الرسالة نت -خلود نصار
بين أعلام زينت سماء الكتيبة الخضراء و أصوات هتافات علت في أرجائها , و صفوف تراصت من نساء و رجال , إخترق هذا الإنسجام أصوات باعة متجولين يحملون بين أيديهم صناديق كرتونية إختلف محتواها فقد إعتبر هؤلاء الباعة الإنطلاقة هو يوم رزق لهم و تمنوا لو أن جميع أيامهم إنطلاقة حمساوية .
يقول الطفل محمد الشغنوبي في الصف الرابع الإبتدائي و هو حاملا صندوقه الكرتوني المعبأ ببعض ساندويشات و أكياس من اللب "في كل إنطلاقة آتي إلى الكتيبة لكي أبيع و أربح " و يذكر أنه ليس (حمساويا) لكنه متواجد للبيع فقط و كسب الرزق و يقول " ربحت اليوم كتيير الحمد لله"
أما أمجد الشغنوبي في الصف الثاني الإعدادي فيقول "انا جئت للهدفين أبيع و أكسب و في ذات الوقت للمشاركة في الانطلاقة لأني حمساوي".
بين صفوف المواطنين يجول بائع الخروب منير أبو سل و الذي يلبس زيه الخاص الملون حاملا على ظهره صباب الخروب المعدني المزين بالورود الملونة و قد تهافت عليه الأطفال ليشربوا منه رغم برودة الجو.
و في ذات المكان يقف الستيني سعيد أبو عاصي و قد إشتعل رأسه شيبا ليصب (لزبونه) الشاي في كوب بلاستيكي يحمله بيده و اعتبر أبو عاصي هذا اليوم يوم رزق للجميع .
و لم تقتصر الإنطلاقة على هؤلاء الباعة المتجولين بين الجماهير فحسب بل شهدت أطراف الكتيبة إفترش الباعة الأرض و إستخدمو العربات والتكاتك كمطاعم متنقلة للمأكلولات .
و في المكان عبقت روائح الطعام المقلي و المشوي و جذبت الحاضرين للإقبال على الشراء منها.
وعلى الرصيف يقف علي القصاص 34 عاما مقابل مطعمه الصغير المتنقل و الذي كان عبارة عن عربة صغيرة و ضعا عليها موقدا لقلي الفلافل و الخبز و بعض من الحاجيات اللازمة لساندويشات الفلافل و يقول القصاص: " جئت لأجمع رزق أولادي"، و ذكر انه يحضر إلى الكتيبة الخضراء في مثل هذا اليوم من كل عام.
وأكد البائع القصاص على دور الحكومة هذا العام في تنظيم حركة البائعين و السماح لهم بالبيع و حمد الله على هذا الربح و الإقبال، قائلا "يا ليت كل يوم انطلاقة".
وبجواره يقف جاره عصام أبو غليون أمام عربته و الذي انشغل بتعبئة رغيف خبز ببعض اللحوم المشوية، ويقول بكلمات هزلية "يا ريت تتكرر مهرجانات الإنطلاقة يوميا"، نظرا لزيادة منسوب الدخل.
ويضيف البائع أبو غليون "في ظل الحصار هذا اليوم يعوضنا عن أيام كثيرة لا يدخل فيها علينا أي قرش".
وإن كانت الانطلاقة هي عرس لمؤيدي حماس و يوم ينتظروه لتجديد البيعة مع قادتهم و مع حركتهم المقاومة فهو كذلك يوم ينتظره كثير من البائعين ليكون مصدر رزقهم لهم و لأبنائهم .