قائد الطوفان قائد الطوفان

محمد الشريف فني تحاليل يدمج بين مهنته وموهبته

غزة- عمر عويضة

امرأةٌ بلغت من العمر عتياً، تمسك بيد عكازاً تتكئ عليه، وبالأخرى تمسك الثوب الفلسطيني الذي يرمز إلى التراث الفلسطيني، وخلفها جدارٌ يمنعها من الوصول لهدفها: الصلاة في المسجد الأقصى. هذه تفاصيل لوحة صنعتها أيدٍ فلسطينية شاهدة على بطش العدوان الاسرائيلي منذ الانتفاضة الأولى حتى وقتنا هذا.

 محمد الشريف، فنان فلسطيني من شمال قطاع غزة، استطاع الجمع ما بين عمله أخصائي تحليل طبية مع موهبته في الرسم بواسطة الحرق على الخشب ليخرج لوحاتٍ جميلة تدل على احترافية العمل.

اكتشف الشريف موهبته منذ الصغر، فكان دائماً يرغب بالرسم على الجدران والدواليب أو أي شيء يراه أمامه؛ ليعبر عما يدور في خاطره من أفكار وقضايا.

 وكان الشريف عندما يشاهد رساماً، يذهب مسرعاً إلى البيت حتى يقلد رسوماته الفنية التي تثير إعجابه.

وخلال حديثه لـ "الرسالة نت" يقول الشريف: "قبل عشرات السنوات، كنت في زيارة لمنطقة دير عمار في الضفة الغربية ضمن مخيم صيفي، لفت انتباهي حينها أستاذ يرسم اللوحات الفنية بواسطة الحرق على الخشب، بقيت تلك الفكرة راسخة في عقلي حتى انتهى المخيم".

وأضاف: "حاولت بعدها استخدام جهاز الحرق على الخشب في رسوماتي المتواضعة، ولكني فشلت في العديد من المحاولات، لكن تحديت نفسي وعاهدت نفسي أن أتقن الرسم على الخشب".

استغل الغزي موهبته في الانتفاضة الأولى عام 1987، بمقاومة المحتل من خلال رسم مجسمات وطنية وتذكارية لإهدائها لأقاربه أو لأصدقائه المقربين.

ترك الشريف الرسم بعد الانتفاضة الأولى؛ بسبب الأوضاع الصعبة التي كانت تسود القطاع في ذلك الوقت، وتفرغ لعمله أخصائي تحاليل طبية؛ ثم عاد للرسم حين ساد الهدوء.

لفت أسلوب الحرق على الخشب انتباه الشريف لأنه يتناسب مع عمله الذي يقضي معظم وقته فيه، لذا نجح في توظيف بعض المواد التي يستخدمها في مهنته بالحرق على الخشب، فأدخل الأصباغ التي تستخدم في التحاليل الطبية على اللوحات الفنية، ليضفي بذلك إضافة نوعية للوحة.

ويتناول في لوحاته العديد من القضايا الوطنية والاجتماعية، أهمها قضية القدس الحاضرة في جميع لوحاته، لرمزيتها ولما يمارسه الاحتلال الإسرائيلي، بالإضافة إلى مواضيع عن التشبث بالأرض وحق العودة.

 ويواجه الشريف صعوبات عدة منها: عدم توافر أدوات الرسم في القطاع غزة؛ لمنع الاحتلال إدخالها، وخاصةً قلم حرق الخشب المستحدث الذي يتميز بدقته وسهولة استخدامه، خلافاً للقلم العادي المتوفر في القطاع.

ويطالب وزارة الثقافة في غزة، بضرورة الأخذ بيد الفنانين وعرض أعمالهم في بعثات ومعارض دولية، لنشر الرواية الفلسطينية الحقيقية أمام العالم، وفضح ممارسات الاحتلال الاسرائيلي بواسطة اللوحات الفنية.

ويطمح الشريف للمشاركة في المعارض الدولية لتمثيل فلسطين فيها؛ لإبراز الهوية الفلسطينية التي يحاول الاحتلال الإسرائيلي طمسها.

البث المباشر