المواطنة غدير أنيس مسالمة، لم تكد تجف دماؤها التي سالت على الأرض وتركت تنزف حتى لقيت ربها شهيدة ، إثر دهسها بمركبة مستوطن عمدًا قرب بلدة سنجل شمال شرق رام الله، جريمة بشعة ، لم تحرك شعرة من عباس، الذي لا يقل إجرامه وسلوكه بحق الفلسطينيين وقمعهم واستفزازهم بشتى الطرق والأدوات عنها.
جريمة مسالمه وجريمة الاعتداء على الأسيرات والتنكيل بهن ونزع الحجاب عنهن في سجون الاحتلال ما هي إلا نزر يسير من سجل كبير من جرائم الاحتلال والمستوطنين شبه اليومية، كل هذه الجرائم ترتكب بمصادقة وبدعم من حكومة الاحتلال وعلى رأسهم وزير الحرب بني غانتس ، الذي خرج عباس إليه سل سيفه ليس لقتله ، بل لدعمه وإخراجه من مأزق وضعه فيه الفلسطينيون بصدورهم العارية وإرادتهم الفولاذية وتصميمهم على إشعال ثورة شاملة في الضفة ،وقرارهم بتصعيد المقاومة بأدواتها كافة لإرهاق الاحتلال ومستوطنيه
على لسان وزير الشؤون المدنية الفلسطينية حسين الشيخ وبكل تبجح دون خجل، واستفزازا لمشاعر الفلسطينيين؛ أعلن عن لقاء جمع رئيس السلطة محمود عباس بوزير الحرب الإسرائيلي بيني غانتس وسط تل أبيب، في خطوة هي الأكثر استفزازا، في وقت يتطلع فيه الفلسطينيون إلى كلمة دعم تساندهم أو عبارة انتقاد لسلوك الاحتلال ومستوطنيه ممن يزعم أنه يمثلهم.
هذا العدو الذي حرص عباس على الالتقاء به وسط تل أبيب ، هو نفسه العدو الذي يبتلع الضفة الغربية وهو نفسه من يرتكب أفظع الجرائم بحق المدنيين العزل ويعتدي على الأسيرات في سجن الدامون وينكل بهم وهو نفسه من يهود القدس اليوم وأمس ويدنس المقدسات ويضيق الخناق على المقدسيين في كافة نواحي حياتهم.
يأتي لقاء عباس غانتس في وقت تتصاعد فيه الحالة المقاومة للاحتلال في الضفة الغربية ووصول الأعمال المقاومة إلى أرقام كبيرة من العمليات وتنوعها ، بالتزامن مع حالة غليان في الشارع الفلسطيني، ضد السلطة وسلوكها القمعي بحق النشاط والحركيين والفساد الذي ينخر كل ركن فيها ، وبذلك يكون الهدف من اللقاء واضحا كالشمس التي لا يمكن أن يحجبها الغربال
جاء اللقاء في هذا التوقيت لتعزيز التنسيق الأمني، والحفاظ على حالة الاستقرار الأمني، بما فيها ضمان منع انهيار السلطة بسبب حالة الرفض الشعبي لها جراء سلوكها القمعي وتفشي الفساد، إضافة إلى كبح تصاعد الحالة المقاومة للاحتلال في مدن الضفة المحتلة
فالمطلوب اليوم هو وقفة جادة من الكل الفلسطيني في وجه السلطة ورئيسها الذي يهيمن على مكوناتها ،فقد أصبحت هذه السلطة عبئا على المواطن وسدا منيعا أمام مشروعه التحرري ، وأداة في يد الاحتلال يسيرها كيفما شاء وأراد ، مطلوب اليوم من الفصائل أن تعمل على إجراء الانتخابات الشاملة وإعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني على أسس وطنية قوية تمكنها من الوقوف أمام التحديات التي تعصف بالقضية الفلسطينية وإيقاف عباس عند حده وتعريته من أي صفه رسمية تضفي عليه نوعا من الشرعية السياسية، ومطلوب من الفلسطينيين أن يصعدوا مقاومتهم بكافة الطرق والأدوات في مدن وقرى الضفة المحتلة للتصدي للاحتلال وقطعان مستوطنيه ، ورد الصاع صاعين ، فمشروع التسوية أثبت فشله في كل مراحله ،والمقاومة أثبتت أن مسارها هو الطريق السليم لتحرير الأرض وعودة اللاجئين واستعادة الحقوق كافة.