لقاء غانتس عباس لن يضيف شيئاً جديداً على معرفة الشعب الفلسطيني بحقيقة رئيس السلطة والدور الذي يقوم به في محاربة المقاومة، ولو كان لدى رئيس السلطة ذرة ذكاء سياسي لما أقدم على هذه الخطوة في الوقت الحالي تحديداً، لأن أحد أهداف هذا اللقاء هو مناقشة الوضع الساخن في الضفة الغربية ووضع خطة لتهدئته والسيطرة عليه بعد عمليات إطلاق النار والطعن التي نفذها شبان فلسطينيون ضد جنود الإحتلال والحراك الشعبي المتصاعد لصدّ اعتداءات قطعان المستوطنين؛ وبالتالي سيأتي اللقاء بنتيجة عكسية وسيكتشف عباس أنه قدَّم خدمةً لتصاعد الإنتفاضة الشعبية ضد الإحتلال وأن ما قام به هو بمثابة صبّ الزيت على نار الثورة، لأنه ببساطة عباس وسلطته كانا دافعاً رئيسياً وراء توجه الشعب الفلسطينى في الضفة للمواجهة المباشرة مع العدو والدفاع عن وجوده وحياته وممتلكاته، بسبب القبضة الأمنية التي أصبحت سيفاً مسلطاً على رقاب أبناء شعبنا والتنسيق الأمني وكذلك حالة القمع والملاحقة والاعتقال السياسي التي تمارسه الأجهزة الأمنية ضد الفلسطينين في حين تقف هذه الأجهزة متفرجةً على إعتداءات الجيش ووقطعان مستوطنيه، لذلك سيكون الرد على هذا اللقاء في الميدان.
سلوك السلطة القمعي انعكس على التفكير الجمعي الفلسطيني مولدّاً قناعة لدى شعبنا أن هذه السلطة يجب أن ترحل وأنها أصبحت عبئاً أكثر من ذي قبل على مشروعنا الوطني، وأن المقاومة بكافة أشكالها هي الخيار الأمثل للخلاص والانعتاق من مطرقة الإحتلال وسندان السلطة، وأن تكلفة المقاومة مهما بلغت فإنها ستبقى أقل بكثير من تكلفة الصمت والخنوع وما عززّ ذلك معركة سيف القدس، ولأن الصدام مع السلطة وأجهزتها الأمنية فيه خدمة للمشروع الصهيوني، قرر أبناء شعبنا أن تكون المواجهة مع الإحتلال وهذا ناتج عن فهمهم لحقيقة أنه الحامي الوحيد لبقاء هذه السلطة، وهذا ليس معناه أن تفعل السلطة ما تريد وأن تتمادى في غيها وعنجهيتها، فإن لزم الأمر سيكون القرار كما يقال (عليَّ وعلى أعدائي).