهيوني فقدان الحماية وضعف التصدي لصواريخ حزب الله خلال حرب تموز 2006م، وهو ما أثار الرعب في صفوف المستوطنين والمنظمات اليهودية، وهو ما أفقد الاحتلال أحد أبرز عوامل القوة المتمثلة في حسم المواجهة العسكرية، كذلك التطور النوعي والهائل لسلاح المقاومة في قطاع غزة بعد أن فازت حركة حماس في الانتخابات التشريعية في الخامس والعشرين من يناير 2006م، وتمتع المقاومة بدعم كامل لتطوير أداءها القتالي وصولاً لضرب العمق الصهيوني، والتأثير على منظومة الأمن الصهيونية التي بدأت تهتز صورتها خلال المواجهات الأخيرة، وتحقيق المقاومة لخطوات استراتيجية نحو فرض معادلاتها الأمنية والتحول السريع على أرض المعركة والذي بات يصب لصالح المقاومة الفلسطينية.

تأثرت الجبهة الداخلية الصهيونية وأصبحت في مرمى نيران المقاومة، لأن الأخيرة تدرك تمامًا أن استراتيجية القتال ينبغي أن تستهدف كافة مستويات الجبهة الداخلية، وأنها هدفًا رئيسًا للضغط على الاحتلال وكسر إرادته، ونسف مخططاته، وضرب صورته الذهنية أمام العالم أجمع، لذا كان للجيش الإسرائيلي مهمة أن يتولى إدارة مكونات الجبهة الداخلية، من خلال المشاركة في تنفيذ عدد من الاستراتيجيات التي توفر الحماية الكاملة لكافة مقومات الكيان، وتعزيز حالة الصمود.

فشل العدو الصهيوني في تحقيق أيٍ من أهدافه للحفاظ على مصالحه العامة والخاصة، وباتت كافة الاستراتيجيات الأخرى في مهب الريح، لأن قدرة المقاومة واستعدادها للقتال كان بمثابة الاستماته في الدفاع عن المصالح القومية للفلسطينيين، وتحقيق عوامل الصمود، من خلال كثافة النيران التي وجهتها المقاومة في معركة سيف القدس، مما شكلت تهديدًا استراتيجيًا له آثار كارثية أصابت المشروع الصهيوني وفتت عوامل القوة الذي يستند إليها الاحتلال، والتي من بينها سياسة كي الوعي الذي مارسها العدو عبر عقود من الزمن، مستخدمًا الكثير من الأدوات الهادمة والتي تفشت بين فئات واسعة من الفلسطينيين في البلدات والمدن المحتلة عام 1948، وبالتالي كان للمقاومة دورًا بارعًا في التصدي لذلك، من خلال تشكيل حاضنة شعبية تتبنى ثقافة المقاومة كفكر يؤسس أول لبنة في استعادة اللحمة الوطنية والقوة الفلسطينية في كافة المدن المحتلة، وهو ما جعل العدو يفقد الكثير من التوازن أمام جبهته الداخلية.

وبالتالي ما زال العدو الصهيوني يفتقد لهذا التوازن في ظل فشل مخططاته على الأرض، وفشله في استعادة ثقة الجبهة الداخلية بالحكومة الإسرائيلية، التي تعرضت لضربات أمنية واسعة في قطاع غزة، وما أصابها من تقلبات سياسية نتيجة مخاوف كبيرة من هجوم إيراني محتمل على المفاعل النووي الصهيوني، أو في ظل حالة التصعيد مع غزة، والذي بات يشكل مهددًا استراتيجيًا للأمن القومي الإسرائيلي في سياق سباق التسلح وتعاظم قدرات المقاومة والتي ظهرت في مناوراتها الأخيرة، واستعدادها لمناورة الركن الشديد (2) والتي ستعكس التفوق الكبير للمقاومة على طريق النصر والتحرير.

اخبار ذات صلة
فِي حُبِّ الشَّهِيدْ
2018-04-21T06:25:08+03:00